الجزء 11

3.5K 104 2
                                    


الفصل الثاني

الزائر الخفي


في الصباح ارتدي د محسن ملابسه بعد أن أخذ حماما سريعا" ، وتوجه الي المستشفي وكله تصميم علي تقديم استقالته او علي الاقل نقله الي مكان اخر فهو لم يعد يحتمل تلك الهلوسات! ما ان وصل الي المستشفي حتي توجه الي مكتبه لتجميع اغراضه وجد د نهاد التي رحبت به وهي تساله في اهتمام : كيف حالك.

رد في شرود : بخير .

واطبق علي فمه بالصمت وهو يهم بتجميع حاجياته. قاطعته د نهاد بحديثها : بالامس بعد ان خرجت حكت لي السيدة حفيظة قصة نجوان وكيف تلبسها الجن. لم نكمل حديثنا ، لكنها طلبت مني أن نقوم بزيارتها بعد أن ينتهى دوامي اذا لم يكن لديك ما يمنع .

لم يكد يسمع ذلك الكلام حتي التفت نحوها بتركيز واهتمام، كان يتمني ان يقول لها لا اريد ان اعرف عنها اي شي لا اريد ان اسمع اسمها حتى! الا انه وجد نفسه يقول في فضول : ماذا ؟! ما الذي حدث ؟!

د.نهاد:لقد اخبرتني عن حياتهم في ذلك المنزل،،يبدو انها حياة طبيعيه ، أسرة تعيش في ظروف حزينة نسبة لفقدان الوالد الذي كان بالنسبه لهم يمثل الفرح والسعادة، بل كان يمثل العالم كله بالنسبه لهم، لكن السر يكمن في تلك الغابة! ارجوك يا د.محسن أن تأتي معي فأنا اطلبها منك كخدمة قبل أن تفارقنا! واتمنى ان تكون سببا" في حثك علي البقاء.

اومأ لها برأسه علامة الموافقة واستطرق قائلا": انا ايضا" حدثت معي بعض الاشياء قد يكون لديها تفسيرا" لبعض منها.

فرحت د.نهاد بتغير موقفه وأخذت هاتفها وطلبت رقم حفيظة بسرعه قبل أن يعدل عن رأيه،، اخبرتها السيدة حفيظة بأن لامانع من الزيارة، وانها بانتظارهم.

وضع د.محسن اغراضه علي الطاولة كماهي وأخذ هاتفه ومفتاح سيارته وخرج من المستشفى تتبعه د.نهاد التي تشعر بحماس وخوف شديدين.

وصلا الي المنزل حسب تعليمات حفيظة ...كان منزلا جميلا بالقرب من النهر خلفه اشجار كثيفه. تجولا بنظرهما أولا يستطلعان المكان في ترقب وقلق!

توجها نحو الباب استقبلتهما حفيظة بترحاب شديد، ادخلتهما للصالة كان الترتيب والنظافه باديا علي المنزل من المدخل.

اكرمتهما حد الكرم.

سألها د.محسن بعض الأسئلة الافتتاحية حتى يلطف الجو..

ثم بعدها تحدثت نهاد وطلبت من حفيظة أن تكمل حديثها الذي ابتدأته في المستشفى.

نظرت حفيظة الي د.محسن كأنها تريد منه تأكيدا علي أنه يود سماعها . أومأ برأسه مؤكدا لها أن تبدأ . قالت لهم: كما أخبرتكم من قبل انا كنت اسمع القصص من أبنائي ولم اعر الأمر اهتماما" ظنا" مني انها مخيلة الاطفال، لكن في ذلك اليوم الذي اخبرتني نجوان أن اصدقاءها سوف ياتون ليقضوا الليله معنا في المنزل، لم ارفض أو اخاف حينها لانني كنت اعتقد انها تسلي نفسها كعادتها بقصصها الخيالية، وكنت اجاريها خوفا علي مشاعرها، قلت لها حسنا" لا مانع لدي احضري من تشائين من اصدقاءك ،لم اكن اعلم انني بذلك قد ارتكبت خطأء" شنيعا".

