البارت -١٨-

14.1K 168 9
                                    


الجزء الثامن عشر..


كم رغبنا

كم حلمنا

كم تمنينا

وشئنا ....

وشاء الهوى

فامتثلنا

هي الحياة

كل شيء فيها ممكن

ولا شيء فيها

يمكن أن يكون


:
:
:
نادر هي ماتفعله ..طرقت الباب ثلاث مرات بخفه ..سمعت صوته "تعالي يا ماريا ..."
دخلت كان مستلقيا على سريره وبجانبه نوع مسكن قوي ..ويستعد للخلود الى النوم ..ذئب منذ يوم الزفاف وهو غريب ..هل يا ترى قد مل منا و مل من رعايتنا والقوف على العناية بأمور العائله ..
مالي أرى أخي ..أكبرنا واقسانا وأقوانا ..من يسير هذا المنزل بكلمه واحده منه ..
توجهت له بالحديث ..وقد حاربت قلقها من نحول جسده وهالات عينيه السوداء وصداعه المستمر ...."تأمرني بشيء يابو زايد ..."
غضن جبينه وهز رأسه لها بالنفي ..."بس كنت بمسي على أمي ...تسلمين ياماريا ...
أبتسمت له بحنان مهما كان أنت اخي ..أنا اعرف انني أهمك لكن أنت لاتعرف كيف توصل مشاعرك للذين من حولك ..."أطفي النور ..
هز رأسه بالايجاب ....
راقبته يغطي رأسه بالوساده ويعطيها ظهره ..
هزت رأسها غير مقتنعه بما يحدث ..
هناك أحداث يزدحم بها هذا المنزل ولا يدري بها سوى اصحابها ..يا الله من بالهدوء على هذا المنزل المترف بالاسرار.. 
أنتظم نفسه مشيرا الى خلوده الى النوم ..كانت لاتزال تدفن نفسها داخل حضنه مكانها المحبب هذه الايام ..المكان التي تكتمل به ..
ألا ان دموعها قد خانتها وهي تفكر بتركي و موضي ..تنهدت بصوت مسموع ..ومسحت عينيها ..
أنقلبت لتقابل صدره ..دست رأسها بداخله ..يالرحابة صدره ووسع منكبيه ..ليتني لا اخرج من هنا يوما ..
أغمضت عينيها وهي تحصن اولادها في قلبها كعادتها قبيل ان تنام كل يوم ..
أستيقضت في مكان لم تسوعبه بعد ..كانت تستلقي في حضن ذاك وهو متكئ على الجدار ..
ألتفتت اليه كان ..مغمضا عينيه بأنزعاج واضح ..أخر مكان تريد التواجد به هو حجره..
وقف بسرعه ..فقدت توازنها للحظه وجالت الغرفه بها ..ألا انها تماسك نفسها ..
خطت نوح غرفته بخطوه انتقاميه منها ..
تناولت الصوره من على الجدار ..والاخرى من جانب سريره ..
وضعت كل ما اعطاها ربها من حيل وقوه وكسرتها ...جمعت اشلاء الصوره فجرح الزجاج ساعدها جرحا عميقا ..
رمته في حوض الاستحمام ..ألتفتت حولها في الحمام ..تناولت كولونيا ما بعد الحلاقه وافرغتها فوقها ..
بحثت مطولا في الحمام ..لم تجد مرادها ..ومن ثم اتجهت الى دروج التسريحه ..
أزعجه صوت في غرفته ..أستيقض غير مستوعب للأمر ..وهي تفتش في اغراضه ..
وجدت ضالتها واتجهت الى الحمام لحقها ....لحقها مسرعا ..نهرها ..."الحان لاء يامجنونه ..."
ضربة بتهدديه عرض الحائط ..أشعلت عود الثقاب بسرعه ورمته على رفات الصور ......أشارت له على اللهب الازرق ذور الرائحه الكريهه ..التصقت شعرات على وجهها الغارق بدموعها وعيناها المحمره ..
توجهت له بالحديث .."هذا أسمه حرقة القلب ..جربته ..."
فتح تيار الماء بسرعه على الصوره ..
في الواقع كانت هاذي الصورتين الوحيده لنوير لازال محتفظا بها ..مشاعره مختلطه كأنها حررته وكأنها قيدته ..
راقب الدماء تنهمر من ساعدها الايسر بغزاره ..تناو يدها بعنف وضغط بقوه اعلى جرحها ليمنع انهمار المزيد ..
جرها الى غرفة ..أختها ..وبحزم ...."أدخلي جيبي عباتس ..وان مارجعتي لي ..بدخل اجرتس ..فاهمه .."
كانت تقاوم ارتجافها وفقدان الوعي جراء لمنظر الدم الذي غطى ساعدها وانهمر الى كفيها ..
أتجه الى غرفته مسرعا وتناول الثوب من على الارض ومحفظته وهاتفه عاد اليها ..
لم تخرج بعد ...أطل برأسه كانت قد فقدت وعيها وهي ترتدي عباءتها ولازالت طرحتها في يدها وبخطوات واسعه اتجه لها وحملها بين يديه ..
قابلته ماريا الصغرى مع الدرج ..وقد هلعت لمنظر الدم واواز محموله بين يده ...وشعرها الشقر منسدل بتمرد...
وجه اليها الامر .."تعالي ماريا لمي شعرها وغطيها ..
فعلت ما أمرها بيد مرتجفه ..وبحزم وحرص نبهها .."لا احد يدري ..اللي يسأل عنها قولي لهم خرجت هي وشاهر ...طيب .."
راقبته يتجه الى باب المنزل مسرعا ...
هزت رأسها بعدم التصديق ..ماهذا المنزل ..كله دماء ونساء محمولات ورجال يحذرون ....
كان الصداع يقسم رأسها ..وقد لف ساعدها بضماده بيضاء ..تحس بعجلات السياره تحتك بدماغها ..الصداع مؤلم وساطي ..
لم يسلك طريق المنزل بل أتجه بها الى اعلى منتزه في المدينه ..حيث يتسنى لها ان ترى كل المدينه تحتها ...بأسرارها وروحها ومنازلها ومساجدها ..
اطفئ المحرك وفتح النوافذ ..كان الجو بارد نسبيا ..
تنهدت عندما دخل الهواء الى رئتها ..
سندت ذقنها على ظاهر أناملها ..و تأملت المدينه بصمت ..بينما هو كان يتأملها ..
همس لها ..."طلبت نقل للمدينه ..وامس وصلني خطاب بالموافقه ...."
لم ترد عليه وبقيت على حالها ..ألتفتت اليها بعد وقت طويل ..."وديني البيت ....
أخذ نفسا عميقا وهو يدير محرك السياره ..لقد فتحت على نفسي باب كنت بغنى عنه..وستصادفني اشواطا صعبه مع هذه الصغيره ..
مرت الاربعه الايام ..تقربا الى الله و صياما وحسن عباده ..واكتست مدينة المصطفي الحبيب بجمالها المعتاد في مواسمها الدينيه كانت أواز التي تحاول محاشاة وجوده اقصى ما يمكن ...ترافق أم ذيب بشكل يومي الى المسجد النبوي الشريف ..بينما تناوبن الباقيات في مرافقتها فقد كان لديها سفرة في الحرم تفردها بغية الأجر والمغفره ..
الغد هو اليوم المعهود والاكثر ازدحاما بالرجال والنساء في هذا المنزل ..فغدا يفطر الاصدقاء والجيران والاقارب في مجالس ابو ذيب كعادة ابيه واخيه من قبله ..حرصا على التواصل و رجاء للمغفره و الثواب من رب العالمين .
كانت ماريا كعادتها هي من يتخذ القرار بالتسوق متأخرا ...فتحت باب غرفتة عمتها .."أستاذنت من ابوي واخواني عنكم ....سوق ...سوق ..بروح السوق اللي يبي يروح ..يجهز قروشه وعباته ...يالله بروح مجمع النور ...مافيش وقت لا أحد يأخرني رجاء ..."
أبتسمت لها مضاوي ..."خذي ماريا معاتس ..أنا مو ناقصني شيء وبجلس اسوي الحلا لبكره ..."
هزت مرادي رأسها بالنفي ..."أنا مليت من السوق لا تطالعين فيني ...وبنقع الحب للشربه وحوووسه
حتى مدين شاركتهن النفي ..."ولا انا ..دولابي بينفقع ..لاتروحون السوق خذوا من دولابي ..."
نظرت الى أواز ..."حبيبي الاشقر ...تخاويني ..."
انحرجت اواز فهي لاتملك مالا ...."ما ادري ...؟؟"
ابتسمت وهزت رأسها بحماس .."ما ادري يعني أيوه ..."
ضحكت مضاوي تواسي اواز ...."الله يعينتس بتطلع عيونتس ...."
تنهدت وهي تخرج رزمه من يدها ..."هاذي فلوس ازواجكم ردوها لكم .."
وهي تلف حولهم وتوزع النقود بينهم كن اعتدن على هذه الحركه من رجال العائله ..."الفين حقت مضاوي ..الفين وخمس ميه حقت مرادي ...لاحظوا ابوي مزودها شوي ...الفين وخمس ميه حقت مدين دلوعتنا ..الفين حقت ماريا من جدها وعمها ..والعروسه الحلوه أواز ثلاث الاف من زوجها والفين من ابوي ...مين قدك ..."
أخذتها اواز مستغربه ...مثلت ماريا ماريا تجميعها ..."يا الله هاتوها اشيلها لكم ..."
سحبت مضاوي نقودها .."أنقلعي ,,بتسرقنا عيني عينك ..."
حركت حاجبيها بخبث .."هاتي اشتري لك اللي بالي بالك ..زي اللي بالي بالك اللي مركون في الدولاب ..واللي بالي بالك اليي ينام كل يوم لحاله ياعيني ..."
ضربتها مضاوي بقوه على فخذها ...تألمت تلك بدراميه ..."ليه القسوه ذي ..ولا عشان ماعندي اللي بالي بالك يشوفني لابسه اللي بالي بالك ..."
ضحكت عمتها وهي تجرها وتقبلها ..."خبله ياخلق الله ..."
توجهت بالحديث لمرادي .."تبين اجيب لك ..اللي بالي بالك ..."
هزت مرادي رأسها بالنفي خجله من وجود ام ذيب ..
كانت لازالت تقف وسطهن .."خليكم يامدركات الادب ..انا اعرف اشتري لمين ..للي تتسحب هي وزوجها خلسه ..جيبي جوال ..بنخرج ..بوري شاهر الحنا بوري شاهر الكحل ..ويعقبها اختفاء الى الصبح ..."
غصت اواز بكلماتها وهي تقاوم دموعها من الخجل ..بينما مرادي ومضاوي غرقن في الضحك ..
ضربتها عمتها على فخذها .."عيب عليتس يالخبله ...هاذي ضعيفه صغيره مؤدبه مو فاصخته..."
مثلت الحزن ..."أش قصدك ياعمه ...يعني مضاوي فاصخته ...انا ادري بها مضاوي دايم هرجها مشفر ..."
وضعت يدها على رأسها ..."ياكبرها عند الله انا قت كذا ..."
لقد اعتاد الجميع على خفة ظلها لذا يفتقدونها في ابسط غياب لها ...
حركت كتفيها بدراميه ...مقلده اللهجه المصريه .."أنا قيه بهدي النفوس ..."
ضحكت مرادي ..."صدق من سماكي خراب بيوت ..."
عادة الممتلئ بالاحزان هو خفيف الظل ..هو من ذاق الحزن والبكاء لذالك لا يريد ان يذوق احد ما ذاقه فيزرع البسمه في قلوب الكل ..لأن الحزن مرير وقد ألمه كثيرا لا تمناه لأحد ولا يرضيه ..
قفزت هنا مدين ..."اقولك عمه بروح معاكي اولا حزنا على اختي ثانيا العوده والخمريه حقت شعري أنتهت ابي الماجد ..وكمان ابغا محل الفضه لي سلسله عنده من زمان توني اتذكرها .."
توجهت ماريا لمضاوي بالحديث ..."تبون سوقياتي ..ولا اخذها بشتري لها لبس للعيد ....."
هزت رأسها بالنفي ..."أبدا خوذيها ..مانحتاجها ..."
خرجن تحت توصية العمه لهن بتوخي الحذر ..
كانت سياره شاهر تقف امام المنزل وقد ادار محركها ..
كانت تتوجه للجلوس الى الخلف ..استوقفتها اواز ..."والله ماتركبين ورى ياعمه ....
انصاعت الى امرها وهي تفتح باب الراكب الامامي ..."خلاص اش له من داعي الحلفان كان قلتي لي اركبي هنا وانا اركب عادي .."
اقترب للسياره ....لم يلتفت خلفه ..."اوه ماشاء الله زحمه ..."
استفهم باغيا ان ترد عليه ..."الحان جات معكم ...؟؟"
لم ترد تلك ..استشعرت ماريا الموقف فحبت ان تخفف ..."اكيد جات ماحسيت بالجمال ....لبى زراق عيونها ..."
حرك رأسه بطريقه ال يستخف احدا بها .."عاد الحان .."تنهد وهو يحرك السياره "الحان غير ..."
كشرت له من اسفل نقابها ..لعن الله تصنعك البارد ..
دار بهن للخروج داخل فناء المنزل الضخم ..
كان احدهم يقف مع ابيهم وهو يفتح باب سيارته السوداء الفخمه ويستند عليه ..
ألتفتت ماريا لهيبته ..."ما شاء الله هذا مين اللي مع ابوي .."
نظر الى المرآة الجانبيه وهو يخرج من باب المنزل ..."راجح عبد العزيز ...جاي يحلف على ابوي اول العيد عنده وابوي يحلف ...قرروا عيدهم سوى اول العيد ..."
عندما سمعت اسمه التفتت لا اراديا الا انهم غابوا عن مدى ناظريها ..تشعر بفضول غريب اتجاه هذا الرجل ..
اوقفهن امام البوابه الرئيسيه .."انتبهوا لنفسكم ...ودقوا علي بدري .."
قضت وقتا ممتعا فهي للمره الاولى في حياتها تتسوق مع احدهم ..حاولت ان تقلد ذوق عمتها ولكن بطريقتها وما يليق بها ..
لم تتوقع بأنها يوما ستدخل كهذا ..ترجت عمتها بخجل .."الله يخليك ياعمه ماريا ما ابغى .."
أبعدتها عن طريقها وهي تبحث عن قياسها ..."الا تبغين ...هذا مقاسك .."قالتها وهي تمد شيء تخجل من ان تلبسه ..
اخذته من يدها واعادته مكانه ..."والله ياعمه ما ابغى عندي كثير ..."
أخذته واعطتها اياه ..."هديه من عندي والله ماترديني ..كل اللي بشتريه من هالمحل لكي هديه ...راح تدعين لي بعدين صدقيني ..."
بدعما أمتلئت عربية التسوق بالأكياس ..وانهت ماريا تسوقها..."عازمتكم على ستار بكس ..هيا كوفي وتشيز كيك ..."
وضعت مدين يدها على رأسها .."عمه ماريا نبغا نرجع البيت بكره الوقفه ترى ...فطور وزحمه وليلة عيد ومزرعه ..."
اتجهت الى المقهى أمامها .."تعالوا نروق الين يجي شاهر ...ماصار شيء ...يعني نجلس عند الباب ننتظره ولانجلس هنا نروق ..."
أنصعن لها بقل حيله ...طلبت لهن ..لم يعدن يشعرن بأرجلهن ..ماريا عاشقه للتسوق درجه اولى ..حتى انها تتسوق لغيرها فهي اجبرت اواز على اختيارات كثيره ..
سمعت صوتا حولها ..أعتادت عليه بل كان قطعه من قلبها ..
ألتفتت الى الطاوله في آخر الصف المجاور..
راقبت أبتسامته لتلك ..فقد خصها بها يوما ..وغرق عينيه بتلك فقد غرق بها يوما ..
أرتجف جسدها وعادت كل الآلام القديمه والذكريات الموجعه تغزوها ..
أختنقت ..من المكان ...الا انها لم تقوى على الوقوف ..تعلقت عينيها به ..لقد باعاني ..لم اكن لأبيعه يوما ..
لم يرى بي أي شيء بعدما فقدت عذريتي على يدي غيره ..لقد كان يسكب على غزله بأوصافي في اليوم الف مره ..
وباعني من اول عقبه ..
هي ليست أي عقبه ..لكن هل كان يبحث عن مابين فخذي لا غير ..الم يعجب بفكري الم يعشق شعوري ..
يا لأنانيته ...ويالوضعي المزري ..
انا لعنة وعار لن يضمني يوما سوى قبر ..
تبا لك سليمان انت اجبن رجل على وجه الارض ..اغرق في انانيتك ايها اللعين ..
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
عند دخولها الى غرفة مدين ...ضحكت مما صادفته ..بصفوف من أكياس محل عرف ببيع الاقمصه ..
وجهت السؤال الى اواز ..."بالله اش سوت فيكم ..؟"
هزت أواز رأسها بالنفي غير مصدقه ..."تصدع الواحد ...عندها اصرار مو معقول ..."
أطلت من خلف ابنة اختها ...مبتسمه.."ماشاء الله ..اش اش الاكياس ..حقت بالي بالك على قولة ماريا ..."
خرجت ماريا من دورة المياه مرتديه طقما اشترته للتو .."أش رايكم للعيد ...فيه ناس ازود عيدنا هالسنه راجح عبد العزيز عيده معانا ..."
كشرت مضاوي .."راجح ...ليش ...؟؟"
فسرت مرادي لها تساؤلها .."توه قالي ابو ذيب ....لزم هذا ولزم ذا وقالوا خلاص مع بعض ...الاهل واحد الحمد لله ...."
تبادلن النظرات الغامضه فيما بينهن وهن يراقبن تلك مشغوله بفتح علبه في يدها ..
وكعادتها الجديده قبيل ان يخلد الى النوم تتبادل معه الاحاديث عن يومه ويومها ..
عدلت الغطاء على صدره وهي تجلس بجانبه اغلق مصحفه ونظر اليها بأبتسامته الدافئه التي تعشق..
أقتربت منه ..نزعت نظارته وقبلت كلا جفنيه .."كيف يومك ؟؟"اعتاد على هذه السؤال منها ,,يرى به متنفسا الا انه لم يعتاد على البوح لأحدهم بمكنونات صدره الحصين ..
هز رأسه برضا ..."الحمد لله ...أنتي كيف يومك .."
أستلقت رفعت الغطاء وأستلقت بكامل جذعها فوق صدره ..."حلو الحمدلله كلمت عيالي ..وعايدتهم ..عايدت اخواني وخواتي ..و أشتقت لك ثم أشتقت لك ..ثم أشتقت لك .."
نظر اليها اسفل صدره..
أبتسم لها وهو يغلل أنامله بليلها الغجري الفاتن ..بادلته الأبتسام ..أطلت تأمله حتى غرقت به ..
خمسون عاما وتزيد سنونا تجتمع حكمتها ودفئها داخل هذا الرجل الذي كتبه الله من نصيبي ..لأول مره في حياتي أجن بالعشق فلا أقوى على مفارقته لحظه ..وكأنه أحد أبني ..وكأنه أبي ..وكأنه كل شيء ..
كان لا يزال يلهو بخصلاتها بصمت ..أحيانا لايملك الا الصمت في حضورها ..يتأمل حركاتها متحمسا لما ستقوله لاحقا يحاول أستكشافها والغوص في انوثتها ..تبهره كل يوما اكثر من سابقه ..
رفعت رأسها اليها و أتكأت بذقنها على منتصف صدره همست له ..."مدين ...وضعها انها ماتعرف انها متزوجه من راجح صعبه عليها الواحد ماحسب انها تصحى من صدمتها ..يمدي البنت كرهت جنس الرجال كله ..."
هز رأسه بالنفي ..."هاذي مرته وهاذي رغبة الرجال ..والله راجح ونعم الرحيم رجال تشهد به المجالس لكن هو تحسين انه شوي كاش من الزواج ..ماتدرين اش يدور في عقله يمكن فارق العمر يرده او امور كثير تخفى عننا .."
أبتسمت له ...وبشقاوتها المعتاده .."وش فيه فرق العمر ..هو في احلى من الكبير ..ولا اعقل منه ..الكبير جمال وفتنه ورزه ودلع وهيبه ..وخبرة سنين ..."
أبتسم لها يعشق افعالها المثير وقلب كل شيء الى صالحها ...."لاء كلامتس هذا خطير و الفجر قرب يأذن .."
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
ظهر يوم الوقفه كان البيت غارقا بالأنشغال ..
والاستعداد لليوم الكبير الذي بداء منذ الامس ..
وحركتهن المتمرسه السريعه في المطبخ ..
في المسافه الملحقه بالمطبخ وبها باب على الفناء ..كانت تفتح باب المبرد الكبير وتهم بنقل صناديق الماء داخله ..
وقف أمام الباب ليدخل مابيده ..نهرها بصوت منخفض .."بنت ...أش تسوين ..؟؟"
تجمدت وتوقفت عما كانت ستهم بفعله ..راقبته بصمت بعينيها الواسعتين..
أقترب منها ..بدون ان يوجه لها الحديث رص الصناديق بخفه وسرعه داخل المبرد ..
كانت لاتزال تقف في مكانها ..
أنهى ما بيده .. وقف امامها يشاركها صمتها ..هناك الكثير من الحديث يزدحم بداخلهما ..فيخرسهما ..
همس لها مراقبا باب المطبخ خلفها ..وبأهتمام جاف .."كيفتس ..؟؟وقف النزيف؟؟"
أحست بالأرض لاتقوى على حملها ...قليلا من الخجل يا رجل أي سؤال مباغت هذا ..هزت رأسها بالأيجاب .."الحمد لله .."
:
:
:
بدر بن عبد المحسن قال لنا ...
ليت الشوارع تجمع اثنين صدفه ..لاصار شباك المواعيد مجفي ..
الجفاء القديم هل تدمره اللقاءات العفويه ..هل تحن الاقدار علينا وتدبر لنا لقاء خاطفا ..ينقذنا من واقعنا ويشردنا من يومنا الحزين ولو للحظه ..
:
:
:
:
....
..
..
..

:::::::

انتهى البارت دمتم بود

::::
::::::::

تعليق / رايكم

تصويت للبارت

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن