الخطوة الأولى (7)

ابدأ من البداية
                                    

والآن اغربي عن وجهي فأنا لا أطيق رؤيتك أمامي. اذهبي وأكملي أعمالك أيتها الفاشلة.

لم أستطع أن أسكت أكثر من ذلك لذلك صرخت في وجهها قائلة:
-أنت هي الفاشلة المدللة التي لا يرفض لها طلب. أنت مجرد فاشلة لولا عائلتك لما تمكنت من العيش يوماً واحداً لوحدك. لأنك ولدت وكل ما تريدينه موجود حولك لذلك أنت لم......

قاطعني صراخ أحد الأطباء الحاضرين قائلاً:
-اخرسي أيتها الفاشلة لا يحق لك أن تخاطبي رئيستك بهذه الطريقة.

وصرخ طبيب آخر قائلا:
-أجل أيتها الحسودة إلزمي حدودك.

وتعالت أصوات العديد من الأطباء وهم يقولون:
فاشلة
مخادعة
وضيعة
فقيرة
خادمة
اذهبي من هنا
لا تدخلي في حياتنا
........

لم أستطع أن أتحمل وشعرت أنني سأبكي في أي لحظة لذلك صرخت في وجههم جميعا وأنا أقول:
-أنا لا أهتم بحياتكم التافهة ولا بالأوهام التي تقنعون أنفسكم بها أيها المنافقون.

وخرجت بسرعة من الكافتيريا قبل أن أسمع منهم أي شيء آخر ولكني رأيت ابتسامة الرئيسة التي نجحت خطتها وجعلتني سخرية أمام الجميع.

صعدت بسرعة إلى سطح المستشفى وبدأت بالبكاء بقوة. لم أستطع التوقف فقد جرحني كلامهم كثيراً.

إن كلامهم غير صحيح فأنا لم أخدع أحدا في حياتي ولم أنجح بالوصول إلى هنا إلا بسبب تعبي وجهودي.

أجل لقد أفنيت حياتي كي أنجح ثم تأتي مجموعة من الحثالة الأغنياء الذين لم يبذلوا أي جهد ويقولون أنني مخادعة وفاشلة.

هم لا يعرفون شيئا عني ولا يعرفون كيف عشت في الماضي وكم عانيت للوصول إلى هنا. يا إلهي ماذا أفعل!!

من المفترض أننا في مشفى وأن من يعمل به أطباء هدفهم إنقاذ المرضى بأي ثمن وليس مجموعة من المتنمرين والمتعجرفين الذين يهتمون للمناصب والأموال فقط. إنهم عارٌ على مهنتنا.

رن هاتفي فجأة ورأيت رقم ويليام على الشاشة وقررت ألا أجيب لكيلا أبكي وأنا أتكلم معه. ويليام أنا أسفة جداً ويبدو أنني لن أستطيع أن أنجح أبداً.

أجل هذا قدري منذ ولادتي. وحياتي هي الجحيم نفسه وحتى ويليام يبدو أنه دخل إلى حياتي بالخطأ وإلّا لكانت حياتي السوداء قد اكتملت تماماً.

ولكن ويليام هو بصيص النور الذي أضاء عتمة حياتي. قررت في آخر لحظة أن أجيب على مكالمة ويليام فأنا أحتاج إلى بعض القوة التي سأستمدها من صوته لذلك تكلمت بصوت حاولت أن أجعله هادئا قدر الإمكان:
-أهلا ويليام.

-كيف حالك إيلي؟؟

-أنا بخير.

-متى ستعودين إلى المنزل؟؟

القدر أم الحب؟؟ || Fate or Loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن