Part 15

313 7 28
                                    

أستيقظت والصداع يقتلني، ماذا أفعل، لم أتعود على الشرب كثيراً، رفعت رأسي قليلاً، ياالهي من بجانبي،، أوغي ...

- ماذا كيف ؟!! متى !! سحقاً !!!

أغمضت عيني ، لابد انه حلم ، أعدت النظر، كلا انه حقيقياً ، نهظت مسرعة لإقع على الأرض مصدرة صوتاً ، لا قدرة لي على الحركة ، ماهذا الحظ السيء اليوم ؟

وضع يده على يدي محاولاً رفعي قليلاً :

- كفى انهظي !!

رفعت نظري له :

- حسناً ، شكراً

قال بأستهزاء مع ضحكة خفيفة :

- شكراً .. حسناً ، لا مشكلة اجلسي هنا

جلست على السرير ثم ذهب واخيراً ، كأنه ثقل انزاح عن كتفي ، ذهبت الى الحمام ، ما هذا ؟ هل أنا طفلة صغيرة ؟ جرحت يدي ، غسلتها بالماء ووضعت عليها لاصق، ارتديت ملابسي وخرجت ..

أشرت بيدي الى الطعام الموضوع على الطاولة الصغيرة بالمطبخ لأقول :

- حقاً أوغي ؟!!
- بلطبع أليس ، هيا تعالي لنتناول الفطور

جلست أكل بهدوء وبدون كلام وهو كذلك ، دخلت في إعصار قوي من الأفكار المتداخلة بعضها ببعض ، قلت ليلة أمس بأنني لن إغفر له ولن اتكلم معه مجدداً ، ما الذي افعله الآن ..

قمت واصطنعت الاكتفاء بالطعام، اخذت حقيبتي وخرجت بخفية، لا أريد الذهاب للعمل ولا أعلم أين أذهب، لا أملك احداً ، أحتاج نصيحة شخصاً ما ، شخصاً يحاوطني بحب وحنان، تمشيت كعادتي نحو الأماكن المعتادة ونحو المجهول ايضاً ..

اشتريت القهوة وبقيت أتجول كالسائحة ، أنظر بتعجب للمناظر الجميلة وكأنني أشاهدها لأول مرة ، لم أشعر بالوقت وأصبح يسابقني ..

استوقفتني كنيسة ضخمة تبدو في غاية الروعة ، لم أستطع تخطيها والتجاوز لمكاناً أخر ..

دخلت اليها ، ما أجملها ، شعرت بالدفئ والطمأنينة ، رحت ابحث عن السلام لعله يحويني ، سرت في جميع أركانها بتمعن شديد ، أحاول ان اجد شيئاً يسلب قلبي ويجعلني آتي الى هنا مراراً وتكراراً ..

من بابها المزين بدبق النبات الطفيلي والوانها الزاهية إلى أعلى الجرس الكبير الذي يحاول الريح تحركيه ليعطي نغمات يتخللها السلام والهدوء منبعثة في الهواء للجميع ، مروراً بمكان السيّدة مريم العذراء ..

ذهبت الى هناك وطلبت عدة أمنيات وتكلمت عن ما في نفسي ثم أشعلت شمعة لربما تبقى كتذكاراً لي هنا ..

خرجت ولكني لم أعرف نفسي وكأنني شخصاً مختلف كلياً ، لا اعلم ما حصل ولكنه شيئاً عجيب، شعرت بقوة وطاقة إيجابية كبيرة لم أشعر بها من قبل ، خرجت اتأمل بفرحة فيما حصل لي ، أخرجني من دهشتي اهتزاز شيئا. في حقيبتي ..

انه صوت الهاتف المزعج مجدداً ، متى يقف عن الرنين ؟ انها لاريس ماذا تريد ، عن العمل بالتأكيد ..

- آلو..
- مرحباً آنسة كين ، كيف حالكِ؟
- بخير وانتِ؟
- بخير ايضاً ، ألن تأتي الى العمل ؟
- كلا ، لن أفعل !
- هل هناك خطباً ما ؟
- لا ، يجب ان اذهب
- حسناً
- لحظة ، ألم يأتي أوغي للعمل ؟!
- أجل ، لم يأتي
- حسناً وداعاً

لماذا لم يذهب الى العمل ؟ اين ذهب يا ترى ؟ اذهب الى الجحيم لا يهمني الامر، شعرت بالجوع فتوقفت عند أحد المطاعم ولكن اسمه أوقفني ايضاً ، تذكرته انه المطعم ذاته الذي تناولنا فيه العشاء انا ومايكل في إحدى الأيام ، ماذا أفعل ؟!

ذهبت الى مطعم أخروتناولت الغداء عند طاولة صغيرة خارج المطعم ، طلبت فاتورة الحساب لدفع ، أتى النادل ليخبرني :

- آنسة ، تم دفع فاتورتكِ !!
- ماذا ! كيف ؟ من دفعها ؟

قال وهو يشير إليه :

- الرجل هناك

نهظت وسرت إليه ، لم أعرفه فكان وجهه نحو الاتجاه الآخر ولكنه يبدو مألوفاً ، تقربت منه واذ بي اجده انه أوغي ، سحقاً ..

- تباً لك ، ماذا تفعل هنا ، كيف علمت اني هنا ؟ هل كنت تتبعني ؟

أشار الى الكرسي وقال :

- اهدأي وأجلسي
- جلست وماذا الآن ؟
- هل تودين شرب بعض القهوة أم العصير ؟

إتسعت عيني بغضب قائلة :

- أوغي !!!
- ماذا كين ؟ ماذا هناك ، أخبريني لماذا انتِ منزعجة مني ؟ هل بسبب ما حصل ليلة أمس ؟
- وهل هناك شيئاً حصل ليلة أمس سيد أندرسون ؟

وضع يده على الطاولة وبدأت عيناه بالذبول كالوردة :

- حقاً ، أهذا ماتعتقدين ؟
- أجل
- هيا فلنذهب اذاً !
- الى اين ؟
- انا ذاهب ، اراكِ في المساء
- حسناً

رأيته يغادر بخيبة أمل ،، لا بأس انه يستحق ذلك ، يظن بأنه بعد كل شيء فعله معي سوف اغفر له ، لن افعل ، ولكن ذاكرتي انبهتني مرة اخرى لأتذكر مواقفه الجيدة معي ، اللعنة لا يمكنني خسارته وماذا الآن ..

وقفت ثم ذهبت مع الحشود مسرعة بحثاً عنه ، رأيته من بعيد ، لا يزال يسير ببطىء حزيناً ، ركضت اليه وعانقته ، تفاجئ وأبعدني عنه كردة فعل دفاعية ، استدار ليبتسم لي ويعانقني بدوره ..

- أقلت لكِ يوماً بأنكِ ربما تعانين من انفصام بالشخصية ؟!!

قلت غاضبة مبتعدة عنه قليلاً :

- ماذا !!

ضحك ثم قال :

- انا امزح ..

بعد سنتين ... الوقت الحالي ...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 19, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الموسيقى والقهوة  Where stories live. Discover now