OPNEING

21.1K 880 1K
                                    



ذهبت سته وعشرون عاماً من حياتي دون أن افلح بشيء ، كل ما حدث ما هو سوا هراء !

منذ تلك المره الاولى التي فتحت فيها عيناي كنت ذو حظ سيّء ، فَ بولادتي توفيت أمي بسبب المضاعفات التي حدثت لها اثناء الولاده

كل الكوارث تحدث خلف بعضها البعض حتى هذا العام

لقد ادركت الآن بأن لا شيء يفلح !
محاولاتي لإصلاح الأمور كلها تبؤ بالفشل

ثم مجدداً ، ها انا وحيد

لقد أخبرني ابي ذات مره وهو يصرخ في وجهي
" أنت شخص دون فائدة ! "
وكان محق

بعد سته وعشرون عاماً ادركت حقيقة الامر عندما خسرت كل شيء أملكه

ما الفائدة من المكافحة للعيش ؟
ان كان ما سوف أعيشه ليس سوا نقط سوداء تضاف الى دفتر الفشل

انا الان على استعداد تام لأفقد روحي
وكمحاولة اخيره
ارغب بتجربة الطيران دون أجنحة

" هيه .. يا سيد ، هل انت هو ليام باين ؟ "

نظرت للخلف الى ذلك الفتى الذي يحمل باقة ورد أحمر بينما شعره المصبوغ باللون الأخضر ينسدل على وجهه وهو يقرأ البطاقه في يده

رفع بصره الي ليردف قائلاً
" كتب على البطاقة ليام باين ، انت هو صحيح ؟ لقد كنت امام شقتك لأكثر من نصف ساعه وأخبرتني جارتك انه ربما أجدك هنا ، هذا طلبك "

جدياً ؟

" الا ترى اني أقف على حافة المبنى ؟ "
سألت وانا ارفع احد حاجبيّ ليجيب بينما يعيد البطاقه في جيبه ويمد يده قائلاً
" ارى ، الان هل يمكنك إعطائي ثمنها ؟ "

" ثمن ماذا ! "
قلت بدهشه ليجيب
" باقة الورود ؟ انت تعلم ، انها ليست بالمجان "

" ربما لم تفهم الامر بعد ولكن انا بالفعل على وشك القفز من على الحافة وانت تطلب ثمن الزهور ؟ "
قلت مستنكراً ما يحدث

قلب عيناه وأعاد يده الى جانبه وهو يقول بملل
" ان كنت سوف تفعل ذلك لما طلبت الباقة بحق الجحيم ؟ هل تعلم كم أخذت من الوقت للوصول الى هنا ؟ ثم بحق اللعنه ان كنت سوف تقفز من سيدفع ثمنها ؟ "

هذا لا يصدق !

نظرت اليه لبعض الوقت ، أراقب عبوس ملامحه ، كان الظلام يحيط بالسطح عدا من اضواء الحي الخافته جداً ، كان هذا الفتى غريب

" هل سوف تدفع ؟ "
هو سأل ثم أضاف
" انا لا أجني المال كشرب المياه ، هل تعرف كم هو صعب ان تكون عامل في محل ورد ؟ من في زمننا هذا يشتري الورد ؟ من فضلك أعطني ثمنها ، سيكون من الصعب العودة الى هناك دون اجره "

كنت اراقبه بينما يتحدث ، هو كان عابس بسبب نقوده بينما انا أقف على حافة الموت ولَم يحرك ذلك قلبه ؟

دفعت يدي في جيبي وأخرجت المال ، كان اكثر من اللازم ، باقة الورد لا تساوي هذا المبلغ ، لكن عند النظر الى اني مقدم على الموت .. لما سوف احتفظ بالمال ؟

" خذ "
قلت له ليتقدم ويمسك بالنقود ، لآخر لحظه ظننت انه سوف يمسك بيدي ويجرني اليه ، لكنه لم يفعل ذلك

" شكراً لك سيدي ، ماذا افعل بالباقة الان ؟ "
هو سأل بينما ينظر الي في الأعلى ، كانت ملامحه جميله

" ضعه على قبري "
سخرت ليبتسم بينما يستدير ليرحل وهو يقول
" ستكون هذه طلبية اخرى ، عليك الاتصال مجدداً "

" انت لن توقفني ؟ "
سألته ليقف وينظر الي للحظه قبل ان يقول
" هل يجبرك احدهم على فعل ذلك ؟ "

" لا ، لقد خسرت كل شيء لذلك انا هنا "

" حسناً سيد باين ، اذا كان هذا قرارك هل تظن بأن بضع كلمات مني قد تغيره ؟ او سوف تعيد لك ما فقدته ؟ اعني انت اخترت الموت ، لا اعتقد ان كلام شخص غريب سوف يعيد إيمانك بالحياة ، هذا القرار يعود إليك ، اذا أردت ان تنهي حياتك المأساوية او ان تتقدم فيها للبحث عن فرصه اخرى ، انت من يحدد مصيرك "

" من يعلم ؟ ربما بضع كلمات منك قد تغير مصيري ، ان كان كل شخص مقدم على الانتحار يتلقى كلمات ايجابيه ربما سوف توقظ عقله لتجعله يرى الحياة بشكل آخر ومن زاويه اخرى ، ربما كلمة واحده قد تنقذه وتعيده للواقع "

نظر الي للحظات ، تأملني لبضع ثوانٍ قبل ان ترتسم على شفتيه ابتسامة غريبه ، قال بهدوء
" يبدو لي اننا لو تعاكسنا الأدوار سوف تفعلها صحيح ؟ سوف تحاول إيقافي ؟ "

" سأفعل ! "
قلت بإنفعال ، كانت نبرته ساخره كما لو انه على يقين بأني لن افعلها ، ولكني كنت سأفعلها ! بالطبع سأفعل ، ما جعلني اصمت بعد ذلك هو صوته مجدداً وهو يقول

" لو كنت ستفعلها لما لم تفعلها لنفسك اولاً ؟ الا ترى بأنك اكثر شخص يحتاج إليك ؟ هل تعتقد بأن هناك من يهتم لأمرك وان الجميع سوف يركضون حالما تقف على حافة المبنى لتقرر الانتحار ؟ افتح عينيك جيداً ، لا احد هنا عداك ، ان لم تنقذ نفسك لن ينقذك احد ، اذا بقيت تنتظر أن يأتي احدهم ليخبرك بأن الحياة لا تزال جميله فأنت حتماً لن تراها كذلك ، عليك ان تخبر نفسك اولاً .. ثم سوف ترى كل شيء يتغير "

هو ترك السطح بعد ان قال تلك الكلمات ، هو لم يقف بعد ذلك ، لم يسمع ردي حتى ! استدرت الى الامام انظر الى الحي الفقير الذي اقطن به ، الى أضواءه الرديئة ، والى مكان سقوطي

بعد ما مررت به لليوم اعتقد ان ذلك الفتى ترك ابتسامة صغيره على وجهي ، ادركت بعدها اني لم ابتسم قطعاً منذ اسبوع على الاقل

لقد كان ذلك الفتى مثل الضوء
الضوء الذي ينير في اخر طريقك المظلم ليخبرك بأن القادم سيكون أفضل ، فقط تقدم الى الامام أكثر

وعلى الرغم من هذا
ذلك لم يمنعني من وضع قدمي في الهواء لأغلق عيناي مستمتعاً بالهواء الذي يرتطم ببشرتي

هل يا ترى سوف أطير ؟

.
.

 TRY - Z.LWhere stories live. Discover now