في مساء ذلك اليوم كانت نجوان فرحة جدا وحركتها كثيرة حول المنزل، حتى بعد اذان المغرب رأيتها تركض نحو الباب وتفتحه وتتحدث بلغه لم اتمكن من فهمها، أعتقدت بأنه لعب اطفال ورجعت الي المطبخ اكمل اشغالي فقد طلبت نجوان عمل وليمه لاصدقاءها، سمعت قهقهات واصوات كأنها حوافر حيوانات تقطع الصالة مقتربة من المطبخ،، ركضت ناحية باب المطبخ أخرجت رأسي لأستطلع الأمر، لم يكن هنالك احد غير نجوان التي تمسك دميتها بيدها اليمنى وترفع يدها اليسرى فوق مستوى كتفها كأنها تمسك بيد شخص اطول منها قامة عبرت امامي متوجة الي غرفتها كنت اسمع صوت الحوافر بوضوح اكثر وهمهمات لم افهمها وعندما اصبحت نجوان في محاذاتي احسست ببرودة تسري في اوصالي حتى ان فرائصي أخذت ترتعد برغم أن الجو كان معتدلا أو اقرب الي الحار ، أما نجوان كانت في قمة سعادتها حتى انها لم تشعر بوجودي ولم تعرني انتباها" !

فرغت من اعداد الطعام حضرت نجوان وقالت: امي لقد أخبرني صديقي أن الطعام جاهز وهو يريد أن يأكل، هلا اعددت لنا العشاء؟

نظرت لها بتوجس ووعدتها ان أحضره لهم حالا!

وضعت الاكل وأخذته ناحية غرفتها، اقتربت من الممر الذي توجد فيه الغرف، انتابني شعور بالخوف وأحسست بألم في معدتي، تحاملت علي نفسي وتقدمت اكثر الا ان ارجلي ثقلت وحركتي تباطأت ،عجبا" !

سمعت أصوات ، لم اتبينها إلا أنها حتما" ليست لاطفال! كانت كأنه جهاز تسجيل به عطب، اصوات همهمة واصوات بها حشرجة ، قطعا هذه مزحة!

وصلت الباب وحاولت فتحه إلا أنه كان موصدا من الداخل، طرقته عدة مرات، وكانت الاصوات واضحه استطعت تمييز نبرتي صوت بالاضافه لنجوان كأنه نقاش ما لكن اللغه كانت غريبة! بعد برهة انفتح الباب! كنت أرى الغرفة من مكاني نظرت يميني كان الشباك مسدلة ستائره، نظرت علي يساري كانت طاولة عليها دفاتر تلوين واقلام بالقرب منها كرسي صغير يجاورها خزانة ملابس فوقها وحولها تناثرت الالعاب باهمال، امامي مباشرة كان سرير طفلتي العزيزة يبدو كان عراكا حدث فيه وهو غير مرتب حتى ان المفارش مرمية علي الأرض بإهمال.

وضعت الاكل علي الطاولة بالقرب من السرير...وشرعت في ترتيب الغرفة ..جمعت الألعاب المبعثرة ووضعتها في سلة بالقرب من الخزانة كانت مخصصة للالعاب، رفعت المفارش عن الأرض نفضتها اريد ان ارتبها وأقوم بفرشها علي السرير، نهضت نجوان بفزع وحاولت امساكها مني وهي تخبرني بأن علي أن اترككها وهي سوف تقوم بترتيبها بعد ابتعاد اصحابها، دفعتها عني برفق واخبرتها بأن هذا يكفي عليك بالتوقف عن تخيل اشياء غير موجودة! في هذه اللحظة

قمت بنفض المفرش وفرشه علي السرير تسمرت للحظات وانا اري ذلك المنظر العجيب فهناك في منتصف السرير تماما بدا لي وكأن شخصا يستلقي علي السرير وتكونت ملامحه اكثر وهو يتحرك تحت المفرش حركة بطيئة خرجت مني صرخات مجلجلة وانا ارى امامي ذلك الجسد يتحرك تحت المفرش قبل ان اقوم برفع المفرش بسرعه ولدهشتي كان السرير فارغا لم اجد اي شئ، قمت بفرشه مرة اخري ولكن هذه المرة لم يكن ذاك الكيان مستلقى علي السرير ، بل كان جالسا" وكان رأسه بالقرب مني!

ابتعدت للخلف بعنف وانا اصرخ بزعر حتى اصطدمت بالحائط ووقعت علي الارض ، لكن عيني لم تفارق ذلك الشئ القابع تحت المفرش اقتربت منه نجوان وهي تتحدث بتلك اللغه وسمعت صوتا" كفحيح الافعى يهمهم بنفس اللغة قامت نجوان برفع الغطاء ثم سمعت صوت الحوافر تسارع تنفسي واذدادت ضربات قلبي حتى كاد يخترق صدري من الرعب فصوت الحوافر تتحرك من جانب السرير متوجها" نحوي!

يتبع.....

الجن العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن