5. جرعةُ حبّ و سعادةٍ

ابدأ من البداية
                                    

-

غادرَ هيونجونغْ و تركَ ضيفتهُ، تحاولُ مباشرةَ الحديثِ معنَا. و كما أيّ فقرةِ تعارف، طلبتْ منّا تقديمَ تعريفٍ شفوي بسيط عن أنفسنَا بلغةِ الصفِّ.

عظيمٌ، قدراتي في الفرنسيةِ لاَ يُنافسهَا أحدٌ هُنَا!

تَسلسلَ الدّورُ و تدحرجَ من طالبٍ لثانٍ لحينِ وصولِ دورِ أوه سيهونْ، أينَ اتخذ الصف منعرجا كوميديا.

- أدعى أوه سيهون.

نطقَ بعنادٍ اسميهِ الأول و الثاني و جملة التقديمِ بالكوريةِ مثيرًا بذلكَ انتباهَ الجميعِ. و هلْ يبرعُ في شيءٍ ثانٍ غيرَ  فعل ذلكَ؟ 

في بعض الأحيانِ، إجادتهُ للعبِ كرة السلة بفريق الثانوية هو الميزة الوحيدة التي تغطي على سخافة معظم تصرفاتهِ الصبيانيةِ و تحفظُ ماءَ وجهِ صيتهِ في البهو المدرسي.

تقدمتْ بقرعٍ خافتٍ، أستاذتنا الجديدة، تستفسرُ عن ٍاستصعابَ أمرِ تعريف طالبها لنفسه بلغة من المفترض أنه درسها طوال الأشهر الماضية منذ بداية العامِ الدراسيّ.

- ألا تجيد تعريف نفسك باللغة الفرنسية سيد أوه؟

منطقيًّا، قول اسمنا و جنسيتنا هو أول ما نتعلم نطقه بعد عزمنا على تعلم أي لغةٍ في العالم، من وجهة نظري. كطبيعةٍ بشريةٍ، لدينا تلكَ الفوبيَا من نسيانِ هويتنا و محيطنَا و خوفنا من التيه و الظلالِ كطبيعةٍ. لكنّ سيهون شاذٌ عن هذَا التَّعميمِ.

- أنا كوري، و التحدث بغير لغتي خيانة لوطني.

رغبةُ التمرّد و التنمر على آنستنَا صارخةٌ عبرَ صوته، و هذه الأخيرةُ لمْ تُبْدِ سوى استرخاءً، تزُمُّ شفتيهَا و زوجُ عينيها اللّامع لا يبرح وجههُ.

- على حد علمي، اتقان لغات أخرى يسمى ثقافة، لا خيانة وطنٍ.

راقتني الطريقةُ التي بعثرتْ بهَا كبرياءَهُ، فابتسمتُ.

- لم إذا سجلت بصف اللغات إن كنت تقدس لغة وطنك؟


حاول بغباء أن يجد مبررا يُسعِفَ به كرامته التي بدأت تتلاشى، تلبّسَ بروده الاعتيادي و نبسَ:

- صديقي من اختار لي هذا الصف، لأرافقهُ، لا أحبُّ أن يكتشف أشياء مخيفة لوحده.

صدقاً، إنّهُ يزدادُ سخفاً.

أنا لا أنكرُ بأنني مسجلٌ في لائحةِ المشاغبينَ أيضًا، لكنني لا أدخل لُجَّ غُمرةِ مشكلٍ إلا و أنا كاملُ الثقةِ بكوني قادرًا على الخروجِ منه رابحًا لا خاسرًا. نقطةٌ أخرى نختلفُ فيهَا.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن