19

14.4K 474 30
                                    

عشقك فوق القانون
الفصل 19
صباح يوم جديد
استيقظ كما اعتاد لصلاة الفجر او ربما لم يغلق جفنه
من المساء يفكر  بغضبها نظرة عيناها الحزينتين
  رغم بريقهما  جرئتها المغلفه بخجل .جنونها الظاهر
وتعقلها الكامن غريبه بكل الصفات كما أطلق عليها كارثه
أصبحت كارثة حتى بفكره تمنعه ان يزوق حلاوة النعاس
كارثه بدون ان تفتعل شئ
عاد من المسجد كما اعتاد ان يهرول إليه ليغنيه عن تدريب الركض
وكسب صلاة الجماعه جلس أمام افطارة ذو الطعم الشهى من صنع يديها
.لاحظ تحفظها بالوجود أمامه فهى تظهر لتضع شئ امامه ثم تختفى مره اخرى
.لم يعجبه اختفائها مره بعد مره فعيناه تتطلب الإشباع من ملامح وجهها لا يعلم اى
حق له بذلك بالنهايه نفض الأفكار الهوجاء من مخيلته محاول العوده لخواء قلبه ولكن
بقناع أكثر جديه عن سابقه ولكن كيف وقد نبتت مشاعر جديده
سحب شهيق ثم أخرج زفير قوى بمحاولة تقمص الجديه ربما ينجح .
ليخرج صوته بثقل وسرعه لحثها على عدم الاختفاء من أمامه.
...ترنيم انا استخدمت موبايلك امبارح بالليل اخدته من وراكى طبعا
كتعويض عن اللى شوهتيه .صرخت من تصريحه ...موبايلى.
اكمل باتزان ....بس كان لازم اكلم جمال عشان قضيتك يعنى وفى خبر
ممكن يكون حلو ليكى بعد إجراءات خاصه جدا وتوقعات وسعت دائرة الاتهام
وبقت بضم تلاته غيرك انتى ووالدك وده معناه انه  كلامك ووصفك صح
وبرائتك بقت قريبه جدا بس نجمع معلومات عن الأشخاص وايه ممكن يكون
دفع كل واحد منهم على القتل وأكتر واحد تتجمع حوليه الادله هيكون هو المتهم
بس انا اللى مستغربه انه تكون ام القتيل موضع شك .أنهى كلماته بتتبع رد فعلها
لتصدمه بما لم يتوقع وجدها تقفز لتجلس بجواره ممسكه بكف يده بعدم تصديق
بما هتف......بجد الكلام اللى انتى بتقوله يعنى خلاص هتظهر الحقيقه وأرجع
شغلى وحياتى براحتى انا مش قادره اوصفلك انت طمنتنى قد ايه
كان رده صمت بينما عيناه على كفه الكبير القابع بين كفيها الصغيرين
أسقطت قناع الجمود من عليه بحركتها العفويه كم رغب ان يبقى لبعض الوقت
ولكن اللعنه على مبادئه انتزع يده برفق ليضيف بنبره جاده
......مش عايزك تقلقى جمال ماشى على تعليماتى وأن شاء الله
قريب هتظهر الحقيقه بس .....
سألت بتوجس...بس ايه
....بس مش هتقدرى ترجعى غير لما نحل القضيه الأساسية.
ردت باعتراض... قصدك القضيه السريه بس كده ظلم انا ايه اللى دخلنى فى دى.
...والله حضرتك اللى دخلنى انا فى قضيه  تهريبك وانا مكنتش أعرفك من الأساس.
كادت ان تنهى النقاش بتركها إياه والتوجه إلى مكان تتوارا عنه .
ولكن اوقفها صوته الراغب بالحديث ....هو انا ليه حاسس انك مش طيقانى ولا هو
كلامك كده ناشف .
عقدت حاجبيها بتعجب  لسؤاله. ..يعنى ايه .
...يعنى تحسى انه معظم كلامك قالب على خناق على الرغم انه ممكن يكون
الكلام بسيط.
ردت بحده....والله حضرتك دى أسباب خاصه وبعدين مش احسن من انى ابقى
بوشين توهم ناس بالهدوء والبرائه وطلع البلا الأزرق على باقى خلق الله.
أغمض عينيه بمحاولة كبت غضبه ليرد بهدوء... طب بزمتك ده رد
على العموم براحتك انا طبعا مقصدش انى ادخل فى أسباب خاصه او غيره
كل الحكايه انه مدة الاقامه مع بعض ممكن تطول فكنت عايز نبقى صحاب .
عن إذنك واضح انى ازعجتك.
عضت شفتها لتسرعها فى الرد ....احم انا اسفه مقصدتش ازعلك.
التفت لها بابتسامه ...ولا يهمك
ساد الصمت قليلا ليكمل ....طب ايه نفتح صفحه جديده .
اومأت برأسها بالموافقة.
ليبدأ هو بالحوار....شوفى بقى انا عارف انك تقصدينى بأبو وشين
وأنا مش زعلان وهوضحلك نظريتك فيا بس بشرط بعدها يجى
دورك وتردى على سؤالى اللى سألته .
هتفت بحماس.....تمام ابدا بس هو انت مش المفروض معاك شغل
اجابها بابتسامه.....الشغل لا مش هروح تانى ومتسأليش ليه ..
اما بقى حكاية أبو وشين بدأت من وانا فى 2كلية الشرطه بعد
استشهاد أخويا  يعنى احنا كنا ولدين وبنت أخويا ده كان عباره عن
قمه فى الهدوء والأخلاق على خلافة انا طبعا مجرد مروح مكان تحسى
انه إعصار فى المكان أما الأخلاق عندى شويه الحمد لله ..
المهم بقى أخويا كان دفعه جديده قوات خاصه وكان بيحب بنت جارتنا
وقرر انه يوم احتفال تخرجه مع دفعته هيكون يوم خطوبته وفى اليوم ده
حصل هجوم ارهابى وتصفية  لناس كتير من الدفعه مكان احتفالهم
وكان من ضمنهم أخويا وبعد الحادثة دى قدرت العيله تتخطى مرحلة الحزن بصعوبه
بس  أمى بقت متعلقه بيا بدرجه  رهيبه وديما تشبهنى باخويا فى هدوئه فأنا بقيت
قدامها صوره منه عشان انسيها الحادثه وفى نفس الوقت الطبع غلاب برجع لشخصى
بمجرد مطلع من البيت ودى كل الحكايه.
كتمت شهقه عندما تذكرت تصرفها أمام والدته المسكينه ....يعنى انا عكيت الدنيا قدامها.
ابتسم لها ....لا أطمنى انتى فى اليوم ده انقذتينى  من جوازه كان ممكن تتم  يعنى
انا اصلا من صدمة أخويا بقيت بعيد من اى بنت لا بحب ولا بتحب بقيت حاسس انه ممكن فى اى وقت ابقى
شهيد فايه ذنب اللى سلمتلى قلبها انها تنحرم من حبها او انه زوجه تصحى فى يوم
على خبر موت زوجها ..
قاطعته بتأثر...تفائل خير وأن شاء الله ربنا معاك ومع كل واحد بيضحى فى سبيل بلاده.
وعلى فكره مش كل الأقدار واحده يعنى أخوك كان ده قدره فمتعلقش قدرك بيه بالعكس
أفرح وحب وسيب الأمور على الله. .
.....ونعم بالله ....طب ها ايه بقى حكايتك انتى .
......انا بقى وبكل صراحه تقدر تقول نتيجة تربية أب متزمت قاسى
بتصرفاته زرع جوايا حاجه أشبه بفوبيا الرجال يعنى بقيت كل متقدم
فى العمر يزيد تجنبى انى اتعامل مع شباب لدرجة انه بقى الكلام
أشبه بالشتائم يعنى مجرد مولد يتوجه ليا بالكلام حتى لو قال صباح الخير
ببقى عايزه اضربه وده خلانى اخاف انى أقبل بالارتباط فيكون نصيبى حد شبه.
وده طبعا خلاف أخويا اللى يعتبر انى مربياه فده حاله نادره .
...رد باستفسار. ...طب وحمزه قصدى قولتى انك مخطوبه الكلام ده بجد ولا
نظرت له بارتباك .....هو انا .....قطع كلماتها طرق الباب .
....استاذ فتراس .
كتمت ضحكه كادت ان تفلت منها .ليرد هو بحنق.
....فتراس ايه هو انت بتكلم قرص ناموس اسمى فراس
...لا مؤاخذه يا استاذ المهم حضرة العمدة طالب جنابك 
...مممم تمام نص ساعه وأكون عنده .
