الفصل الرابع

4.9K 85 1
                                    

الفصل الرابع
كان الندم والشوق رفيقاه طيلة أشهر اختفائها ...
يأن شوقاً ...ينزف القلب ألماً ...
آخِر اللِيل يهدأ المَكانْ، يعودُ الكُل لمَأواهُم .. البَعضُ يُغمِضُ عينه فينامْ والآخر يَموتُ شَوقاً لأيام لن تعود
في الغياب .. نرى من نحب بصورة أوضح ونشعر بمدى أثرهم وتأثيرهم بشكل أدق . . ففي الغياب تكبر مَحبتنا لهم وتصغر محبتنا لأنفسنا
قد تكون بعيداً عن نظري لكنك لستُ بعيداً عن فكري
كم صعبة تلك الليالي التي أحاول أن أصل فيها إليك، أصل إلى شرايينك إلى قلبك
كم هي شاقة تلك الليالي، كم هي صعبة تلك اللحظات التي أبحث فيها عن صدرك ليضم رأسي" عمرو بأسى وأسف يحدث ذاته التى لعنها طويلاً على كبرها وأنانيتها التى أضاعت شمعة قلبه ... ناردين ...."
يجذبني الشوق إليك بقيود من حديد كلما انتزعت قيداً أعادته الذكرى من جديد .. أخبرني كيف أحيا وقلبك عن قلبي بعيد ..


......................................

كعادته يكون برفقه أصدقائه في ذلك الوقت عندما .....
سليم صديق عمرو وهو جاحظ العينين: أووووووووووووباااااا يا وعدى عالقمر يخربيتك يا نيمو
لينتبه من كلمه نيمو فيلتفت بلهفة فقد اشتاق لها للغاية ويصعق عندما يراها ..
يجحظ عينيه عند رؤيتها ... بالبداية لم يتعرف عليها
أيعقل أنها هى ؟ أيعقل تلك ناردين حبيبة قلبى ؟
بداخلي عقل لا يجيد إلاّ التفكير بِكِ .. وقلب لا يتقن سوى اشتياقك
أشتاقٌ لأشياء قديمَة .. ضِحكة أشخآص أبعدتٌهم الأقدار عنيّ .. أوٌقات كُنا فيها سٌعداء جداً .. ۈ أشياء كثيره ممكن أن تعوٌد وربما لا تعودعمرو محدثاً ذاته وهو يقترب من ناردين ....
اقترب بنفس الدهشة والفرحة العارمة التى اجتاحت قلبه لرؤيتها أولاً ولتغييرها المفاجئ ثانية و...
اقترب وتفحصها من أعلاها لأمخص قدميها ...
كانت تستحى من نظراته الفاحصة لجسدها ...تشعر بأنها عارية الجسد تحاول الاختباء من نظراته الفاحصة لها و....
همت بإكمال طريقها فأوقفها ...
عمروبضيق مصطنع وفرحة تفضح معالم وجهه : امتى تنيلتى خسيتى ؟
ناردين بثقة وكبرياء وابتسامة ساخرة : حاجة متخصكش
عمرو بضيق وهو يشير على زيها : إيه البنطلون الضيق دا ازاى تخرجى بيه ؟
ناردين وهى ترفع حاجبها ضيقاً ولا تعيره اهتمام وتبتسم ساخرة :......
عمرو : بس طالعة موزة أوى ... وحشتينى يا مزتى ...
ناردين ساخرة وهى تشير ليده : بص لأيدك كدا ؟
عمرو متعجباً : إيدى مالها إيدى ؟
ناردين : لو أنتَ ناسى هفكرك احنا معدناش مخطوبين خلاص فركش يبقى لا توقفنى ولا تتكلم معايا ولا ليك دعوة بيا نهائى فاهم
قالت جملتها وتركته وأكملت طريقها باتجاه صديقيه الجاحظين من تغييرها المفاجئ فأصدقائهم مشتركين
اقتربت ناردين وحييت سليم وياسر صديقيه وأكملت طريقها بثقة وسط ذهوله من تغييرها وتغيير طريقة كلامها وتعاملها معه ...
كانت ولأول وهلة تشعر بذاتها بكرامتها بكبريائها كأنثى ....
................
الواقع ......
يومها كان كبريائى يقف بوجهى لا تضعفى لا تضعفى قاومى عشقه ....
ستشهد علينا نجوم السماء الصافية وطيور العشق التي تلتف حولنا بأنني لا ولم أحب سواك ...
أحببتك..لدرجه عندما تغيب عني..يغيب معاك كل شيء...وذكرياتنا الحياة الجميلة نُحتت في القلب ولن تُمحى بأي أمر ولكن كرامتى تأبى التنازل ..
...............................
لتمر الأيام بى سريعاً وأكمل دراساتى العليا ويوفقنى الله في الحصول على عمل ....
لتضع عن قلمها مرة أخرى فصوته الغاضب الناقم بالجهة الأخرى يقلقها ...
فأمسكت بهاتفها وعادت لمحادثة صديقتها شاهندا ...
ناردين :
معرفش بس دا مهدييش خالص لسه بيزعق ويكسر في بيتهم
شاهندا : ليه ليكون صعب عليكى بعد كل اللى عمله فيكى ؟
ناردين : مش كدا بس يا حرام هو مريض ضغط والنرفزة دى كلها وحشة عليه
شاهندا : لو حابة كلميه
ناردين : اكلمه لا لا ليه اكلمه ؟
شاهندا : اطمنى عليه لو عايزاه بس اوعى تضعفى هو مستنيكى تضعفى تانى عشان يسيطر عليكى تانى
ناردين بتردد : لا لا مش هكلمه ...
لتقهقه شوشو : يا بت اعترفى أنتِ لسه بتحبيه بس كرامتك ناقحة عليكِ
نادرين : أه بحبه بس لا اللى عمله فيا مش سهل يا شوشو
..........................
في صباح اليوم التالى ...
في احدى النوادى الرياضية .......
.....: تمام يا كابتن حازم تقدر تستلم شغلك من النهارده في الجيم
حازم محمود : ملاكم في الثلاثون من العمر بجسد رياضى من الطراز الأولى حصد الميدالية الذهبية في عدة بطولات ويحتل ترتيباً وتصنيفاً عالمياً ...
شاب طويل القامة ببشرة مصرية قمحية وعيون سوداء كنجوم وسط السماء وشعر أسود كليلة حالكة الظلام .......
يقف يتأمل مكان عمله الجديد ..... حازم عين للتو مدرباً للملاكمة بالنادى الرياضى حيث تتدرب ناردين وشاهندا ....
......................................
شاهندا تحدث نيمو بالهاتف : ها وصلتى ......
ناردين : يا بنتى أنا وصلت من بدرى ومستنياكى فينك
شاهندا : أهو بركن عربيتى وجياكى .....
ناردين بقهقهة : ههههههههه طب بالراحة عليها زوبة غالية علينا بردو ...هههههه
شاهندا : بتتريقى على عربيتى يا نيمو تقدرى تنكرى أنها بتنقذنا من الزحمة ايام المدارس
ناردين : بصراحة مقدرش أنكر ربنا يخليهالك وتتربى في عزك كدا وتكبر وتبقى
وتبقى لامبرجينى ......ههههههههههه
شاهندا : ماشى ماشى اتريقى براحتك ........
كانت تهم بصف سيارتها والمكان ضيق للغاية فثمة من صف سيارته بمكان صفها المعتاد .... لتهبط بغضب وتنادى حارس النادى الرياضى
شوشو وهى تشير لحارس النادى الرياضى : على تعالى هنا
على الحارس : بتوجس من لسانها السليط يحدثها بخفوت : نعم يا كابتن شاهندا
شاهندا : ممكن أعرف مين ال.... اللى ركن مكانى
على بتلعثم : اصلى أصل .......
شوشو : أصل إيه وفصل إيه ؟ مين اللى عمل كدا ؟ انا نبهتك مليون مرة محدش يركن مكانى ولا لاء
على :............
شوشو بلهجة أمرة : ادخل اندهى الحيوان صاحب العربية بدل ما أكسرهاله
لينصاع الحارس لأوامرها خشية غضبها
........................
كان بعمله استلم تدريب عدد من الشباب على الملاكمة واساسياتها
عندما تنحنح الحارس خلفه و....
على : احم احم
ليلتفت حازم : ............
على بتردد : كابتن حازم
حازم وهو يمسح قطرات العرق المتصببة من جبينه : خير يا عم على
على : اصلى أصل ..
حازم بأدب : خير يا عم على عايز حاجة
على : أصل عربية حضرتك
حازم : مالها العربية إيه حد خبطها ولا إيه ؟
على بقلق : لا لا متخبطتش بس حضرتك ركنها في مكان ما بتركن كابتن شاهندا
ليبتسم حازم سخرية ويعود للتدريب : ليه هى كتباه باسمها أنا جيت الأول وركنت وخلصنا
على : ايوا بس أصلى ...
حازم : روح قلها كدا
ليخرج عليها الحارس البائس معها وبتردد وذعر يحادثها : .......
شاهندا ما إن تراه : فينه الحيوان صاحب العربية
على بذعر : هو قالى أقولك انه انه ......
شاهندا : مالك بتهنج ليه قالك تقولى إيه ؟
على : أقولك هو جه الأول وركن عربيته
شاهندا بتوعد وهى ترفع حاجبها ضيقاً : يعنى مش هيبعدها
على وهو يومأ رأسه بالنفى ....
شاهندا بتوعد : أوك هو اللى اختار ... وتعود لسيارته ...
تفتح حقيبة سيارتها وتخرج مطرقتها التى استمعت لنصيحة والدها واحتفظت بها بحقيبة سيارتها ....
بكبر وعند رفعت المطرقة لأعلى وهبطت على زجاج فوانيس مقدمة سيارة حازم وهشمتها تماماً ...
بعد أن أنهت تهشيم الزجاج زفرت وابتسمت ابتسامة نصر وعادت لتضع المطرقة بحقيبة سيارتها وسط جحوظ ورعب الحارس
صفت سيارتها بمكان أخر بعيد نسبياً عن النادى
وأمسكت بحقيبتها ودلفت النادى وتوقفت أمام الحارس مرة أخرى قائلة : أه افتكرت يا على أبقى قول للبتاع صاحب العربية دا جزاة اللى ميسمعش كلمة ماما تقولهاوتدلف النادى ....
صعق الحارس مما رأى واحتار بأمره أيدلف ويخبر حازم أم ينتظر
...............................
وصلت لقاعة التدريب ......
شوشو وهى تنظر باتجاه ناردين التى تجرى على ألة الجرى الألية ...
شوشو بابتسامة : صباح الفل
ناردين وهى توقف الألة : كل دا بتركنى زوبة أمال لو مكنتش قد علبة الصلصة كنتى عملتى إيه
شوشو : تصدقى يا بت أنتَ رزلة ومش هوصلك بيها تانى
ناردين مقهقهة : هههههه مالك ضاربة بوز ليه عالصبح
شوشو : مفيش بس في حيوان ركن في مكانى قمت كسرتله فوانيس عربيته
ناردين وهى تضع يدها على فمها : يا لهوووى أنتَ إيه بتكسرى للراجل عربيته عشان ركن مكانك
شوشو بضيق : معرفش بقى أنا بعتله على الحارس وقلتله يجى يبعدها من مكانى مرضاش اتنرفزت وكسرتله الفوانيس
ناردى : والله أنتِ مجنونة طب افرضى الراجل بلغ عنك البوليس دلوقتى
شوشو : معرفش بقى أنا عملتها وخلاص ....
لتذهب شاهندا لغرفة تبديل الملابس لتبدل ملابسها بأخرى مناسبة للتمرن
بعدها بحوالى ساعتين غادرت ناردين النادى الرياضى عائدة لمنزلها اما شاهندا فلم ينتهى تدريب الملاكمة خاصتها وظلت بالنادى
...........................
انهى تدريب الأعضاء وقال : أحسن شباب النهاردة اتعلمنا أساسيات البوكسنج .... من بكرا هيبدأ التمرين الجد
ليودع متدربيه ويذهب لغرفة تبديل الملابس
يفتح الخزانة الخاصة به ويتناول حقيبته ويجلس على أريكة موضوعة بالغرفة
يتناول هاتفه وينظر بشاشة الهاتف فيقول بذعر : ي لهوووى تدريبى مع الكابتن كمال ازاى نسيت
ليتناول حقيبته ويهرول خارج النادى ....
....................................
في احدى الكافيهات
يجلس رفاق السوء كعادتهم
بغرورٍ تجلس على مقعدها تُجلس ساقٍ فوق الأخرى وتتحدث معهم ...
جيجى بتعالى : وأنتَ أخبارك إيه يا عمرو ؟
عمرو بكبر : زى العسل أخبارى مالها أخبارى
جيجى : ههههههههههه وأخبار الحلوة بتاعتك إيه مش ناوية ترجعلك بردو
عمرو بتافف وهو يجز على أسنانه: خليكى في حالك يا جيجى احسنلك
ليقطع كلامهما سليم : وبعدين يا جيجى مالك بنيمو ما تفكك منها بقى مش عارف أنتِ مهتمية بيها أوى كدا ليه
جيجى محاولة كتم غيظها : مين دى اللى أهتم بيها ها بجد أنتَ غريب يا سولم
ليرن هاتفه فيستأذنهم وينهض خارج المقهى و....
سليم بضيق : ألو ..
رنا : ازيك يا سليم ؟
سليم : تمام الحمد لله أنتِ عاملة إيه ؟
رنا : كويسة بس مصدعة من الصبح
سليم : ليه مصدعة ؟
رنا : معرفش حاسة بصداع بس عادى هشرب نسكافيه وهبقى تمام
سليم : هعدى عليكى بالليل عشان اطمن عليكِ
رنا : تسلملى
سليم : خدى بالك من نفسك ولو مخفش الصداع كلمينى وهاجى أخدك للدكتور ...
رنا : تمام
سليم : سلام دلوقتى عشان أنا مع أصحابى
رنا : مع السلامة
ليعود بأدراجه حيث أصدقائه ...
جيجى ما إن تراه يعود لمقعده حتى تباغته بسؤال : كنت بتكلمها ...
سليم يرمقها بنظرة غاضبة ولا يجيب
ليسأله عمرو : عاملة إيه رنا ؟
سليم : بتقولى مصدعة جامد
لتتدخل السافرة : تلاقى مزاجها كان عالى امبارح وسهرتها كانت صباحى هههههههههههههههههههههههه
لتتسع حدقتى عينيه ويجحظ بها بغضب عارم ولا يشعر إلا وكفه على وجنتها ..........
صعقت من فعلته فتماسكت وصرخت به : أنتَ اتجننت بتضربنى يا سليم
سليم بغضب : وأموتك كمان إياكى تجيبى سيرة رنا تانى فكراها شمال زيك لسانك الزفر دا ميجبش حتى اسمها عليه ...
لتتمتم بكلمات غير مفهومة غاضبة فيستشيط غضباً فيجذبه عمرو خارج المقهى بعد أن جذبا شجارهما انتباه الجميع ....
خارج المقهى
عمرو محاولاً تهدئة سليم : اهدى يا عم مش كدا
سليم : الفاجرة دى بتتكلم على رنا فكراها زبالة زيها ...
..........................................
تناول حقيبته الرياضية وهرول مسرعاً خارج النادى الرياضى ليصعق من ......
حازم جاحظ عينيه ويزم على شفتيه ضيقاً وغضباً منادياً الحارس على : عم على
على بذعر : ايوا ايوا يا كابتن حازم
حازم بغضب : ايه اللى كسر فوانيس عربيتى ؟
على : ها ما هو أصل اصل ....
حازم : اخلص أصل إيه ؟
على : الكابتن شاهندا هى اللى عملت كدا
حازم : مين كابتن زفتة دى وليه عملت كدا
على : دى الكابتن اللى حضرتك ركنت مكانها
حازم : نعم يعنى عشان ركنت مكانها تكسرلى فوانيس عربيتى
على :...............
حازم : دى نهارها مش فايت تعالى معايا وريهانى كابتن زفتة دى
ودلف حازم بغضب ووجه مقتطب النادى مرة أخرى ......
.....................................
كانت ترتدى قفازات الملاكمة بيديها وتتدرب بتوجيه الضربات لكيس الرمل " سند باج " المعلق المخصص لتقوية عضلات الكتفين والكفين للملاكمين
عندما دلف والحارس عليها أشار الحارس برعب ناحيتها وخرج مسرعاً قبل أن تراه
ليقترب بضيق وغضب : يا أنسة
شاهندا وتلتفت ناحيته بعد أن أوقفت الضربات
بأنفاس متلاحقة وسريعة تمسح عنها قطرات عرقها المتصببة وتلتفت ناحيته و...
شاهندا بأنفاس متلاحقة : نعم ...
حازم محاولاً السيطرة على غضبه : حضرتك الأنسة شاهندا
شاهندا وهى تثب بمكانها وثبات خفيفة وتحرك ذراعيها كدائرة : ايوا انا
حازم : ممكن أعرف إيه اللى عملتيه في عربيتى دا
شوشو بتعجب : أنهى عربية لتتذكر فجأة : أأأه عربيتك ليه هو أنتَ التنح اللى رركنت مكانى
حازم وتتسع حدقتى عينيه من هجومها عليه : نعم تنح أنتِ بتتكلمى عليا أنا
شوشو بثقة : أه مش أنت اللى ركنت مكانى
حازم بغضب : تقومى تكسريلى فوانيس عربيتى
شوشو : تستاهل أنا بعتلك تيجى تبعدها وأنتَ معبرتنيش
حازم : ليه هو المكان باسمك وأنا معر فش
شوشو : لا خفيف تصدق
حازم : بصى يا بتاعة أنتِ اتلمى أحسنلك يعنى غلطانة وليكى عين تقاوحى
شوشو وبدأت تغضب : غلطانة في عينك لو على الفوانيس اديلك تمنها عالجزمة
ليستشيط غضباً ويقطب جبينه وعيناه تتسع : تعرفى بس لو مكنتيش بنت كنت ربيتك على طريقة كلامك معايا دى
شوشو بغضب : ولا تقدر تيجى جنبى
واخفى من وشى السعادى لاغيرلك خريطة وشك
ليكور يديه ويرفعها ويهم بلكمها فيتراجع بأخر وهلة وسط ثباتها أمامه
شوشو : لتنظر بتحدى : اخفى ياض من وشى بقولك هشلفطك والله
حازم : قال بنت قال والله ولا فيكى ريحة الأنوثة بت مسترجلة بصحيح
شوشو : تعرف انك .... ومش متربى وتربيتك على ايدى إن شاء الله
لينتبه لرنات هاتفه المتواصلة فيتذكر تدريبه فيقول مسرعاً مش فاضيلك يا شوقى عشان اتخانق معاك لولا انى عندى معاد مهم كنت اتخانقت معاكى
ويتركها ويرحل وسط دهشتها
شوشو بغضب وحيرة : شوقى بيقول عليا أنا شوقى يا ابن .....
..........................................
في احدى قاعات التدريب الخاصة يدلف حازم مسرعاً وقلقاً ...
كان يجلس على مقعده بغضب من تخلف متدربه عن موعد التدريب
حازم بارتياب : أسف والله يا كابتن بس حصلى ظرف طارئ واتأخرت
الكابتن كمال يستدير بغضب : تعرف لولا انك فعلا تستحق البطولة وتستحق تفوز مكنتش استنيتك ثانية واحدة وأنتَ عارف كدا كويس
حازم : أسف والله يا كابتن بس اللى حصل إن في واح...
ليقاطعه كمال بحزم : بلا واحد بلا واحدة لو تأخرت تانى أنا هلغى تدريبك وابقى درب نفسك للبطولة بقى ....
حازم : أسف يا كابتن مش هتتكرر ...
المدرب كمال مرزوق : مدرب ملاكمة معتزل يدرب الابطال المحترفين على البطولات وهو حالياً مدرب حازم المرشح لخوض بطولة عالمية بصفتة الملاكم الأول بمصر ...
كمال مرزوق والد شاهندا " شوشو "
......................................
كان الغضب والشك يسيطر على عقله تماماً فهاتفها ...
تجيبه : ألو
سليم بغضب مكتوم وشك : عاملة إيه دلوقتى ؟
رنا : الحمد لله
سليم : خف الصداع ولا أجى أخدك للدكتور
رنا : لا لا مفيش داعى للدكتور إيه لازمته الدكتور
ليرتاب أكثر : وليه خفتى لما جبت سيرة الدكتور
رنا : سليم أنا بجد مصدعة ومش قادرة اتكلم دلوقتى
سليم بغضب وهو يصيح بها : بقى كدا تمام بس اللى ميندمش ويرجع يتأسف وأغلق هاتفه
رنا باعتذار : سليم سليم س.........
عاودت مهاتفته كثيراً فتجاهلها تماماً
ولكن عندما هاتفته السافرة أجاب على الفور
سليم بضيق : عايزة إيه تانى ؟
جيجى بدلال : دا بدل ما تعتذر بتزعق
سليم بغضب : حصلينى عالشقة هستناكى هناك
جيجى : ليه عايزنا نكمل خناقنا هناك
سليم بغضب : جيجى اخلصى هستناكى
بعد حوالى الساعة تدلف بمفتاحها الخاص
فتراه شارد الذهن ينظر من النافذة يشعل سجائره بشراهة
ينتبه لقدومها ........
سليم ما إن يراها : أنتِ شفتى عليها حاجة خليتك تقولى عنها كدا
جيجى : أنت بعتلى عشان نكمل خناق ؟
سليم : جاوبينى يا جيجى أنتِ شفتى عليها إيه ؟
جيجى بسأم : يووووه أنا ماشيه
سليم ويجذبها من ذراعها فتلتصق به : خلاص متزعليش أنا بس عايز أعرف إيه اللى خلاكى تقولى كدا
جيجى : عشان بغير عليك منها
سليم يقهقه ساخراً : عليا أنا جيجى ليه لتكونى بتحبينى
جيجى وتقهقه : هههههههههههههههههههه أنا قلت أنك عسل يا سولم ههههههههههه أنا أحب لا معرفوش الحب دا
الحب دا للهبل والسذج بس يا حبيبى أنا ليه أحب واحد ويعاملنى زى الخدامة زى ما بتعاملها كدا
سليم : أنا مبعاملش رنا على أنها خدامة أبداً
جيجى : هههههههههههه على جيجى يا بنى ما انا بشوفك بتكلمها قدامنا ازاى وهى ولا تقدر تعارضك أو حتى تفتح بقها
سليم :...........
جيجى : شفت اديك سكت يبقى متكلمنيش عن الحب دا تانى احنا فريندز وبس
تنظر له بإغراء فيتجاوب معها و....
سكتنا عن الكلام الغير مباح .....
...................................
لتمر الأيام سريعاً على بطلاتنا الثلاث
عمرو ما زال يراقب ناردين محاولاً إعادتها لقبضته ... وهى متجاهلة تماماً أفعاله وتستمع بدور المتمردة
رنا تتوسل سليم ليرضى عنها وهو يستمتع بدور " سى السيد "
شوشو لم تتقابل مع حازم مرة أخرى حتى جاء اليوم .....
................................
كمال وابنته شوشو على مائدة الطعام ....
كمال : شوشو حبيبتى
شوشو وهى ترفع عيناها مباشرة لوالدها : نعم يا بابا
كمال : بنتى انا قررت حاجة ولازم أقولهالك عشان تبقى عاملة حسابك
شوشو : خير يا بابا
كمال : طبعاً أنتِ عارفة أن بطولة العالم قربت وكلها أسبوعين وهسافر
شوشو : أه عارفة بالتوفيق ويا ترى مين المتدرب اللى معاك المرة دى
كمال : شاب موهوب أوى بطل أوليمبى
شوشو : مين دا مسمعش عنه
كمال : حازم رؤوف
شوشو : أه حازم رؤوف سمعت عنه
كمال : فالفترة دى هنكثف التدريب وطبعا القاعة اللى مديهالنا بالحجز وفلوس فأنا قررت اتبنى موهبة حازم وهجيبه قاعتنا نتدرب فيها الاسبوعيين الجايين
شوشو : هتجيبه بيتنا يا بابا
كمال : معلش يا بنتى أنتِ الصبح بتكونى في الجيم وهو غير مواعيد شغله خلاها بالليل عشان نتدرب الصبح يعنى هدربه وأنتِ مش في البيت أوك
شوشو :تمام يا بابا اللى يريحك بالتوفيق ليكم
كمال : تسلمى يا حبيبة بابا
تُرى ماذا تخبئ الأيام لشاهندا وحازم ؟ هل سيكسر حاجز قلبها الصخرى ؟

...........................
بعد عدة محاولات مستميتة لتسترضيه هاتفها ....
رنا ما إن يجيب عليها : ألو ازيك وحشتنى أوى
سليم : خف صداعك اللى بعملهولك ولا لا
رنا : والله ما كنت أقصدك أنتَ أنا فعلاً كنت تعبانة ومصدعة
سليم : امممممممممم
رنا : هتيجى تزورنا النهارده
سليم : اما أشوف ممكن أه وممكن لا
رنا : طب براحتك
البرائة الامتناهية تدمر صاحبها ....
رنا تمتلك من الطيبة والبلاهة ما مكن سليم من عقلها ...
برغم أفعاله النكراء تتجاهل تلك الأفعال الصادرة عنه لتقع بدوامه عشقه والوله عليه ....
القلب الطيب بطبيعته يتواجد داخل الإنسان الحساس. إنسان يشعر بألم وأحزان غيره ويؤلمه أن يراهم يعانون. لذلك يشاركهم هذه المشاعر وكأنه هو من يعاني هذه الآلام. ولكنه في نفس الوقت سريع الأذى لانه يملك إحساساً مرهفاً ومشاعر رقيقة وقلب طيب. ويعتقد أن كل من حوله مثله فإذا به يفاجأ بطعنات من أقرب الناس إليه. يتألم . . يحزن . . ويبكي . . إنه انسان لا يعرف الحقد ولا يعرف الضغينة ولا ينتقم ويسامح بسهولة. لذلك ترى البسمة دائماً على محياه رغم ما يعانيه. يطوي الصفحات السوداء داخل قلبه. و يجعل من دمعاته البيضاء غطاءً لهذا السواد. حتى لا يلوث السواد قلبه وطيات أحاسيسه النقية.. لا يمكن أن نحذف أي صفحة من قاموس حياتنا مهما فعلنا. فهي راسخة في وجداننا قبل ذاكرتنا ولن تمحى بسهولة. لذا فلنحاول ادخال البياض على سطورها السوداء.
هكذا كانت حياة رنا وطيبتها الامتناهية مع سليم ....
حتى جاء اليوم وكانا بمقهى وحدثها ...
سليم وهو ينظر مباشرة لعينيى رنا ...
سليم بثبات : رنا ..
رنا : نعم
سليم : أنا في حاجة كنت عايزة أقولهالك من بدرى وكنت ماجلها شوية بس دا وقتها خصوصاص إن فرحنا قرب
رنا بخجل : خير
سليم : طبعاً إن تربية ايدى وبثق فيكى بس اللى هقولهولك دا لازم عشان نبدأ حياتنا بثقة وابقى مطمنلك قبل ما نكتب الكتاب
رنا وجاءت أفكار سوداء برأسها : تتطمن تتطمن من إيه
سليم : أنى هبقى أول واحد في حياتك ...
رنا وتوترت وتصببت عرقاً وذعراً :..........
سليم : متخافيش أوى كدا أنا مبقولكيش تعالى نامى معايا
لتزداد ضيقاً وتوتراً ...
سليم : أنا هاخدك لدكتورة نسا عشان اطمن أنك أنسة ومحدش قربلك ........
الحب الخالص والشك لا يجتمعان، فالباب الذي يدخل منه الشك يخرج منه الحب.

رواية "على قيد عشقك" للكاتبة بسمة محمود أحمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن