الجزء 06

4.7K 132 3
                                    


الفصل الاول

المسخ


خاطبته د.نهاد وهي تربت علي كتفه: لابأس انا هنا الان ويمكنني العمل وحدي لان في مثل هذا الوقت دائما يكون الوضع هادئ ولا يوجد ضغط عمل،اذهب لاستراحة الأطباء ،واذا احتجت عونك سأرسل في طلبك،لاتقلق!

اجابها د.محسن بشرود واضح :حسنا،لكن توخي الحذر فنحن لا نعلم مدى خطورة هذه المريضة، وماذا وراءها!

ثم شكرها وذهب لينام قليلا، فلازال لديه اكثر من 4ساعات حتى نهاية دوامه.

اخذ حماما سريعا وتوجه لسريره لم يكد يضع رأسه علي الوسادة حتى غط في نوم عميق ،لم يهنأ فيه بالتأكيد ،حيث طاردته الكوابيس من ماضيه وأرجعت له احداث كان يحاول أن يتناساها طيلة العشرة أعوام الماضية!

نعم إنه حدث مقتل اخيه،لقد كان في السادسة عشر من عمره، واخيه في الرابعة عشر، كانا يلعبان في فناء المنزل الخلفي، الذي كان مليئا بأدوات البناء حيث كان أبيه يقوم ببناء طابق جديد في بيتهم،كانا يلعبان الكرة واصوات ضحكاتهم تملاء المكان، حين بدأ أخاه الصغير في ازعاجه ونعته بالقاب لايحبها وكانت دائما سبب مشاكل بينه وبين أخيه مما أدى الي اشتباكهما في عراك بالايدي ،قام علي اثره د.محسن بدفع أخيه الذي سقط علي كومة من قطع الحديد والمسامير التي اخترقت رأسه من الخلف حتى برزت علي وجهه من الامام وكأنها زرع نبت علي أرض خصب يرتوي من دمه الذي انسكب عبر الفتحات وتناثر علي الارض !

الغريب في هذا الكابوس كان وجود شخص يشبه أخاه تماما ، إلا أنه نسخة اكبر منه وجهه ملئ بالثقوب تشبه تماما التي كانت في وجه اخيه عندما اخترقته المسامير وقطع الحديد​ كأن تلك الجروح التأمت بشكل بشع نتيجة لتثبيتها باسلاك واضحة في وجهه تتحرك مع تنفسه مبعدة الفك الاسفل عن باقي الوجه مع كل نفس يزفره وكان يتوعده بلغة غير مفهومة!

كان د.محسن يحاول رفع أخيه وهو يبكي ويدعو الله الا يكون قد توفي ،كانت يداه ترتجفان من الخوف علي اخيه والخوف من ذلك المسخ الذي يقترب منهما، أصبح المسخ قاب قوسين أو أدنى منه نظر إليه د.محسن نظرة خاطفه وعاد ينظر الي أخيه لكنه أطلق صرخة مدوية عندما وقعت عيناه علي وجه أخيه هذه المره حيث تبدلت ملامحه وتحول الي ذاك المسخ وقد اصبح أنفه مكسور العمود وفتحتي الانف غير مستويتان، أسنانه بارزة الشفتان مقطوعتان كأنهما تم انتزاعهما والاسنان كأنها مغروزة في عضلات الوجه الخارجية مثبته باسلاك تشبه تقويم الاسنان تربط الاسنان بعضلات الوجه والجلد، لديه جرح من مقدمة رأسه حتى مؤخرته تمت خياطته بسلك حديدي متدلى علي كتفه ،الاذنان مقطوعتان توجد فتحتين في مكانهما فقط, شعره اصلع الا من عدد بسيط من الشعر الابيض الطويل المتفرق يتطاير من رأسه وذقنه.

كان د.محسن يحاول الابتعاد عنه إلا أن ذلك المسخ كان متمسكا بقميصه ولا يدعه يهرب، كان يتحدث معه بتلك اللغه الغريبة وهو يغرس أظافره التي تشبه المخالب في زراع د.محسن الذي كان يقاومه بشراسه..

هنا كانت الممرضة تهزه جسده بعنف وتحاول إيقاظه وهي تصرخ قائلة: د.محسن ، ارجوك استيقظ المريضة تحاول قتل د.نهاد ، ارجوك استيقظ.

كانت حرارة جسد د.محسن مرتفعة جدا وكان العرق يتصبب منه، واضح جدا من حركة عينيه وغمغمته أنه يرى كابوسا سيئا، بعد جهد من المريضه قامت برشه بالماء علي وجهه حينها قام من مرقده مفزوعا وهو يكاد لا يميز الأحداث حوله،وكان ينظر الي الممرضة أمامه ويحاول فهم مايسمعه منها كان بصعوبة يسمع اسم د.نهاد لكن لا يفهم بقية الكلام..قامت الممرضه بدفعه أمامها لغرفة المريضة نجوان، ليفاجأ بمنظر صادم امامه، اتسعت حدقتا عيناه وتسمر في مكانه وهو يرى ما يحدث أمامه كأنه فلم يعرض بالحركة البطيئة

يحوى اعادة للاحداث التى رآها في نومته السابقه بالقرب من سرير نجوان حيث كانت نجوان تمسك د نهاد بيديها بقوة فائقه وتسحبها نحو لسرير بعنف مممسكة إياها من رأسها جاذبة اياها نحوها كان الشرطيان ومعهما احد الممرضين يحاولون ابعاد نجوان عن د.نهاد بلا جدوى أما نهاد التي تقاوم نجوان بكل ما أوتيت من قوة كانت تصرخ في زعر غير مصدقة مايحدث معها كانت تصرخ وتضرب نجوان بكلتا يديها تحاول سحب نفسها بعيدا عن هذه المجنونة ذات القوى الجبارة إلا أن نجوان كانت أقوى منها لم تدع لها فرصه للهرب حاولت د.نهاد أن تبعد يد نجوان عن رأسها الا ان نجوان انتفضت و سارعت بالوقوف بسرعة وامسكت د.نهاد من شعرها ويديها كانت الممرضة تحث د.محسن علي التدخل وانقاذ د.نهاد من براثن هذه المريضة المتوحشة حينها كأنه استوعب الموقف قطع المسافة الفاصلة بينهم في خطوتين سريعتين وهو يأمر الممرضة بتجهيز الحقنه المهدئة وقام هو بلف يديه حول صدر نجوان التي كانت تمسك راس د.نهاد بيد وبالاخرى تحاول كسر يدها احتضنها برقة وحاول تهدئتها ولحسن الحظ وغرابة الموقف فقد هدأت نجوان تماما وكأنها كانت في مرحلة صدمة حضرت الممرضة وحقنتها بالمخدر بسرعه وعاونت د.محسن في نقلها ووضعها علي السرير..دثرها بلحافها والتفت يسال د.نهاد التي كان الشرطيان قد وضعاها علي الكرسي المجاور لباب الغرفه وقام أحدهم بإعطاءها زجاجة ماء د.نهاد:لا اعلم حقا فقد اقتربت منها وكنت اتأملها حين انقضت علي بدون اسباب وحضر الشرطيان والممرضون وحاولوا أبعادها عني الا انهم لم يستطيعوا الا عند حضورك!

د.محسن:هل قامت بإيذائك؟

د.نهاد:كلا انا بحخير الحمد لله، شكرا لك،هل يمككنا اكمال الحديث في المكتب ؟فانا لدي بعض الاستنتاجات اريد ان اناقشها معك!

د.محسن مقطبا جبينه وبصوت يبدو عليه الفضول:حسنا هيا بنا! لكن دعيني اطمئن علي حال المريضة اولا.!

يتبع....

الجن العاشقWhere stories live. Discover now