....بس هو قال تيجى دلوكت.
  ....نص ساعه وأكون هناك اتفضل .
سألت بحيره ....هو فى حاجه يافتراس قصدى يافراس .
....عجبك الاسم قوى. ..وبعدين اهو انا لسه مروحتلوش عشان اعرف فى ايه .
......................................................
وسط البلد .مطعم ........
كانت تجلس بعدم ارتياح كانت اول مرة لها أن تجلس مع شاب بمطعم
أجواء جديده بالنسبه لها لاحظ حركتها فحاول تهدئتها بالحديث
....هو المطعم مش عاجبك .
...ها لا حلو وهادى
...طب كويس انه عجبك ..انا طبعا نفزت رغبة مامتك انه تيجى بالنهار او بمعنى اصح كده
عازمك على الفطار جديده دى فى عالم المخطوبين.
....ليه يعنى  جديده .
...عادى الأغلب بتكون عزومة عشا وموسيقى هاديه .
ردت باختصار....مش فارقه هى خروجه بكل الاتجاهات.
....طب انتى مبسوطه انه احنا مع بعض انا بح.......قاطع كلماته
وقوف النادل أمامهم بملامح غريبه نظارات كبيره زقن وشنب كثيفين وكاب يخفى شعره
وصوت خشن يطلب تسجيل طلباتهم.....الأستاذ والأستاذة تطلبوا ايه حضراتكم.
..نظر له بغيظ ليرد....هو حد نادى عليك .
تدخلت بحرج.....استاذ وليد لو سمحت كلمه كويس هو معملش حاجه .
رد بجديه.... ممم تمام شوفى انتى عايزه ايه الأول وبعدين انا بعدك.
نظر له النادل بينما يتمتم بكلمات غير مسموعه... ذوق قوى الولا
لحظات وكان وليد يمليه ما طلبت شيماء ثم ما وقع عليه اختياره .
بعد انصراف النادل بدقائق عاد لحديثه مره أخرى.
. .. احم هو احنا كنا بنقول ايه اه افتكرت  شيماء انا بجد مبسوط
.بيكى ونفسى اتكونى مبسوطه تعرفى انا بحبك ويحلم باليوم اللى  انكون
فيه سوء مع بعض .
....ربنا يقدم اللى فى الخير
. ... شيماء
....نعم .
... بحبك مش ناويه تسمعيهانى
.  . ........
.....طب بلاش دى انا موحشتكيش من يوم الخطوبه
أثناء حديثه كانت يديه تتجه ببطئ ليدها القابعه فوق
السفره الصغيره.
انتفضت فجأه عندما أحست بكف يده تلتمس ظاهر يدها
سحبت يدها بينما صوتها خرج محذر. ....استاذ  وليد احترم نفسك
مش معنى انه أمى وافقت انى أخرج معاك يبقى براحتك تمسك أيدى
تسمعنى اشعار وغيره لا انا خرجت معاك على اساس انها واثقه فيك و. ..
قطع كلماتها سقوط صنية الطلبات من يد النادل بالكامل على ملابس وليد .
ليهب الآخر واقف من المفاجأة.
.......اتجننت ياغبى ايه اللى هببته ده .
...معلش العتب على النظر تعال حضرتك الحمام
خمس دقايق وكله يتظبط.
نظر لها وليد بصبر.....معلش ياشيماء هنضف هدومي وارجعلك.
بعد وصوله للمرحاض وبمجرد أن خطت قدماه للداخل .
سمع صوت إغلاق الباب بالمفتاح ليصرخ من الداخل وصوت طرقات الباب تعلو ..
....ايه اللى بيحصل ده انت ياغبى أفتح الباب.
مر قرابة ربع ساعه وهى بمكانها ولكن بالاخير تافأفت من انتظاره لتهم بالوقوف
بينما تتمتم بكلمات ....انا اصلا غلطانه انى وافقت ماما انى أخرج معاه ده
إنسان مش محترم وفوق كل ده مستهتر خليه يشبع بفطوره لوحده ...
استدارت لتتفاجئ بمن يجثوا على ركبته رافع ورده باللون الأحمر يتخللها خاتم فضه منمق.
......بحبك وطالب انك تكونى مراتى على سنة الله ورسوله .
تسمرت قدماها بينما برقت عيناها بعدم تصديق .تعالت الأصوات حولها
بهتاف تصفيق ابتسامات .
اخيرا خرج صوتها تتأكد من حقيقة مايحدث ملتفته حولها تبحث عن قادها لهذا المكان خشية
أن تحدث كارثه .
....مصطفى
جذب انتباهها صوته المازح. .....احم بالمناسبه انا قاعد القعدة دى من زمان فلو تكرمتى
ردى عليا موافقه ولا ...
زادت الصيحات من حولهم...وافقى وافقى  وافقى وافقى
ردت بتوجس....مصطفى وليد
رد بهدوء وما زال على وضعه. ...مفيش وليد ولا اى كائن تانى فى مصطفى اللى مستعد
يحرق الدنيا علشان عيونك.
هتف صوت من خلفه بتشجيع.....ايوا يا درويش والله ووقعت ياشاطر وافقى ده غلبان .
مدت يدها كالمغيبه لترتدى خاتمه وما اجمل ان يكون خاتم خطبتها فضة فمن الحبيب يساوى
كنوز الارض .لتهمس بخجل ....موافقه. بس هو وليد راح فين وانت حيت ازاى؟
.........................................
المنيا ..
كانت تشغل وقت فراغها بترتيب المنزل الصغير بينما اوقفها صوت طرقات الباب
عقدت حاجبيها بتعجب فى البدايه....الله هو لحق يوصل عند العمده عشان يرجع بسرعه.
تلاشى التعجب عندما وجدت الطارق خديجه زبيده زوجة سويلم
...زبيدة والله كنت شايله هم اليوم هيعدى ازاى الحمد لله انك جيتى
هتفت الأخرى بعتاب....انا مجياش اتساير يا ست ترنيم انا جايه
اشكيلك من اخوكى ينفع كده.
ردت باستفسار.....اخويا ماله عملك ايه .
....ضرب سويلم قال ايه كان بيتغزل فيكى طب والله هو كان
بيتكلم عنك كيف خيته .
..برقت عيناها من أسلوبه الغير مفهوم....ضرب وصلت انه يضرب
الناس ده فعلا إعصار. ..حقك عليا يازبيده هو عصبى من غير سبب.
طب هو سويلم كويس ولا يكون ضرب بغباوه.
....لا كويس بس هو زعل اكمنه مقالش حاجه وحشه.
.....خلاص متزعليش هو اخويا بس مفترى وربنا على المفترى
تعالى بقى اقعدى وهاتى اشوف السكره دى ياناس على القمر
دى بنتك .
ابتسمت الأخرى ....دى شهد بنى الصغيره سنه وشهر
هتفت بطفوله. .هو انا ممكن اخليها معايا النهارده
........................
منزل العمده
اشتد عتابه لثلاثتهم بدون تفضيل أحدهم على الآخر .
....إللى حصل ميتكررش تانى هو عندك حق تزعل منهم لأنهم اتكلموا
عنها بس مش لدرجة انك تضرب سويلم ده مهما كان بيعتبرها أخته الصغيره
وكان  بيشكر فيها ..
..طب سويلم بيشكر فيها إنما...
صمت ليعلم صوت العمده....وعلى ابنى مكانش يقصد يزعلك وعارف
مش هتاجى الشغل تانى عشان كده جانى وقالى اللى حصل .
طلب على الأذن بالحديث ولكن اوقفه العمده ليكمل ....هو طبعا مقصدش
حاجه وتصرفك معاهم هيخلى أختك موضع كلام القريه وده ميرضنيش
فأنا بالنيابة عن ابنى بطلب ايد أختك لعلى من جهه يبقى  رد اعتبارك
ومن جهة لو فى إعجاب من ناحية ابنى لأختك يبقى بحق أنهم هيتجوزوا
ها ايه ردك. .
صمت تام عم بينما بداخله عاصفه هوجاء بمحاولة استيعاب الكلمات
يطلبها لتتزوج ابنه وواجب عليه بقانون الاخوه ان يسلمها له بيده
بركان بداخله ايصح ان ينهض ليضربه يطلب منه تزويج محبوبته لغيره.
محبوبته نعم ولما لا فهى محبوبته التى دق لها الفؤاد رغما عنه 
مرر كف يده على وجهه فى محاوله كبح انفعاله الفاضح لمشاعرك.
.........
...  .....  ..........................
يتبع .....بقلم ولاء محمد

عشقتك فوق القانونWhere stories live. Discover now