مفاجأة القدر الحزينة

27.4K 606 18
                                    

البارت الاول بقلمي #ورودالخالدي
#وللجراح_قلب_ايضا
اسمي مينا26عام من سوريا الكل يقول عني جميلة لكني اجد نفسي فتاة عادية عائلتي مكونة من اخوين واخت كبرى وامي وابي ونحن عائلة مثالية بيننا احترام متبادل ومحبة كبيرة كنت ذاهبة الى السوق مع والدتي لاشتري بعض الملابس والاغراض وكنت متلهفة لشراء اكبر عددمن الاكسسوارات خصوصا وامي تحمل مبلغ كبير كان ثمن قطعة ارض باعتها مؤخرا فقلت في نفسي استغل الفرصة واشتري مايحلو لي وبينما نحن نسير في السوق تحول السوق الى جبهة حقيقية يالله اصوات الرصاص تصم الاذان والقذائف صوتها مرعب هرعنا انا وامي نحاول نختبيء في اي مكان قريب وجدنا منزل قريب اخذنا نطرق الباب بشدة فتحت لنا سيدة عجوز الباب وادخلتنا بسرعة كنا مذهولتين وفي حالة كاملة من الرعب نعرف اننا في حرب لكن لم نتوقع وصول القذائف والرصاص الى السوق خصوصا وان السوق بعيد عن بيننا ومنطقتنا امنه بالجيش منذ فترة.بقينا في المنزل ننتظر توقف اصوات الرصاص لكن لم تتوقف ابدا وبرغم ان العجوز وعائلتها احسنوا ضيافتنا لكن انا وامي لم نشعر بالاطمئنان خصوصا ونحن لانعرف اي خبر عن بقية عائلتي وبقينا ثلاث ايام في المنزل واصوات القصف تزداد وتزداد وامي تتلوى من القلق على بقية اهلي وانا مثلها استيقضت في صباح اليوم الرابع ووجدت امي قد اختفت من المنزل هرعت اسأل تلك العجوز فقالت والدتك خرجت مع اذان الفجرلتطمئن على اهلك لاتقلقي فالقصف هدأ نوعا ما.لكن امي تأخرت اكثر من خمس ساعات ثم عادت برفقة سيدة كانت تسند امي كانت امي في حاله يرثى لها تتنفس بصعوبة خفت عليها لانها تعاني من السكري دخلت المنزل وهي تأن وتبكي وعرفت منها ان المسلحين قتلوا اخوتي ووالدي واختي الكبرى بعد مقاومة منهم واحتلو بيتنا واصبح مقرا لهم لم استوعب تلك الاحداث كنت
لقد فقدت كل افراد عائلتي ولم تبق سوى امي وقد تموت من الحزن هي الاخرى لايمكنني ان اشرح لكم كمية الحزن والرعب التي اعيشها امي ساهمة تفكرتارة تحتضنني وتبكي وتارة تبقى وكانها غائبة عن العالم بقينا اسبوع اخر في منزل تلك الاسرة الكريمة حتى اتصلت امي بخالي كان قد هاجر الى جورجيا هو وابنه وزوجته منذ اكثر من20عام وبقي يتواصل معنا طوال تلك المدة الطويلة كان يرسل لنا الهدايا ومبالغ مالية كانت امي تشتري لي ولاختي كل مانحتاج الى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم وعرفت ان خالي سيأتي ليأخذنا بعد ان رتبنا بالمبلغ الذي بحوزتنا امور سفرنا اين ستذهب بنا الايام وماذا تخبيء لنا الاقدار في بلادالغربة وفعلا جاء خالي في الموعد المحدد واخذنا معه سافرنا بالطائرة وصلنا الى منزل خالي اعرف ان خالي كان يعمل طبيبا لكنه تقاعد عن العمل فهو الان في عمر66عام كان منزل عمي غريب نوعا ما لان الاثاث كان كله باللون الابيض حتى الستائر وطاولة الطعام وادوات المطبخ كان كل شي ابيض في ابيض وفكرت ربما لان خالي كان طبيبا فهو يحب اللون الابيض كان المنزل في غاية النظافة والترتيب كل شيء في مكانه ورائحة المعقمات المعطرة تعم المكان وفيه اربع غرف متقابلة يفصل بينها ممر صغير والابواب متشابهة ورخام الارضية لماع كالمرآة اقول في نفسي ما اجمل تلك النظافة والترتيب والرائحة وخفت ان المس اي شيء حتى لايتسخ من يدي وبعد وصولنا بساعتين خرج خالي واشترى لي دزينه من البنطلونات والكنزات وبعض الملابس الداخليه واطقم النوم القطنية واشترى لوالدتي ملابس تخصها شعرت اني محظوظة بخالي رغم حزني والالامي لفقدان اهلي كان خالي بمفرده في المنزل وعرفت ان زوجته متوفية.
