الفصل الاول

20.4K 348 15
                                    

بينما سارة تمشي عائدة للبيت رأته يراقبها ....أحست بقلبها يخرج من
مكانه عندما لمحته يحدق بها و هو في سيارته و تذكرت منذ 3 أشهر عندما
رأته لأول مره و هو ينزل من سيارته حينها وقفت مشدوهة حتى أنه اصطدم
بها و هو في طريقه لدخول الكلية و وقعا أرضا ساعتها سمعت صوته العميق و
هو يرفعها عنه و يقف: لقد كنت مستعجل فلم أنتبه لك يا آنسه....، نظرا
لطبيعتها المتحفظه هربت من أمامه دون أن تضيف كلمة و من يومها و هي
محور اهتمامه فحيث تكون في الكلية كانت تراه ينظر لها و يتابع تصرفاتها
باهتمام ، أفاقت من تأملاتها على صوت صرير إطارات سيارة توقفت أمامها
مباشرة و إذا به ينزل من السيارة و يصرخ بها:

- مابك يا فتاة؟ أكنت تسبحين في أحلام اليقظة لدرجة أنك لم تنتبهي للسيارة و هي مقبلة عليك؟،
نظرت له و علامات الصدمة لم تفارق وجهها و عندما لم تتكلم لاحظ الشاب
أنه كان خشن معها فلانت ملامحه و خفت حدة لهجته:

- لقد كدت أدهسك الآن...هل لك أن تكوني أكثر انتباها...

ثم اكمل و هو يبتسم:

- عندما نتقابل مرة أخرى، و أشار إلى السيارة: فكلانا لا يعلم ما قد يحدث لو
استمريتي في شرودك هذا و لن أكون سعيدا إذا لقيتي حتفك بسببي.

تضرج وجهها بحمرة الخجل لأنها لاحظت أنه يشير إلى أول لقاء بينهما عندما
اصطدمت به، وكما حدث في المرة الأولى أسرعت بالهرب قبل أن يضيف كلمة.
عندما وصلت إلى البيت كانت تحس أن دماغها يسبح بين الغيوم ...استقبلتها
والدتها كالعاده ببسمتها الحنون:

- هاقد أتت العروس ، كشرت سارة تكشيرة مصطنعة كتكشيرة الأطفال و قالت معترضة:

- كفى مزاحا يا أمي منذ متى و أنت تناديني بالعروس؟، احتضنتها والدتها بفرح و قالت: منذ اليوم لأنه تقدم لطلب يدك....استمرت والدتها بالكلام في فرح شديد لكن سارة لم تكن تستمع إليها لأنها صدمت من الخبر...لم تكن مستعدة أن تقبل بسواه_ذلك الشاب الذي كاد يقتلها بسيارته_ثم توقفت بتفكيرها عند هذه النقطة و
وبخت نفسها بعنف:

- كيف لي أن أفكر به على هذا النحو و أنا حتى لا أعرفه...قطعت عليها والدتها أفكارها: مابك؟ سارة... ألست سعيده بالخبر؟
- سارة مابك يا حبيبتي هل أنت بخير؟ هل هناك خطب ما؟، نظرت لوالدتها:

- لا ... لا إنني بخير لا تقلقي لكنني مرهقة بعد يوم طويل في الكلية سوف أذهب
لأستريح يا أمي، منحت والدتها ابتسامة حاولت جاهدة أن تبدو مرحة لكنها
كانت ابتسامة شاحبة ثم صعدت إلى غرفتها، أحست أن الخبر الذي زفته لها
والدتها قد أفسد بهجة رؤيتها لذاك الشاب الغامض لكنها عادت و أنبت
نفسها على التفكير به...إنه غريب عنها و لا تكاد تعرف عنه شئ فكرت (هل
وصلت بسطحية تفكيري إلى أن أعجب بشاب فقط لأنه ذو ملامح جميله؟)، نظرت
إلى وجهها في المرآة وكلمت نفسها:اسمعي يا فتاة قد لا يكون هو فارس
الأحلام المنتظر ..قد لايكون بهذه الجاذبية التي تتصورينها و أنت لا
تعرفينه حقا لتسمحي له أن يجتاح تفكيرك بهذا الشكل..إليك ما ستفعلينه
سوف توافقين على الشخص الذي تقدم لوالدك و ستنسين ذلك الشاب نهائيا
و..فتحت والدتها الباب فجأة و سألتها بدهشة:

- هل تكلمين نفسك يا سارة؟،التفتت و قالت:

- لا...لا يا أمي لقد..لقد...لقد كنت أفكر بصوت عالي لا أكثر، خرجت والدتها و أغلقت الباب خلفها و سمعت سارة صوت ضحكه والدتها ، غضبت لأنها جعلت من نفسها أضحوكه.
كانت علا _والدة سارة_تعرف أن هناك شئ ليس على ما يرام أنبأتها غريزة
الأم أنه سيكون هناك خطب ما بخصوص موافقة سارة على الخطوبه و هي لم تكن
مستعدة أن تجبر ابنتها الوحيدة على فعل ما لا تريده.
في الليل عندما عم السكون في المنزل نزلت سارة إلى مكتب أبيها و انتقت
كتاب من المكتبة ....حاولت أن تركز و لكنها لم تعي ما تقرأ فأغلقت
الكتاب واستسلمت لأفكارها، كانت تعلم أنها تخدع نفسها فذلك الشاب ليس
عبارة عن وجه و سيم ذو قسمات جميلة فقط كما تحاول أن تقنع نفسها بل أن
له شخصية متميزة طوال الثلاث أشهر الماضية لاحظت تصرفاته فهو قوي ذو
شعبية...متميز وسط زملائه..محبوب لأقصى الحدود...ذو شخصية ناضجة حتى
أنها تستبعد أن يكون حتى من طلاب السنة الاخيرة بل أكبر من ذلك كان
يحمل من الصفات ما جعلها لا تقدر أن تكف عن التفكير به و في نفس الوقت
غضبت من نفسها لأنها تعلم أنه لا يحق لها التفكير به ، عندما نظرت في
الساعة وجدت الوقت قد تأخر كثيرا فقررت أن تخلد للنوم لتتوقف عن
التفكير في ما ليس لها دخل به

سيدة الهروب - كاتبه فاطمه الصباحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن