ابتَسِم || KTH

١٢⇜تفكير

عندما يرى دواخلَ كلّ من يحيطُ به، يعلمُ بأنّهم قد فقدوا أجزاءً منهم
فالحياةُ حرب، والناسُ جنود
إصاباتكَ تعتمدُ على الموقعِ الذي تكونُ فيه

لكنّهم مع نقصهم يبتسمون....
لمَ هوَ الوحيدُ الذي يكرهُ نقصه؟
لمَ يريدُ الكمال وهوَ مُستحيل؟!

شعرَ بوكزةٍ على كتفه، ليعرفَ بكونهِ قد خرجَ عن عالمِ الواقع وَ استكانَ داخلَ عقله

كانت لانا تحدقُ فيه، مما سبب اضطرابٍ في معدته
تحدثت قائلة:
"أنت تشردُ كثيرًا، وجدتُ أخيرًا شخصًا يشردُ أكثرَ مني"
ثمّ اتبعتها بضحكةً خافِتة
"لا تسهب في التفكيرِ لأنك سوفَ تتعب"

تنهدَ وَ أجاب:
"إن عقلي جزءٌ مني، لا ألومُ أسئلتي فالفضولُ شيئٌ فطريّ..صحيح؟"

كانت لانا ستنطق، لكنّ صوتُ القارِئ الآلي قاطَعها
"كان يا مكان، في قديم الزمان
الفضول قد قتلَ قطة"

أدارَ تايهيونغ عيناه:
"إنّها مجردُ اسطورةٍ، أنا أبقي فضولي لنفسي"

قالت لانا بِـهدوء:
"بإمكانكَ الاحتفاظُ بما تريدهُ تايهيونغ، لكن إحذر من الإعتيادِ على ذلك، لأنّك يومًا ما ستجدُ نفسكَ قد علقتَ في عقلكَ معَ عدمِ وجودِ سبيّلٍ للفكاك."
صوتها لم يكن آمرًِا أو مُهددًِا، بل كانَ يحفهُ شحوبٌ خفيف في بضعةِ كلمات

بدا من تعابيرِ تشانيول بإنّه لم يعطي ما قالتهُ اهتمامًا كامِلاً، لكنّ كلماتها ترددت كالصدى في عقلِ تايهيونغ
كيّفَ تنجحُ في التعبيرِ بهذهِ الطريقة
كيّفَ تفكرُ بهذهِ الطريقة؟!

حتى إن لم تكن لانا تفهمه، فهيّ بالتأكيدِ تفهمُ ما ستَأول إليّه الأمورِ ان لم يتوقف..

+++

"اصمت وناوِلني القهوة!"
كانَ صوتُ يونغي يصدحُ في غرفةِ تايهيونغ الواسِعة، الجميعُ كان مستقليًّا على السريرِ الواسع، إلّا نامجون  الذي يجلسُ على الأريكةِ متوسطةِ الحجم

اتوا بلا دعوة، كالعادة
مما جعلَ تايهيونغ يزيلُ جميعَ رسوماتِ لانا من على الحائط بسرعة، وقد تمزّقُ بعضها

"مالذي تفعلهُ عندك؟، ألن تشاهدَ الفلم معنا؟"
حشى هوسوك فمهُ بِـكميّة كبيرة من الفُوشار، مشيرًا بكلامهِ لِـنامجون

أجابهُ الجالسُ على الأريكة، غيرَ مزيحًا عيناهُ عن هاتِفه:
"أنا أُراسلُ لانا، هل حلّ احدكم واجبَ الرياضيات؟"

حدقّ به جونغكوك بأعيّنٍ مُتسعة وَ هبطت حبةُ فوشار من فمهِ الفاغِرِ لتحطّ على ملاءة السرير
قلّب نامجون عيناه، متمتمًا بِـ:
"كما توقعت"