الجزء 01

6.5K 53 0
                                    


دخل يوسف التيمي ديار بني عجلان . وكان يركب فرسأ اسودا . وقد علاه الغبار واخذ منه التعب ما أخذ .. وعند دخوله . لازقة الديار ..قابله اولاد صغار يلعبون في الطريق .. فاوقف الفرس وقال لهم .. يا اولاد . اين هو بيت ورقة بن عابد ؟

فقال احد الصبيه . انا ابنه ماذا تريد .؟ فقال ليه يوسف . انا اريد اباك .. قال له انا ابنه .ومن حقي ان اعلم ماذا تريد منه .. فاما ان تخبرني او لن ادلك على بيتنا ..

فقال له يوسف لن اخبرك . وسيدلني على بيتكم احد الصبية الاخرين . فقال له انا القائد هنا. ولن يستطيع احد منهم ان يفعل شيئا ضد ارادتي .

فقال له حسنا حسنا .. انا معي مال .كنت قد اخذت من ابيك دينا .فاريد ان ارجعه اليه ..

فقال له الغلام وكم هو الدين ؟

قال اربعمائة دينار ..

فقال له يظهر عليك اثر السفر والتعب وقد جئت من مكان بعيد .. فقط من اجل اربعمائة دينار ؟؟

فقال له يوسف .. الحق حق مها قل اوكثر..

فقال له ان ابي رجل كريم قوم .. وراس قبيلته .. فان عرف انك اتيت من السفر من اجل هذه الدنانير .. فلن يرضى وسيغضب عليك ؟

فقال له يوسف .. اذا" دلني ماذا افعل ايها الغلام ؟

قال له تعطيني المال وتذهب الى ابي كأنك اتيته في زيارة .. فان سألك عن المال فسأعطيك اياه لترجعه اليه .. فانه بخيل لاخير فيه ..

وان لم يسألك .. تكمل زيارتك وتذهب وانا بعد ذهابك سأعطيه المال .. وبهذا لايغضب عليك لا ترى منه سوء وتكون قد سددت دينك..

فقال له لاعليك خذ هذه الدنانير وافعل مثلما قلت .. فاعطاه صرة فيها دنانير ..

واشار الغلام الى دار في نهاية الطريق .. وقال تلك دارنا ..

فذهب يوسف الى الدار واستطرق قائلا .. ياورقة انا يوسف بن صخر التيمي .

ففتح له الباب .. وقال مرحبا بالكريم بن الكرام .. تفضل بالدخول ..

فادخله واخد بلجام الفرس .. وربطه له في حلقة كانت في الدار ..

قال له لقد جئت لك زيارة محبة وود .. اريد ان أسالك من شئ . هل هذا الغلام الذي يلعب في بداية هذا الطريق مع الصبيان هو ابنك؟

قال له نعم هذا سعيد بن ورقة . قال له هو الذي دلني على الدار ..

فقال له ثم ماذا ؟ قال له لاشي غير هذا ..

قال محال ان يدلك سعد على الدار هكذا بدون ان يكون جرى بينك وبينه امر عظيم

فانه غلام ليس كالغلمان .. وانه باستطاعته ان يلوي اراء الرجال عما يريدون ..

واصر الرجل الضيف ان لايخبر والد العلام بشي مما جرى لانه يريد ان يعرف

هل الغلام امين ام لص ..

اكمل الرجل زيارته وذهب ..

فجاء الغلام الى ابيه وقال يا ابي هل ذهب الرجل الذي جاءك اليوم ؟

قال نعم اكرمناه وذهب في طريقه ..

قال هل كان مستدينا منك شيئا من المال؟

قال له لا لم يكن بيننا شئ من المال انما هو ود قديم وصداقة راسخة ..

قال له يا ابي لقد خدعني الرجل ..

قال له ابوهو كيف ذاك والرجل من اصدق الرجال قولا".. واوفاهم عهدا"

فحكى له ماحصل .. فقال له ابوه .. لقد اخطأت يا بني ..

ما كان لك ان تفعل هذا . كان ينبغي ان تدله على الدار وكفى ..

لان هذا المال الذي اعطاك .. لا نسطيع ان نصرفه .. لانه ليس لنا فيه حق ..

قال الغلام خذه يا ابي وارجعه اليه متى ما قابلته ..

فاخذ ورقة المال وقال لابنه غدأ ان شاء الله سأذهب الى دار يوسف .. واعطيه ماله

وأساله عن ماقال ..

وعند المساء رجع يوسف الى دار ورقة ..

ونزل فسأله ورقة الم ترجع الى بلادك؟ قال لا ذهب لزيارة صديق اخر وجئتك راجعا ..لابيت عندك واسافر غدأ صباحا ..

فقال له ورقة لقد اعطاني ابني مالا .. يقول انك اعطيته اياه وهو ديل لي عليك.

قال له يوسف وقد فعلها الغلام ..

قال نعم ان ابني من اكثر الناس امانة واصدقهم حديثا ..

قال له وانا جئتك من اجل الغلام وليس من اجل المال .. جئت لارى هل ابنك امين فيوفي بما قال .. ام انه سيأحذ المال ويسكت .. ولكن الغلام حقق ظني وسر قلبي ..

فان هذه الدنانير ليست لك ولا لي .. بل هي له .. تقديرا لصدقه وامانته ..

قال له ورقة . سأعطيه اياها ..

وبات معهم ليلته وفي الصباح ودعه وذهب يوسف الى طريقه ..

فلما اصبح الغلام .. قال له ابوه .. ان الضيف الذي كان عندنا البارحة جاء بالليل وانت كنت تغط في نومك .. فقال ان اعطيك المال تقديرا لصدقك وامانتك ..

فقال له يا ابي .. انا لا ابيع صدقي وامانتي .. باربعمائة دينار..

قال له ابوهو ليس بيعا وانما مكافأة ..

فقال له ان الصدق والأمانة لاتكأفؤها اربعمائة دينار ..

قال اذن ماذا؟ قال له فليعطني فرسه وسيفه. أو يزوجني ابنته. وبذلك يكافؤ صدقي وامانتي .. فانهما غاليتان عندي ..

فضحك والده وقال ولكنك صغير على الزواج يابني .. قال له يا ابي الصغير سيكبر والوعود ستبقى .. فليعدني بذلك ..

انا لا اريد اربعمائة درهم ..فيقول الناس ان سعد ابن ورقة اخذ اربعمائة دينار مكأفاة لصدقه وامانته .. فيظن الناس ان الصدق والامانة بهذه الثمن الزهيد ..

متى ماقابلت صديقك يا ابي .. ارجع اليه ماله واخبره برفضي لصفقته ..

يتبع....

الغراب المتهمWhere stories live. Discover now