الفصل الثانى

9.7K 282 3
                                    

في الصباح كانت تجهز للخروج الى الكلية عندما استوقفها والدها و سألها عن موضوع (وائل) في بداية الأمر لم تكن تعرف من هو (وائل) و لكن بعدما تحدث معها والدها عرفت أنه الشخص الذي تقدم لها بالأمس .. أخذت تجادل والدها لمدة نصف ساعة ، كانت والدتها مع الخادمة في المطبخ لكنها خرجت على صوت الجدال و رأت سارة و هي تخرج مسرعة و تصفق الباب وراءها، عرفت قبل أن تحدث زوجها أن سارة رفضت... اقتربت علا من زوجها و ربتت على كتفه في حنان: لا تتكدر يا فؤاد إنها ابنتنا الوحيدة و لن نجبرها على شئ و على أي حال لا تقلق لسوف يأتي اليوم الذي تأخذها فيه إلى بيت زوجها ، نظر لزوجته: كم أتمنى ذلك يا علا... كم أتمنى ذلك قبل أن أموت.

كانت سارة في مزاج ناري حتى أنها لم تستطع التركيز في محاضراتها، جلست في الكافتيريا تفكر في حديثها مع والدها لقد كانت حادة معه و لأول مرة في حياتها يرتفع صوتها في و جهه، و من بعيد وقف شخص يتأمل وجهها الذي ظهر عليه مزيج من الحزن و الإرهاق ، بينما أخذت تفكر في فظاعة ردها على والدها سمعت من خلفها صوت مألوف:استمحيك عذرا يا آنسه ... فالتفتت بسرعة فإذا بها أمامه..أمام ذلك الشاب ، قال و هو يشير إلى تحت الطاولة التي كانت تجلس إليها: لو سمحت سوف أحضر كتابي لقد أوقعته مني عندما كنت أجلس قبلا على هذه الطاولة، لم تستوعب ما قاله لكنها تنحت جانبا فنزل و أحضر كتابه من تحت الطاولة، سمعت زميله ينادي عليه من بعيد: فراس... فراس هل وجدت الكتاب؟، فكرت ..فراس إذن هذا هو اسمه...فراس، و فجأة رن هاتفها النقال فأخذته من على الطاولة وردت عندما استقام فراس و هم بالرحيل و لكنه توقف عندما سمعها تشهق بصدمة ثم تصيح: أين؟ أين يا أمي؟

ركضت سارة تاركه حاجياتها ، فناداها فراس: انتظري لقد نسيتي أشياءك فالتفتت له بعينين دامعتين و أسرعت تحمل أوراقها و ركضت فتساقط الكثير من الورق و لكنها لم تبالي ، فالتقط فراس ما تبقى من أوراقها و وضعها في حقيبتها التي تركتها و حاول اللحاق بها إلا أنها اختفت وسط الزحام، فتوجه إلا خارج الكلية و عندما خرج رآها تقف و هي ترتعد حاولت أن توقف سيارة أجرة لكنها لم تفلح فاقترب منها و مس ذراعها فأجفلت قال لها: ما الخطب؟ هل حدث مكروه؟، تكلمت بضياع و دموعها تنهمر على خديها: إنه أبي ... إنه في المستشفى لقد أصيب بنوبة قلبية... لقد ...لقد...، عندما وجدها على وشك ان تصاب بنوبة هستيريا قادها إلى سيارته و لم تحس بنفسها إلا و هي في السيارة و هو يقودها سألها في أي مستشفى يوجد والدها و بالكاد استطاعت إخباره ، لاحت منه إلتفاته إليها فوجدها تشبك يديها في حجرها بقوه و رأسها محني تكبي بشدة و أحس بقلبه ينقبض لرؤيتها بهذا المنظر.

عندما وصلا إلى المستشفى لا تعرف سارة كيف قادها إلى غرفة الاستقبال و ما هي إلا لحظات و كانت ترتمي في حضن والدتها و تنشج بالبكاء : إنه ذنبي أنا ... أنا يا أمي لقد... لقد أخبرته أنني أرفض هذا الــ... الوائل الذي تقدم لي و كلمته بخشونة، ربتت علا على شعر ابنتها: لا يا عزيزتي لست السبب إن والدك مريض منذ وقت طويل و لا علاقة لذلك بك ... أنا أعلم كم يتمنى أن يراك عروس لكن لا يمكن أن يسبب رفضك لطالب يدك أي مشكلة عنده فهو يعلم أن له ابنه جميلة ذات روح آسرة و هناك الكثير من الفتيان سوف يقعون في هواها، ابتسمت ساره لكلام والدتها كانت تعلم أنها تداعبها لتخفف عنها، وقف فراس يراقب الموقف و كم حركه منظر سارة عندما ابتسمت من بين دموعهاعلى كلمات والدتها ..... ذكرته بابنة اخته البالغة من العمر تسع سنوات، عندما لاحظت والدة سارة فراس نظرت لابنتها في تساؤل فأخبرتها سارة همسا أنها و بكل غباء سمحت له أن يأتي بها إلى المستشفى و كل هذا لأنها كانت مصعوقة عندما عرفت ما أصاب والدها، كبتت والدتها ضحكتها فهي تعرف مدى تمسك ابنتها بمبادئها و عندما يتعلق الأمر بركوب سيارة احدهم لأي ظرف فمن المؤكد أنها تلعن نفسها ،اقتربت من فراس فلاحظ مدى الشبه بين سارة و والدتها فكلاهما تتمتعان بوجه ملائكي إلا أن والدتها ملامحها أكثر نضوجا تظهر عليها خبرات السنين، قالت له: أشكر لك كرمك يا.. قال لها: فراس... إسمي فراس يا سيدتي، قالت له: أشكرك يا بني و كم أقدر لك ما فعلت بمجيئك بابنتي إلى هنا و أعرف مدى التوتر الذي عشته بسببها فـ (سارة) تحب والدها كثيرا _ تعمدت نطق اسم ابنتها بوضوح _و كأنما راق لها الموقف و بنت آمالا مستقبلية بالنسبة لهذا الشاب فهي تتوق بشدة لأحفاد، نفضت عنها هذه الأفكار و قالت له: أستاذنك يا بني سوف آخذ سارة لترى والدها و أشكرك مرة أخرى... إلى اللقاء، ((إلى اللقاء)) فكر فراس على الأقل هذا ما يتمناه أن يكون بينهم (لقاء) مرة أخرى.

سيدة الهروب - كاتبه فاطمه الصباحىWhere stories live. Discover now