الفصل السادس

6.9K 193 2
                                    

طلب فؤاد من ابنته أن توافيه في مكتبه و عندما دخلت قال لها: إجلسي يا صغيرتي،لم يكن يخطر في بال سارة ما قاله والدها بعدها حتى أنها صدمت عندما قال لها مباشرة: لقد تقدم فراس بطلب يدك اليوم فما رأيك؟، ظلت سارة صامتة لا تعلم ما تفعل هل تضحك أم تبكي من شدة الفرحة، لاحظ والدها صمتها و أحس ما وراءه فقال لها : لا تستعجلي يا حبيبتي في الرد أمامك وقت كافي لتقرري ، لكنها قالت: ماذا ترى يا أبي؟، قال لها: أنت تعرفين رأيي يا سارة... حتى قبل ان أتعرف على فراس كان كابن أعز أصدقائي و أحببته لكن بعد أن تعرفت عليه صار لي كابن لي أنا فهو إنسان ممتاز على كل المستويات دينا وأدبا وعلما و لكن الآن ما يهم هو رأيك و ليس رأيي، أحس أنها لا تستطيع أن تصارحه برأيها فقال لها: لا أريد أن أسمع منك رد سأتركك تفكرين و أبلغي والدتك بقرارك.

عندما جلست مع والدتها قالت لها: اسمعي يا حبيبتي أنا أعلم أنك معجبة بفراس إلى حد كبير لكنني سأترك لك الخيار و لن أصف لك في محاسنه فأنت تعرفينه جيدا كما أعرفه أنا و والدك، نظرت سارة لوالدتها و قد إحمرت خجلا: يا أمي ...أنا...أنا لست معترضة و ما ترينه أنت و أبي مؤكد هو الخير كله، ضحكت والدتها: لكن هذا لم يكن رأيك عندما تحدثنا عن وائل، عندما لاحظت علا أن سارة أصبحت في غاية الحرج لم تشأ أن تصعب عليها الأمور فوقفت: حسنا يا غاليتي سوف أحدث والدك أن يترك لك مهلة أطول، وعندما قرأت خيبة الأمل وجه سارة ضحكت: أنا أمزح معك فقط سوف أخبره انك موافقة ليقول لفراس لان من الواضح أنه مستعجل.

إتفق فؤاد مع فراس أن يتم الزفاف خلال شهر و في هذا الشهر سيجهز فراس الفيلا التي سيعيش فيها هو و سارة و إعترضت علا على فخامة الفيلا اللي اختارها فراس لتكون بيت الزوجية لكنه قال لها: لا شئ يمكنه أن يكون أغلى من أن يقدمه لسارة، لاحظ الكل مدى حب فراس لسارة فهو قام خلال شهر ما لم يفعله الكثيرون خلال سنة

و أيضا أتفق من فؤاد أن تكمل سارة السنة الأخيرة لها في الجامعة و هما متزوجين ، لم يتبقى على الزفاف إلا يومين و كانت سارة قد أنهكت من كثرة الترتيبات و التحضيرات و عندما حضر فراس في مساء يوم الإثنين وجدها و قد تكونت حول عينيها هالات سوداء فقال ها: يا إلاهي ما بك؟ و كأنني سأتزوج مومياء، فابتسمت ابتسامة متعبة: لا عليك سوف أرتاح اليوم و غدا و بعد غد و لكن أخبرني ماذا تفعل عندنا اليوم و من المفترض أن تكون في الشركة فالكل يحتاجك هناك، ابتسم لتفكيرها المراعي : لا تقلقي لقد تركت صديقي علاء هناك و هو ينوب عني في كل الامور ..لقد حضرت لأسألك لأي بلد تريدين ان تسافري في شهر العسل؟، إحمرت خجلا و همت بالكلام إلا أنه قال: لا يا عروسي الجميلة لا وقت للخجل الآن ...أخبريني هل حلمت يوما أن تسافري إلى أي بلد؟ هيا أطلبي و تمني و انا هنا لأنفذ... قاطعه صوت علا و هي تقول: لا يا بني لا تدللها كثيرا ، نظر لها و قال: إن لم أدللها فمن سأدلل ،ربتت علا على كتفه: كم يسعدني أن أرى السعادة التي تعرضها على ابنتي يا فراس لاني طالما تمنيت أن تتزوج ممن يحبها و يقدرها... أخبرني يا فراس ماذا كنت تسال سارة قبل أن احضر؟، قالت سارة: تخيلي أنه يسألني في أي بلد يريدني أن أقضي شهر العسل، صفرت علا بفمها: ما كل هذا؟ لما لا تقضوا شهر العسل هنا في مصر فشركتك تحتاجك يا بني، قال لها: أنا لن أتزوج كل يوم و سارة لن تكون عروس كل يوم لذلك يجب أن تكون أسعد عروس ، تنهدت علا و نظرت لابنتها التي صار و جهها بلون الطماطم، قال فراس: حسنا طالما لم تقولي سوف أختار أنا المكان ...سوف أذهب الآن للشركة و لو احتجتوا أي شئ أتصلوا بي فورا، لحقت سارة به و امسكت بالباب : فراس...إلى أين سنذهب، غمز لها: أتركي هذه مفاجأة يا أميرتي.

سيدة الهروب - كاتبه فاطمه الصباحىOù les histoires vivent. Découvrez maintenant