الفصل الخامس

Start from the beginning
                                    

كم بدى له مظهرها فى خياله بملابس الحمل شيئا محببا ورائعا ..

لكم يود أن يراها ببريق الحمل الذى يظهر فى البشرة والعيون ..

لكم ستبدو رائعة وهى  تحمل فى أحشائها طفلا منه .

منه؟؟؟

كيف وصل بتفكيره إلى  هذا الحد ؟؟

متى  وكيف أصبحت ندى ملازمة لتفكيره؟؟

ولماذا أصبح متقبلا فكرة الزواج والأطفال إلى هذا الحد ؟؟

وقف اسئلة عقله محاولا الإستماع إلى  محدثته والرد على استفساراتها ..

*********
فى اليوم التالى ؛دخل عليها المكتب فى الصباح
"صباح الخير".

ردت تحيته وهى دهشة من دخوله مكتبها وهو  لم يدخله منذ بداية العمل .. وكل لقاءاتهما تتم فى مكتبه ..

سأل بجدية شديدة :" هل لديك شيء هام اليوم  ؟"

ردت بإندهاش :" لا يوجد شيء متعجل ... لما تسأل ؟؟"

قال بلهجة عملية :"ستأتين   معى  لمعاينة  أرض المدينة السكنية قبل التصميم ... طالما ان هذا العمل سيكون تصميمه مشتركا بيننا ؛يلزمك معاينة المكان فى البداية .. اليوم سيكون موجود العميل والمقاول ..

ولابد أن نبدأ فى التحرك الآن لأن الأرض خارج حدود القاهرة على  طريق الاسكندرية وسيستغرق منا الطريق حوالى الساعتين ولابد ان نتحرك الان .."

هزت راسها موافقة .. فهى اليوم ترتدى حذاء عالى الكعبين ولم تكن مستعدة للعمل الميدانى والغوص فى الرمال ..

استطرد قائلا :" سنركب سيارتى .. لا داعى لإستخدام سيارتين ".

هزت رأسها مرة اخرى  موافقة ..
أغلقت باب السيارة  بهدوء وتوتر ..

قال قبل ان يتحرك بالسيارة :" نحن فى حاجه الى الإعلان عن مهندسين .. تعلمين بالطبع أن نادية حاملا .. وبعد شهران أو ثلاثة من الآن ستطلب أجازة ...

كما أنى  علمت بان منى  ستسافر إلى زوجها فى إحدى دول الخليج .. وبذلك لن نجد معنا احد .. ونحن بحاجة إلى ثلاثة مهندسين على الاقل ."

هزت رأسها موافقة ..

لا تعرف لماذا تخرس بحضوره .. فلا تنطق بكلمة ..

كان حضوره طاغيا فى السيارة .. فلاول مرة يكن على  هذه الدرجة من القرب  حتى انها تستنشق عطره مع كل نفس ..

عطره رائع .. مناسب له بشكل كبير .. يعكس رجولة وحضور ..

أخرجت من حقيبتها رواية تظاهرت بالإنشغال فى قراءتها ولكن عوضا عن التركيز فى الرواية وجدت عيونها تتجه إليه من وراء غلاف الرواية بدءا من شعره شديد السواد المصفف بعناية من منابته..

وذقنه وشعيراتها التى  تحاكى  شعر رأسه فى السواد والإنتظام برغم أنه أهمل حلاقتها ..

وعيونه ..

عيونه العميقة التى ظهر واضحا مع اشعة الشمس لونها الذي يضاهى لون العسل   ...

و أنفه المحددالرائع ..

وعندما اتجهت عيونها نحو شفتاه الممتلئة ؛انفرجت الشفتان عن ابتسامة مظهرا أسنانه الناصعة البياض فى تعبير واضح على  كونه قد كشف تأملها له ..

أحمر وجهها خجلا دون إرادتها ..

" يكاد المريب أن يقول خذونى ".

أغمضت عيونها مدعية النوم تاركة الرواية تسقط فى  حضنها بهدوء .. وما لبث الإدعاء أن تحول إلى حقيقة وسقطت فى  نوم عميق ساعد فيه قيادته الهادئة ..

ما بين اليقظة  النوم سمعت صوت إحتكاك إطارات السيارة بالحصى وتوقفها .. ثم صوته هامسا :" لكم أود أن أتركك تنامين قدر ما تشائين ولكن للأسف لا يمكن ذلك ".

فتحت عيونها وقد تيقظ عقلها بالكامل ؛ فوجدته يبتسم لها ..تلك الابتسامة  الساحرة ..

ليس عدلا أن  يكون وسيما وساحرا فى ذات الوقت ..

ليس عدلا ألا يكون هناك حصنا يمنع من وصول سحره الى النساء..

لابد من وضعه فى السجن لحماية الجنس الناعم من سحر أمثاله ..

عالجها بجملة مفاجئة جدا :" لأول مرة الحظ لون عينيك .. أحيانا كنت أراها خضراء .. و أحيانا أخرى زرقاء ... فقط الآن علمت أنهما تجمع بين اللونين .. بلون الزبرجد النقى .. فى  غاية الجمال ".

قال أخر عبارة بطريقة جعلتها تتورد خجلا..

هل يغازلها ؟؟

غير معقول .. لأشهر عملا معا ولم يصدر عنه شيء مماثل معها أو مع غيرها ...

لقد إعتادت منذ زمن أن يبدى الناس إعجابا بلون عيونها غير المعتاد....

فلقد ورثته عن جدتها لابيها ..

حاولت أن تعتدل فى  جلستها متجاهلة ما قاله ..

إعتذرت عن نومها :" آسفه لنومى  بهذا الشكل "

رد والإبتسامة لم تفارقه :" لما الإعتذار ؟؟الفترة الماضيه كان ضغط العمل بها شديد ومن الطبيعى إحتياجك للراحة ."

ردت بجدية :" حتى لو .. لم يكن من اللائق أن انام وأنت تقود .."

قاطعها قائلا :" ليس لدى أى  مانع .. بالعكس .. كان ممتعا للغاية مراقبتك و أنت  نائمة .. تبدين فى غاية البراءة .. مثل الأطفال ".

زمت شفتيها فى  غضب ..ما به اليوم  ؟؟

الطريق الى  قلبك Where stories live. Discover now