الفصل الثامن

5.1K 166 2
                                    

ذهبت سارة إلى منزل اهلها و لم تحكي لهم ما حدث و كل ما اخبرتهم به أنها تحتاج إلى تغيير المكان... أحس فؤاد و زوجته أن هناك خطب في ابنتهم و تأكد احساسهم عندما حضر فراس و طلب ان يتكلم مع سارة إلا انها رفضت و عندها صعد فراس لها و أخذ يطرق الباب بقوة: سأكسر الباب إن لم تفتحي، انفجرت سارة بالبكاء و صاحت من بين شهفاتها: ارحل يا فراس ، عندما سمعها تشهق بالبكاء رق صوته: سارة... حبيبتي اخرجي لنتحدث و عندما لم تجبه نزل إلى حيثيوجد فؤاد و علا اللذان سيطر عليهما الذهول و فال لهم: سوف أرحل، أمسك به فؤاد: ماذا هناك يا فراس؟ هل تشاجرتما؟، أجابه فراس بصوت مخنوق: هذا لانني غبي... أغبى من أن أستحقها، كانت سارة نقف في الطابق الثاني و عندما سمعته يقول هذا عادت لغرفتها و اكملت بكاءها.

خاول فراس مرات عديدة أن يلتفيها لكن والديها أخبراه أنها تعتزل الكون و حاولا مساعدته كثيرا من غير أن يطلبا أي تفسير لما يحدث لكن لم يفلخا.

أغرق فراس نفسه في عمله حتى بلغ حد الاتهاك و قال له صديقه علاء: رفقا بنفسك يا فراس أنت تقتل نفسك و بهذه الطريقة...نظر له فراس: و هل سيكون لوحودي في هذه الحيتة فيمة عندما لا تكون معي، ربت علاء على طكتفه: لقد أخطأت...لن أخدعك و أقول لك انت لم تخطئ لكن سارة تحبك و يوما ما ستغفر لك... لكن الجرح لم يبرد بعد... لا تيأس يا صاحبي حاولجلس فراس في سيارته أمام فيلا فؤاد و انتظر حتى خرجت سارة، أحس بوخزة ألم عندما رآها.... لقد اختلف شكلها كثيرا... صارت أنحف و تكونت هالات سوداء حول عينيها في المجمل صارت كحطام و أكثر ما آلمه أنه من فعل بها كل هذا، لقد كانت تتجنبه و ترفض رؤيته طوال شهرين منذ أن رأته مع (حنان) و من يومها و هو لم ينجح في أن يصل إليها أو يتحدث معها لكن هذه المرة لن تفلت منه، رآها و هي تركب سيارة والدها فانطلق خلفها.

توقفت أمام حديقة أطفال و عندما هم بمناداتها رآها تلوح لصديقتها.... مشى وراءها لكنها تاهت منه في وسط الحديقة... حاول أن يجدها لكن كل محاولاته راحت هباءا مسح وجهه في إحباط و عندما استدار ليرحل سمع طفلتان تضحكان و تقول أحدهما للأخرى: أخيرا نجحت ماما في أن تقنع خالتي سارة بأن تسافر معنا إلى الإسكندرية، إلتفت فراس للبنتين و توجه ناحيتهما ثم انخفض حتى يتناسب طوله مع الفتاة الصغيرة و مد يده لها مصافحا: مرحبا بك يا آنستي الصغيرة، في بادئ الأمر تعجبت البنت منه و لكنه شجعها بأن ابتسم فمدت له يدها الصغيرة و صافحته، سألها: أين عساي أن أجد سارة؟، قالت له: خالتي سارة؟ وهل تعرفها؟، ابتسم: نعم يا صغيرتي أنا زوجها، أمالت رأسها على جانب و كأنها تحاول تذكره ثم صرخت: نعم... إنه أنت لقد تذكرتك، ضحك فراس و قال لها: نعم إنه أنا، أمسكته من يده و ركضت به و عندما لمح سارة من بعيد توقف فأخذت تجره لكنه شدها إليه برفق: لحظة يا صغيرتي... أنا و سارة تشاجرنا و كنت أريد أن أراها فقط حبيبتي هل لك أن تخبريني متى ستسافرون إلى الإسكندرية و أين ستقطنون؟ ،وصفت له شاليه والدتها بصعوبة و قالت له سوف نسافر غدا صباحا ، شدها إليه و احتضنها: شكرا يا ملاكي الصغير، ابتسمت و قالت: أي خدمة يا... قال لها: فراس يا صغيرتي، قالت له: حسنا يا عم فراس، سألها: هل في الإمكان أن تسدي خدمة للعم فراس؟، هزت رأسها في حماس ، قرب رأسه منها و همس كمن يخبر أحد سر خطير: لا أريدك أن تذكري للخالة سارة أي شئ عن لقائنا هذا حسنا؟، سألته: لكن لماذا؟، قال لها:لأنني كما أخبرتك تشاجرت معها و لو عرفت أني حضرت لن توافق أن أذهب إلى الإسكندرية و من الممكن أن لا تحضر معكم لكي لا تراني ... هل تريدينها أن تحضر معكم؟، قالت: طبعا، قال لها: إذا سرنا الكبير في بئر عميق، قالت له: في بئر عميق و كبير؟، ابتسم و قبل وجنتيها الصغيرتين و سار مبتعدا و هو يفكر لقد خدمته الصدفة هذه المرة لكنه لن يترك شئ للصدف مرة أخرى.

عندما وصل إلى الاسكندرية ذهب إلى حيث وصفت له الصغيرة و بعد أن سأل شخصين عن المكان فعلا وجد سارة مع صديقتها و هما تجلسان خارج الشاليه لكن سارة لمحته و أسرعت بالدخول، مر بعدها يومين و فراس لا يرى أثر لأحد في الشاليه لا سارة و لا صديقتها و لا حتى الفتاة الصغيرة فيئس و قرر أن يعود إلى الفندق، عندما وصل إلى الفندق قرر أن يمر على الاستقبال و يسأل عن اسم سارة فقد تكون نزلت بهذا الفندق و بإمكانه أيضا أن يأخذ منه أسماء بعض الفنادق ليبحث فيها و هو في طريقه اصطدم بطفلة و عندما انحى ليحملها هتفت: العم فراس، أشرق وجه فراس لرؤيتها و ضمها إليه: منقذتي...ها؟ أخبريني كيف حال سرنا الكبير، قالت له: في بئر عميق، قهقه ضاحكا: حسنا يا حلوتي... لكن أخبريني لما أنت هنا؟ ألم تقولي لي... قاطعته: نعم كنا في الشاليه و لكن خالتي سارة طلبت من أمي أن نذهب للفندق و بصراحة أنا أراه أفضل بكثير، ابتسم لها: معك حق... هيا إذهب و إلعبي لا أريد ان أعطلك و لكن لنا لقاء آخر يا حلوة، قالت و هي تطبع قبلة على خده: طبعا.. إلى اللقاء، و ركضت مبتعدة، أمضى فراس باقي اليوم في غرفته لكي لا تراه سارة و تهرب مرة أخرى و عزم على أن يحدثها في اليوم التالي و مهما فعلت لن يتركها تفلت من يده حتى يفهمها الموضوع.

سيدة الهروب - كاتبه فاطمه الصباحىWhere stories live. Discover now