الجزء 05

5.5K 146 8
                                    


الفصل الأول

الكابوس


ركض د.محسن نحو نجوان وحاول رفعها إلا أنه لم يستطع بسبب اجهاده وثقل وزنها!صرخ بأعلى صوته يطلب المساعدة،،هرول الشرطيان إليه تتبعهما الممرضات.

وجدوا صعوبة في رفعها من الأرض كأنها ملتصقة عليها رغم ان جسد نجوان نحيلا و طولها حوالي 170سم إلا أنها كانت ثقيلة جدا تعاونوا الخمسة علي رفعها لم يستطيعوا رفعها رغم بذلهم الجهد الا عندما استيقظت حيث بدا جسمها كأنه تحرر من قيوده التي كانت تثبته علي الأرض مانعة إياهم من حمله...

وضعوها علي السرير وكانت خفيفه جدا نظرت بعينيها نحو د.محسن وهي تتمتم :اسفه يا دكتور ،لم يكن بيدي!

د.محسن مستغربا: ماذا تعني؟!

رمقته بنظرة مليئة بخوف وألم وندم لأول مرة يري جمال عينيها العسليتين وصفاءهما وطول رموشها وكثافتهما كانت تملك اجمل عيون قابلته طول حياته!

إستسلمت للنوم من جديد..قامت الممرضات بتنظيفها من الدم وتعقيم جرحها والبسوها مريله واحكموا اغلاق الأربطة الممتدة من اليدين حول ظهرها وخصرها النحيل،كان د.محسن واقفا يراقب كل حركة لكن ذهنه شارد في استعادة وتحليل الاحداث بين مصدق ومكذب!

جلس في كرسيه بالقرب منها من جديد نظر للساعه فوجدها تشير الي الواحدة وعشر دقائق صباحا ،، لم يكن يشعر بنعاس أو تعب رغم كل ذلك الجهد،كانت الأفكار تعصف بذهنه فهو منذ الساعه الرابعة عصرآ حتى الآن لم ينعم ولو بقسط بسيط من الراحة!

لم يستطع النوم كان محتارا وخائفا مما حدث،يتمنى ان يستيقظ في الصباح ليجد أنه كان كابوس وإنتهى،لكن هذا حقيقي فهو حتى الآن يعاني من الم في صدره حيث كان يجثم عليه شخصا ما أو شيئا ما في الليله الماضية..كما وان عنقة يؤلمه نتيجة الضغط الذي تعرض له مرتان إحداهما من نجوان والأخرى من المجهول!

تنهد وأخذ الملف الملقى بجانب السرير التقط الاوراق المبعثرة علي الأرض ورتبها داخل الملف وجلس علي الكرسي وبدأ بمواصلة القراءة من جديد،

انتفض بفزع جراء لمسه خفيفه علي كتفه ارجعته من شروده الي الواقع!

اعادته تلك اللمسة الي ضوضاء المستشفى وصراخ المرضى،التفت ليجد د.نهاد أمامه مبتسمه :مرحبآ د.محسن وعذرا اذا افزعتك،،لقد ألقيت عليك التحية ثلاث مرات لكنك لم ترد علي..هل انت بخير؟

د.محسن:مرحبا د.نهاد،لقد كنت اراجع ملف هذه المريضه الجديدة ولابد وانني غفوت! فهي غريبة جدا!

د.نهاد:لكنك لم تكن نائما،كنت مستيقظ وتقلب صفحات الملف،،وماهو الشئ الذي يحيرك فيها؟

د.محسن:ها،ماذا!؟ لاشئ،،إنه وقت استلامك،لقد كان يومآ عصيبا،سوف أخذ قسطآ من الراحة،لا يمكنني مواصلة العمل وانا مجهد هكذا.

اخذت د.نهاد تتفحصه وهي في حيرة من أمرها ثم قالت:صدقآ ماذا بك؟ هل استطيع فعل شئ من اجلك؟تبدو مشتتا وشارد الذهن وكأنك خائف !؟

د.محسن محاولا إخفاء مشاعره:إنه ضغط العمل ليس إلا،24 ساعه في المستشفى دون راحه كثيرة لن استطيع العمل دون أخذ قيلولة ولو لقليل من الوقت .

د.نهاد:حسنا،لك هذا .سحبت الملف من يده وغادر هو الغرفة أما هي تقدمت نحو المريضه كانت فتاة في ال 21من عمرها قمحية اللون،نحيفه نوعا ما الا انها تمتلك جسدا يبدو أنه أقل ما يقال عنه جميل! شعرها اسود مبعثر بإهمال علي الوسادة حول وجهها الدائري بملامحه الطفولية البريئة! يالك من فتاة جميلة قالتها د.نهاد وهي تتلمس وجه نجوان برقه وتبعد خصلات الشعر عنه،إلا أن نجوان فاجأتها بالإمساك بيدها بقوة فائقه وسحبها للسرير بعنف مممسكة إياها من رأسها وجذبتها نحوها بحيث أصبح وجهيهما علي بعد سنتميتر واحد،،كانت د.نهاد تحت تأثير الصدمة من الحركة المفاجأة لم تتحرك أو تبدي مقاومة حتى أحست بألم حاولت الإبتعاد لكن قبضة نجوان التي كانت أقوى منها اخذت تقاوم وتصرخ وتضرب نجوان بكلتا يديها وهي تحاول سحب نفسها بعيدا عن هذه المجنونة ذات القوى الجبارة إلا أن نجوان كانت أقوى منها لم تدع لها فرصه للهرب حاولت د.نهاد أن تبعد يد نجوان عن رأسها الا ان نجوان انتفضت و سارعت بالوقوف بسرعة وامسكت د.نهاد من شعرها ويديها سرعان ما وجدت د نهاد نفسها ملتصقة مع الجدار وانفاس نجوان الساخنة تلفح رقبتها ... أمسكت نجوان رأس د.نهاد بيدها اليمني وتلف يدها اليسري بعنف حتى تحطمت تمزقت يدها وبرزت من خلالها العظام التي تكسرت واخترقت العضلات والجلد وتدفقت الدماء بغزارة

أطلقت د.نهاد صرخة مدوية وحاولت ابعاد نجوان عنها إلا أن نجوان أمسكت رأس د.نهاد بكلتا يديها وأخذت تضربه بالحائط بقوة ومع كل ضربة كانت مقاومة د.نهاد تقل تدريجيا وصرخاتها تنخفض الضربة الأولي مؤلمة،الثانيه بدأ جبينها ينذف ،الثالثه ذاد الجرح وذاد تدفق الدماء الرابعه تصدع الجبين حتى بداية الراس وبدأ الدم ينهمر بغزارة الخامسه تحطمت الجمجمه وافلتتها نجوان من بين يديها تهاوى جسد د.نهاد واصطدم بالارض و كانت جثة هامدة !

استيقظ د.محسن مزعورا جراء لمسه خفيفه علي كتفه،انتفض يصرخ بإسم د.نهاد،وهو يتلفت يمنة ويسرة وكان هناك صوت بالقرب منه يحاول تهدئته وينادي بإسمه دكتور ،محسن ، ازكر اسم الله، إنها أنا،،آسفه لإزعاجك كنت القي عليك التحيه لكنك لم تردها،انا هنا!آسفه لم اتعمد ازعاجك،لقد رأيتك تقلب الملف فاحببت أن القى عليك التحية،لم يكن في نيتي إخافتك!

نظر د.محسن لمصدر الصوت وهو يكاد لا يصدق! د.نهاد ،هل هذه أنت فعلا؟هل انت بخير؟هل قامت بإيذائك؟

د.نهاد وهي تنظر إليه و بتردد وعدم فهم:نعم انها انا!انا بخير لم يقم أحد بإيذائي!

د.محسن وهو يتمتم:االحمدلله انك بخير الحمد لله ،لابد وأنه كابوس!

يتبع.....

الجن العاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن