خلف الانظار

البارت الثالث والأربعون

جلست شيزوكا شاردة فى مقهى الجامعه تنتظر قدوم روى الذي اتصلت به فور وصولها ليقاطع شرودها جلوس روى أمامها بابتسامته المشرقه قائلا: أهلا بالجميله ، يالى من سعيد حظ لأجلس بكرسي مقابل لك فى إحدى المقاهى بباريس ثم صمت قليلا قبل أن يكمل مازحا حسنا وإن كان مجرد مقهى فى جامعة لتضحك شيزوكا قائلة : مرحبا بأكبر مجامل على وجه الأرض
روى : إذا ماذا هناك
شيزوكا : أردت أن أطلب منك معروفا ، لكن لا أريد أن يعلم أى شخص بشأن هذا الأمر
رد روى بجديه : أطلبي ما تريدين
ردت شيزوكا بينما ترفع حقيبة سوداء لتضعها أمامها على الطاولة قائلة: هذة عينات من دماء أشخاص مصابون بنفس المرض لكن بمراحل مختلفه الأنابيب ذات العلامة البيضاء للمرحلة الأولى والحمراء للمرحلة الثانية أما السوداء للمرحلة الثالثه والأخيرة أريدك أن تبحث عن شئ مشترك بين هذة الدماء للتعرف على سبب هذا المرض
أخذ روى الحقيبة من شيزوكا وأمسك بعض الأنابيب وتفحصها ثم رفع نظره لشيزوكا قائلا : هذة ليست دماء بشر صحيح ؟
شيزوكا : بلى
روى : إذا عليك أن تقومى بعرضها على طبيب بيطرى فهناك فرق كبير بين البشر والحيوانات
شيزوكا: لكنت ذهبت إلى أى شخص غيرك لكنى أريدك أنت أن تفعل هذا حتى يبقى الأمر سرا
روى : لن أكون بنفس مهارة الطبيب البيطرى صدقينى كما أننى ما زلت طالبا
شيزوكا: لا بأس حاول على قدر استطاعتك إنه أمر مهم جدا بالنسبة لى
رفع روى أحد حاجبيه بينما يبتسم قائلا : يالك من لئيمة تعلمين أننى لا أستطيع أن أرفض طلبك بعد قولك لهذة الجمله
ابتسمت شيزوكا بالمقابل لتقول : ابذل جهدك إذا
روى : إذا أحتاج لعينة دم من حيوان غير مصاب بالمرض حتى أستطيع المقارنه
شيزوكا: حسنا سوف أحصل لك على واحدة قريبا
روى : إذا حالما تفعلين ذلك سأبذل جهدى لأنتهى من ايجاد الشئ المشترك بين هذة العينات
شيزوكا: شكرا روى أنت بالفعل من أفضل الأشخاص الذين عرفتهم فى حياتى
روى : مهلا علي يا شيزوكا قد أصاب بالغرور بعد مديحك هذا
ضحكت شيزوكا قائلة : لن ألومك إن فعلت حينها
رد روى مبتهجا : حقا انك يمكن أن تصنعى من الدجاجة أسدا بمديحك هذا ، والآن على الذهاب لمحطة القطار سوف أذهب إلى القرية بضعة أيام حتى أطمئن على الجدان لقد ترك صديقك ذو الشعر البنى ذاك العمل بعد شهر ونصف فقط والآن ليس هناك من يساعدهما  ، هل تريدين شيئا من هناك
شيزوكا : إن آلان يدرس فى باريس لقد أراد أن يوفر بعض النقود لأسرته قبل أن يأتى إلى هنا من أجل الدراسه ، إن رأيت أمى فأخبرها أننى اشتقت إليها فقط ، ثم وجهت نظرها إليه مكملة حديثها قائلة : اهتم بنفسك
روى : حسنا إلى اللقاء
بعد خروج شيزوكا من المقهى عادت إلى غرفتها مباشرة وأخرجت بعض المذكرات الدراسيه وبدأت تدرسها بجد حتى ملت فاتصلت بآلبرت لكنها لم تحصل على رد منه لذا يئست وألقت هاتفها بعيدا ثم أخرجت كيس دماء وبدأت بشربه واستمرت على هذة الحال حتى أنهت ثلاثة أكياس ثم توجهت إلى الخارج وبدأت تسير حول المبنى بلا هدف حتى وجدت الكس تقف أمامها فابتسمت قائلة : ألكس كيف حالك
ردت ألكس متظاهرة بالغضب : وكأنك تهتمين ، اختفيت اسبوعا كاملا وحينما اتيت لغرفتك لم أجدك هناك أنت شخص بشع
ردت شيزوكا بنبرة معتذرة : آسفه لقد قام المديى بفصلى مدة أسبوع لذا عدت لمنزلى
لتقول ألكس بلا مبالاه : كاذبه ، لقد جاءت خالتك لتفقد أحوالك قبل يومان وعندما علمت بعدم وجودك اتصلت بوالدتك فأجابتها بأنك لست فى المنزل وأنها تحاول الاتصال بك منذ ثلاثة أيام ولكن هاتفك مغلق وكادت تتصل بالشرطه لولا أن سألتنى والدتك عما إذا كان الأستاذ آلبرت متغيب أيضا وعندما أخبرتها أنه بالفعل بدأ بالتغيب بعد تغيبك بيوم واحد تراجعت عن قرارها فى الاتصال بالشرطه
بدأت شيزوكا باتوتر إثر حديث ألكس مماجعل ألكس تقول ما ان لحظت ذلك : أنا لا اضغط عليك حتى تخبرينى بشئ لا تودين أعلامى به ولكن أنا مستائة لأنك لم تعلمينى بكونك سوف تتغيبين أسبوعا كاملا
شيزوكا: آسفة بشأن ذلك ، سأخبرك بشئ لم أخبر به أى شخص لكن أحرصي على أن يبقى الأمر سرا
بدت البهجه على ملامح ألكس بينما تقول: حقا أنا أول شخص ، تحدثي ولا تخشي سرك فى مأمن
ضحكت شيزوكا قائلة : تذكرين تلك المرة التى ذهبت فيها إلى قريتى
ألكس: بلى
شيزوكا: لقد عقدت قرانى من آلبرت ذلك الوقت
على عكس ما توقعت شيزوكا كانت ردة فعل ألكس هادئة ولم تندهش بل قامت باحتضانها بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة دافئة قائلة : مبارك لك ، هذا خبر رائع بالفعل
ثم أردفت بوجه عابس متصنع ما ان ابتعدت عنها : مع ذلك أنا لن أسامحك على عدم دعوتى لعقد قرانك
شيزوكا: لقد حدث ذلك بسرعه حتى أننا لا نملك بيتا مستقلا إلى الان
ألكس : هذا أفضل حتى لا تنتقلى من هنا سأفتقدك حينها
ابتسمت شيزوكا قائلة : شكرا لكونك صديقتى
ألكس : يالك من فتاة عاطفيه والآن لنذهب لغرفتك لن نظل واقفتين هنا طويلا
عند حلول المساء غادرت ألكس غرفة شيزوكا وما ان رحلت حتى غطت شيزوكا فى النوم لتستيقظ فى اليوم التالى وتقوم بتجهيز نفسها للذهاب إلى محاضراتها وبعد أن أنهت ترتيب مظهرها نظرت فى المرآه للمره الأخيرة وتذكرت آخر ما قاله ميان لها " اهتمى أكثر بشعرك فهو ثمين جدا "
توجهت نحو أحد الأدراج وأخرجت شريطة حمراء كانت مارى قد أهدتها إياها فى عيد ميلادها الرابع عشر أملا منها فى أن تقوم برفعه ومع ذلك لم تستخدمها شيزوكا سوى فى حفلة عيد ميلادها التالى بعد إلحاح طويل من مارى ولم تستخدمها بعد ذلك مجددا ، لطالما أحب والدها أن تترك شعرها حرا  لذا ومنذ وفاته لم تقم بربطه بشئ إلا نادرا جدا فى أوقات تكون مضطرة فيها لفعل ذلك
أعادت نظرها إلى المرآة لتتمعن النظر فى شكلها مرة أخرى قبل أن تقوم برفع شعرها إلى الأعلى وربطه بالشريطة الحمراء ، كانت تبدو مختلفة جدا خاصة أنها لم تعتد على هذا المظهر وبسرعة قبل أن تلعب الوساوس برأسها فتقوم بنزع الشريطه أخذت حقيبتها وتوجهت للخارج فى طريقها إلى القاعه قابلت آلان الذي حياها ثم قال مستغربا : قمت برفع شعرك
ردت شيزوكا مرتبكة : نعم ، هل أبدو غريبه
أبعد آلان نظره عنها بتوتر قائلا : كلا ... ، أعنى أنه جيد
ثم وصلا إلى القاعة وجلست شيزوكا بجانب ألكس فى الصف الأخير وما ان رأتها ألكس حتى قالت : رفعت شعرك
شيزوكا : بلى هل هو سئ
لتسمع ردا من فتاة تجلس بجانبها : كلا تبدين أجمل هكذا
التفتت شيزوكا إليها بخجل قائلة : شكرا لك
ألكس : بالفعل تبدين أجمل هكذا ، مع أنك جميلة فى جميع حالاتك
إزداد شعور شيزوكا بالخجل فحولت نظرها إلى دفترها وبدأت بالتدوين خلف الأستاذ 
بعد انتهاء المحاضرة خرجة شيزوكا برفقة ألكس إلى فناء الجامعه لتقابل آلبرت الذي ما ان رآها حتى قال : لقد قمت برفع شعرك
ردت شيزوكا مستغربة : لما يعلق الجميع على هذا ، هل أبدو بهذا السوء
آلبرت مبتسما بعفويه : بل تبدين جميلة جدا
وبسرعه أزاحت آلبرت عن طريقها لتكمل السير قائلة بوجه قد احمر خجلا : شكرا لك
ضحكت ألكس قائلة : لطيفه صحيح
آلبرت : بلى
رمقته ألكس بنظرة تحذير قائلة : سأقتلك إن ضايقتها يوما ثم تركته خلفها لتلحق شيزوكا بينما تقول : انتظرى أيتها الحمراء أنا أسير معك
تنهد آلبرت بيأس محدثا نفسه : يا إلاهى بماذا أخبرتها تلك المتهورة هذة المره