البارت -١١-

13.4K 169 12
                                    


الجزاء الحادي عشر

يامن هواه اعزه واذلني .. كيف السبيل الى وصالك دلني
انت الذي حلفتني وحلفت لي .. وحلفت انك لا تخون فـ خنتني
وحلفت انك لا تميل مع الهوا .. اين اليمين واين ما عاهدتني
تركتني حيران صبا نائما .. ارعى النجوم وانت في عيش هني
لاقعدن على الطريق واشتكي .. واقول مظلوم وانت ظلمتني
ولادعون عليك في غسق الدجى .. يبليك ربي مثلما ابليتني


أصدرت أخته صوتا خلفه فتوقف عما كان مستغرقا به ..ألتفت اليها مبتسما ..
مد يده اليها ..أقتربت منه ..حاوطها بذراعه وقبل رأسها ..حدثها هامسا " ماريا ياوخيتي انا بروح مكه ثلاث شهور ..تجين معاي ..متى ماتبين تردين اردتس ..ياروح اخوتس ..هاه .."
قبلت كتفه مبتسمه ..."روح انت ..ربي يحفظك من كل شر ..انا ما اقدر اسيب مضاوي لحالها ..تعرف حنا نشيل البيت وعمتي مع بعض ..لكن ادعي لي وادعي لخالي عند الحجر الاسود .."
هز رأسه بتفهم .."الله يجزاتس عننا كل خير ياوخيتي والله ماتقصرين من يومتس .."
وجه حديثه للنائمه .."الحان ...بنت ...قومي جهزي الشناط بنمشي الظهر ...الحان ...."
تقلبت حول نفسها منزعجه من الصوت ..وهي تهمهم ..
أنحرجت من منظرها ..انها حقا فتنه بشكل جديد ..فضح فستانها الضيق حتى منتصف فخذها ..
أبتعدت عن السرير وادعت انها مشغوله في فتح خزانتها ..سحب فستانها في حرج وهو يرفعها مع عضدها .."الحان قومي ...هيا بنمشي الظهر .."
تذمرت مصدره صوت اشبه للبكاء واطرقت برأسها على بطنه .."شوي انام ياشاهر بس شوي .."
نظر حوله لم تكن اخته في الغرفه ..اخرج نفسا بقوة ..أشتعل جسده من قربها ..انها اغواء وشر مستطير ..
نهرها بحزم ......"ألحان ......قومي "
أبتعد عنها فأستوت جالسه ..راقبت خروجه تأملت الغرفه بملل ثم خرجت من السرير بكسل ..
عند خروجها من الغرفه قابلها خروج ذاك من الغرفه ..
يالله.. تجمد الدم في عروقها لازال على عهده القديم ..على جبروته القديم ..بل حتى انه يخيل للرأي بأنه ازداد شبابا وقوه ..
نظره واحده منه كانت كفيلة بأزدياد نبضات قلبها حتى القسم بأنها سمعته و ضج بأذنها ..
عاملها كأنها ليست موجوده واكمل طريقه في النزول ..
راقب المنظر كله ..كانت تضع يدها على صدها ..
ما ان اختفى عن عينها حتى اضطرب نفسها ..وتزاحم الهواء للدخول الى رئتها بعدما توقفت عن التنفس وهي تراقبه ..
:
رفعت عينيها كان مستندا على باب غرفته ويرمقها بنظرات غاضبه ..
اقترب منها بغضب ودفعها داخل غرفة ماريا ..
وبغضب شدد قبضته على كتفها ......لقد الهبت غيرته ..متى تتعلم هذه الاعجميه بهويتنا المزيفه التي تحملها...."اذا اخوي شاف هذا كله ...انا رجلتس وش بقى لي ......انا ماقلت لتس امس مابي اشوف هالشكل مره ثانيه .....انتي اش يكسر اللي براسك.."قالها وهو يدفع رأسها بعنف ...
أكمل ....."لو مره ثانيه محترمه نفسها وخايفه على عرضها مالبست كذا من الاساس ...انتي متى تتعلمين احنا مجتمع بدوي بدوي اسواء من الشرقي ...حتى الحريم المفروض ماتقابلينهم بالشكل ذا ...."
دفعته بعيدا عنها بحنق ......"انا لي كيان ..انا مو نوير ولا ماريا ولا مضاوي ...انا انسانه لي حقوقي و خياراتي ....."
تقدم منها ليضربها ..نهر نفسه اخر لحظه ..هذا ليس هو ..انها تخرج أسواء طباعه ..تجبره على القسوه ..انها لعنة بوجهين ..فتنه واغراء و عناد وعداء .."مرتي ما تجيبين اسمها على لسانتس سامعه ......."
ابتسمت له بتشمت وهي تعدل شعرها ......"انا مرتك ياشاهر ...اناا ..انا اللي حيه انا اللي هنا .."
رد اليها ببرود وهو يرفع احد حاجبيه ......."انتي وصاية عمي ولا شئ غير كذا ......."
حقائق جديده تظهر لها ......
همست بعدم تصديق ......"جدي يدري انه اتزوجتني ........"
:
سيندم على ما قاله لاحقا اشد الندم .........."اجل تتوقعين اخذتس ليش لولا عمي مانزلت مستواي لوحده سجلها كله سوابق ..انتي يابنت ولد العم ما انظر لتس الا بعين وحده ..الشك .."
كانت ستهوى من حديثه لها ..الا انها تماسكت نفسها ....ومرت بجانبه ..الا ان كيدها اشتعل ..لقد شهد الله بكيد بنات جنسها ..
ادخلت اناملها داخل ياقة ثوبه ..جرته بقوه الى الاسفل ..واخرجت نظرة الاغراء التي احتفظت بها مطولا من حدقتيها الزرقاء ..اقتربت منه ببطء الصقت صدرها به وهمست في اذنه ..."اذا نوير جنتك انا جحيمك ياشاهر ..."قبلت مابين رقبته واذنه ..
ودفعته ..أبتعدت عنه مبتسمه ..
ما ان غابت عن ناظره حتى انهارت بالبكاء وهي تتجه الى غرفة اختها ..
وقف في مكانه وقد بردت اطرافه من قربها ..نفض مكان قبلتها كأنه يميحها او يزيلها ..
في الواقع الحرب بينهما أبتدأت اليوم ..
كانت تجلس على سرير ابنة اخيها وكل ما تبقى لها من عائلتها ..ترتب حقيبة سفر تلك ..
كانت تلك تخرج الملابس الجديده من خزانتها وترميها خلفها ..لم تكن تعيش في عالمنا مضادات الاكتئاب جعلت منها غريبة اطوار ..
..
جمعت ما رمته على الارض واتجهت به الى دروة المياه..
لحقتها مضاوي مسرعه ..وهي تمسك يدها تنهاها ......"والله ماتحرقينها ......أشبك انتي مجنونه .......هاتيها ....."
نظرت الى الملابس في يدها ثم الى عمتها ....."بس انا ما ابغاها ..."
اخذت نفسا عميقا تقاوم حزنها ونثرت الملابس من يد تلك وجرتها خلفها ....."يابنت قولي لا اله الا الله ...نتصدق بها عنتس .....اجر وكفاره ......."
سكتت ..كانت لا تتوازن في وقوفها واغلب وقتها تقضيه بالنوم ..حتى شعرها لم تسرحه منذ مده طويله ..اصبح عصي التسريح هائجا ضد الجاذبيه تلفه بأهمال اسفل رقبتها .....
نطقت بحزن ..........."عمه ...انا اكره نفسي ..انا اتقرف من نفسي ...ماصرت احس بخصوصيه ........"تنهدت ..يبدوا بأنها لم تعرف كيف توصل شعورها لي ..
اقتربت منها ضميت كفيها ..."مدين ..كل هالناس عندها احزان عمر ماحد جربها او ذاقها غيرهم وماشين ...ماشين ....شفتي ماريا ..تموت ويرجع لها زوجها وتخلف بس ماتقدر ...شفتي اواز تتمنى تتأقلم مع اللي حولها بس ماتقدر ..انا امنيتي يرجع الزمن وما اخلي عدي يمد يده علي او يهيني بس مقدر ..شاهر امنيته ليل نهار ترجع نوير بس مايقدر ..ذيب امنيته يكون اب بس مايقدر ..عمي امنيته يعيش عمره بس مايقدر ...كل اللي تحت سقف هالبيت الحزن فتت قلوبهم كلنا في الليل اذا تسكرت علينا غرفنا نعيش عذابنا واحزاننا واحلامنا اللي لا يمكن يوم تتحقق ..تعرفين ليش ..لأنها هي الدنيا كذا ..اللي يصير اليوم لا يمكن يكتمل بكره الا اذا اراد ربي ..لان بكرا يخوف وامس ماضي وراح واليوم ماتدرين على ايش بينتهي ..ممكن انا اليوم بجنبك بكرا ربي اخذني بجنبه ..الدنيا كذا متقلبه ولا ترحم ولاتراعي ..انتي تشوفين لتس ذنب او يد باللي صار ..لاء ..هذا ابتلاء من رب العالمين خصك فيه انتي بس ..انتي ..انتي تصيرين قويه وتستحملين وترجعين توقفين واقوى من اول كمان ولا تستسلمين وتضعفين وتفقدين الايمان والامل ..ربي اختبرك يا مدين خلك عند حسن ضنه ما احلمه واكرمه ربي ..اقولك شئ ..يمكن بكره حلو يمكن اسواء من اليوم ..بدال ما افكر فيه اعيش اليوم ..والله ياعمري يا مدين انا عمتس وانتي داريه بظروفي لكن مو كل شيء اقول ويطلع انه عندي اشياء تشيب الراس وانا ام واخاف ..وافكر في نفسي مره و في عيالي مية مره ..كلنا بهمومنا ياروحي ..انا ما اقولك انسي ومره ولا كان صار لتس شيئ والله اللي صار لتس يشيب بس خففي على نفستس ياعمري ..وين مدين اللي تحب الكشخه والحلويات والمسلسلات التركيه ..فين ضحكتنا ..والله يامدين انتي ضحكتنا .......كلنا ربيناكي بطريقه عوضنا فيكي كل اللي نقصنا ...يعني عمي كل يوم ..ماله غير يسأل عنتس ويطمن عليتس ..وعمتي تزن عليه كل يوم يجيب العامل يصلح المصعد عشان تطلع لتس ......انتي روحنا يامدين لاتسوين في نفستس كذا تعذبينا وتعذبين نفستس ......"
تأملت عمتها .......الاحاديث اصبحت لا تحرك فيها ساكنا ...كل الاشياء اصبحت تافهه وبلا معنى وحمقاء ..
أستشعرت مضاوي انعدام ايجابية الكلام على مدين ....قبلتها ...."ان شاء الله هالثلاث شهور مع اختس بمكه بتعدل نفسيتك ولو شوي ......ترى والله وحشتيني يامدين ...."
دخلت اواز للتوها الغرفه وقد اكتست ملامحها بالحمره ..
فتحت الخزانه بعنف واخرجت حقيبتها التي اتت بها من الرياض ..ثم اخرجت باقي ملابسها التي توزعت في خزانة اختها ..
كانت تحدث نفسها ..."قالك ايش ..مرتي ..مرتي ...ماتت مااااتت يفهم ذا ...والله لا اروح الرياض ..دراستي بتبدأ واخذ اختي ..خير الدنيا تمشي على كيفهم عيال الملوك ...بلا زوج بلا هم قلة حيا ..."
كانت مستلقيه تعطي المشهد ظهرها ...في الواقع لا يهمها أي مما يحدث......اتجهت لها عمتها وجرتها الى الممر المؤدي لدورة المياه داخل الغرفه ......"خير ......ماحسبنا تنطق تهرج تاكلها لقمه عشان بتروح معاكي ...خير ...؟؟اتكنسلت روحتس ولا ايش ........."
تأففت ...وبحقد السنين مجتمع ....."انا مدري عيال زايد ذيلا عليش شايفين نفسهم مدري الجنه والنار بيدهم .....انا شاهر ذا لا يمكن اتبعه مكان ...."
ضحكت عمتها بأستهزاء ....."ياحليلتس ...فوري ..وعصبي ..واصقعي براستس الجدر محد بيطق لك خبر وبتتبعينهم وانتي ماكله تراب ومحد تعبان غيرتس ......كل شيء حولتس يجبرتس تطيعينه ..حنا حاكمنا دين عادل وعادات ظالمه ..حنا يا اواز لو نصرخ من اليوم لين بكره مانقدر ..والله مانقدر ..حتى قلب على المكايده واخذ الحق حسب الظروف اللي حنا فيها ماعطانا ربي ......"نظرت اليها مطولا ......
أبتسمت ......"الا انتي يا بنت رونديك ..الظاهر لتس قلب على المكايده ..."
أبتسمت تلك بدورها ......الا انه تغضن جبينها ......"نفسي اذوقه كلامه سم ياعمه ......"
أتكأت عمتها على الجدار ........"أحد ردتس ........"
هزت رأسها بالنفي ..."كسرني ياعمه كسرني .....والله لو ابوي عايش ماصار فينا كذا ..."
تنهدت عمتها ......"لو ..لو ..لو ...في الاخير تقولين لو ماربي حطني في هالعيله ..قولي الحمد لله وعيشي بس ..."
:::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن