اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🌹
-
السّاعةُ الحادية عشر، المقبرةُ.
-أجل، أنَا لن أشعر بالذنب. لم أفعل شيئا خاطئا !أنا بريءٌ، أعلم هذا و لا حاجة لي لأبرر موقفي لأحدٍ، أليس كذلك أمّي؟
نبسَ مرفقًا حروفه بتنهدٍ شاقٍّ و كأن رئتيهِ تحتجّانِ على وهنِ القلبِ الذي توضعتْ فوقهُ جبال متكتلة من الحزنِ. استشعرت أناملهُ برودةَ تراب القبرِ، عبثَ بها فتلبّستْ يدهُ عطرَ الثّرى النديّ.
- الدّروس ستفوتني بالفعل، لكن لا حيلة لي.
حدّقَ بالاسم المنحوتِ على الرخامةِ الرّماديةِ مطوّلًا و كأنّ فعله لذلكَ سيجعلها تخرج من مكانها لتحتضنهُ.
” بيون ريبيكا “
- أمّي تعلمينَ بأنني القوي الذي لا يستنجدُ بأحدٍ. لو فقط كنتِ بجانبي لتحميني. أمّي أنا أشعرُ بالضعفِ. أحتاج ترتبيتةً على رأسي، أحتاجُ ال ' أحسنتَ صنعًا بُنَيَّ ' خاصتكِ.
تقوّستْ شفتاهُ أسى على نفسهِ، تركَ ساقيهِ تلتحفانِ بذراعيهِ أسندَ ذقنهُ علَى ركبتيهِ، ثمّ بكى. كانَ يجدهُ منَ السّهلِ ذرف الدموعِ بجانبِ الأموات و تصنّع القوة أمامَ الأحياءِ.
هوَ لا يزالُ مراهقًا، لا يزالُ ابنَ السابعةِ عشر.
ملأَ داخلَ فاهِ بالهواء و رمشَ مراراً ناقلاً بصرهُ للسمَاءِ ليوقفَ انتحابهُ، لكن الكلمات اندفعت خارجًا قسرًا.
- أمّي أنا وَ.. وعدتكِ، أن أصيرَ قويًّا لكنني ها.. هَا أنا ذاَ أضعفُ أكثر. العبءُ ثقيلٌ، و على تحملَ المزيد لمْ أعد أقدر.
يعلم بأنه ليس من الجيد البكاء أمام القبرِ، ذلكَ سيتعب أمهُ في حين هي تحتاج الرقودَ بسلامٍ. طأطأ رأسهُ، و برجليه صار يحفر بقعًا صغيرة، و كأنه يدفن اعترافه أرضًا.