البارت الثاني بقلمي ورود الخالدي
#وللجراح_قلب_ايضا
خصص خالي غرفة لي وغرفة لامي ربما اعتاد في بلاد الغربة ان يعيش كل شخص مستقل بغرفة اعجبتني الفكرة ودخلت غرفتي ونمت نوما عميقا وكاني لم انم منذ دهر مضى استيقظت في منتصف الليل اشعر بالعطش خرجت الى المطبخ اخذت قنينة ماء من الثلاجة ورجعت فتحت باب غرفتي استغربت من اطفأ الضوء دخلت وفي لحظة اضاءت الغرفة رأيت شابا يرتدي سروالا رياضيا فقط وصدره عاري خفت وصرخت دون وعي لكنه قفز وكتم انفاسي
بيده وقال لي:
من انتي وماذا تفعلين في غرفتي.كان صوته كالرعد سمرني لم استطع ان اجيب كان فمي مغلق بيده وجاء عمي على صوت صرختي وسمعته يقول:
اه ياولدي هل عدت من سفرك؟انها ابنة عمتك فقدت عائلتها في الحرب فجأت بها هي وامها لم يبق لهم احد لم استطع اخبارك لانك كنت مسافر خلال العشرة ايام الماضية اسف لانك فوجئت هكذا.كان خالي يتحدث وانا اتأمل ملامح الشاب الذي مازال يكتم فمي بيده كان شابا ببشرة بيضاء وكان الشمس لم تراه شعره اسود لامع ناعم وعيناه كبيرتان بشكل ملفت وشاربة خفيف وجهه صاف كصفاء صفحة من الماء فور ان سمع حديث والده عني تركني غادر خالي الغرفة وتركه يحدق بي من اعلى الى اسفل خفت منه قال لي بصوت اجش:
اخرجي من غرفتي!
خرجت بخطوات مسرعة رأيت باب غرفتي مفتوحا قليلا اه هذه غرفتي لقد اخطات لان الابواب كلها متشابهة ولانه يومي الاول ااه هذا الشاب هو ابن خالي كم خفت منه كذلك سمعت خالي يقول له آسف اي علاقة تربط بين الاب والابن حتى يقول له أسف كما انه لم يرحب بي مطلقا بدا لي وكانه رجل آلي ناطق.عرفت ان وجودي غير مرحب به في منزله من خلال ملامحه العابسه.
اسمي علي::36عام اعمل طبيبا مختص بجراحة المخ والاعصاب في مستشفى خاص بجورجيا ومازلت ادرس ايضا من اجل اكمال اختصاصي هاجرت.
مع عائلتي منذ 20عام كنت في مؤتمر للاطباء خارج البلاد وعدت الى منزلي متأخرا خلعت ملابس اطفأت الضوء لانام شعرت بشخص يدخل دخلت اشعلت الضوء كانت فتاة صرخت كتمت انفاسهاشعرت من ملامحها انها عربية فسألتها دخل والدي واخبرني بقصتها افلتها وتركتها تذهب الحقيقة انزعجت جدا من وجودها في منزلي فانا اعيش وفق نظام خاص ولا احب ان اغير نظام حياتي ولا اريد اي دخيل كذلك لا احب ان استقبل اي غريب واتحمل وجوده لوقت طويل. كانت فتاة متوسطة الطول عيونها بنية كبيرة وشعرها اسوديصل الى خصرها انفها مستدق تبدو جميلةكلهاعلى بعضها ورحت اتأملها انتابني شعور انها فتاة غريبة الطباع فهي لم تنطق بحرف بقيت متسمرة وتحدق بي ايضا امرتها ان تخرج فخرجت دون ان تحدث صوت فكرت كيف سيتغير نمط حياتي انا وابي بوجود فتاة وامها معنا خصوصا وانها بدت لي جامدة كقالب من الثلج تطلعت وجدت قنينة الماء في الارض وقد سقطت من يدها تبدو مهملة لم تلتقطها وتخرج ذهبت وتركتها في غرفتي اه كم اكره الفوضى بطبعي احب النظافة والترتيب المتقن في كل شي كل ثلاثة ايام يحضرالى منزلي عامل نظافة مختص بالتنظيف والتعقيم وكل امور المنزل عملي منظم واوقاتي منظمة ايضا اعمل حتى منتصف النهار في مستشفى خاص واحيانا اذهب لمتابعة الحالات الطارئة في الليل لدي الكثيرمن الاصدقاء والصديقات في مجال عملي وفي غيره اذهب في كل ربيع وخريف في رحلة سفاري الى غابات جورجيا الخلابه وتفيدني تلك الرحلات في اعادة نشاطي والاستجمام والابتعاد لفترة عن جو العمل وادوات الجراحه تكون رحلاتي مع مجموعة من الاصدقاء والصديقات حياتي خالية من العلاقات الشخصية لا افكر بالزواج والحب والارتباط لانه يقيد حركتي ويعيق عملي

وللجراح قلب ايضا(مكتملة)Where stories live. Discover now