٢٧⇜ متقاربان

ابدأ من البداية
                                    

"ما فائدةُ الناسِ الذين يحبونني وأنا لا أحبُ نفسي؟"
تمتم تايهيونغ وأخذت يداهُ وردةً كانت تقفُ وحيدةً بينَ جيوش العشب الأخضر

"ربما عليك أن تحبها لأنها ما زالت صامدةً حتى الأن؟"
أجابَ جاسبر وقد هبت رياحٌ لتكشف نصفَ جبينهِ  المُخبئ تحت غرتهِ المجعدة
كانَ شعرُ حاجبهُ الأيسرُ مَقطوعًا من المنتصف، وقد نما جلدّ جديد ليغطي مكانَ الإصابة

استرسل باقتضاب:
"من السهلِ جدًا أن تحب نفسكَ يا تايبونغ لو تخلى الجميعُ عنكَ لأنك ستعلمُ بأنها الوحيدةُ المتبقيّة"
امتعضَ وجهه:
"لكن يبدو بأنّك أحدُ اولئك المدللين الذين تسهلت الحياةُ لهم حتى ملّوا السعادة"

أحدّ المدللين؟
والذينَ ملّوا السعادة؟

ومضَت ذكرى في ذهن تايهيونغ،
تلك التي كان أباه يُبرِحه فيها ضربًا
صوتُ السوطِ يتكررُ في إذنهُ كسمفونيّةٍ للموت

كلماتٌ تتفشى في جسده كالسم
تقتلهُ بِـبطء

شعرَ بالغضبِ يعتريهِ كَـنارٍ تشتعل في داخله
أليست روحهُ المشتتة واضحةً؟

اتخذَ الصمتَ ردًا،
علّ من بِـجانبهِ يسمعُ بعضًا من صيحاتهِ المكتومة

غاصَ الجو في السكونِ لِـمدة
كانت صراصيرُ الليل هي الوحيدةُ التي تمردت وأثبتت وجودها

كانَ تايهيونغ يتجمدُ حرفيًّا،
القشعريرةُ تغزو جِـلده

لم يستطع طلبَ المساعدةَ من جاسبر
لكونهِ عاتبًا عليه
يكرهُ عجزه، يتمنى أن لا يكون إبديًّا

فجاءة، تجلّى ضوءٌ من إحدى المنارات الموجودةِ في سقفِ المبنى الضخم، تحديدًا على الجالسيّن بجمودٍ

سمعَ تايهيونغ لعناتٍ تصدرُ من فم أجعدِ الشعر،
استقامَ جاسبر سريعًا يحثهُ على النهوض
رغمَ أنهُ كان يمتلكُ يدًا واحدةً متحركة، إلّا أنهُ كان يملكُ بعضًا من القوةِ تُأهله على مساعدة عاجِزِ القدمين

"من هؤلاء؟"
صاحَ تايهيونغ بينما كانا يجتازانِ الممراتِ المظلمة بسرعةٍ فائقة، صوتُ صدى العجلاتِ كان تقريبًا في هذا الهدوء الحالكِ مؤذيّا للأذان

"إنهم حراسُ المبنى!"
ردّ من يقودُ الرحلةَ الصاخبة بِـنبرةٍ صوتٍ عاليّة

"هل نحنُ في مشكلة؟"
تسائل الجالسُ على الكرسيّ عندما بدءآ بالإقترابُ من غرفتهما المشتركة، الأصواتُ قد انخفضت عدا صوتُ لهاثِ جاسبر

ابتَسِم || KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن