الفصل الثاني

170 2 0
                                    

فتح باب الشقة و لا يزال أثر الاكتئاب واضحا على وجهه، و لم يلبث أن وضع حقيبته بجانب الباب حتى وجد امه تسرع اليه لتضمه، عيناها تلمع و ابتسامتها عريضة- و مخيفة قليلا- قائلة

-ها يا حبيبي الطل بتاعي عمل ايه انهارده؟

-سيبيني بقى يا ماما، زي كل مرة

-يعني ايه؟

disqualified-

-معلش يا حبيبي المرة الجاية تطلع الاول، اعملك حاجة تاكلها؟

-اه يا ريت و الله انا هاموت من الجوع

-عاملالك صينية فراخ بالبطاطس تاكل صوابعك وراها

-عارفة يا ماما، أنا بحبك قوي

ذهب لغرفته و اللعاب يكاد يسيل من فمه، ليجد والده جالسا في الصالة، يرتدي جلبابا فضفاضا مغطى بالعرق و يقرأ الجريدة، كان يتمتم بكلمات لم يظن ان محسن سمعها:

-و الله ما مضيع الواد ده غير دلعك يا بعيدة

ليفاجأ ان ابنه يمر بجانبه، فتظاهر أنه لم يقل شيئا و أخذ يشجعه على القيام بمجهود اكبرفي المرة القادمة. ابتسم محسن ابتسامة صفراء و ذهب لغرفته و هو يعلم ان تلك الكلمات قيلت بلا مبالاة...بلا احساس...كل مرة

 اغلق الباب ورائه ثم القى جسده الضخم على السرير و قام بوضع سماعاته في اذنيه، رفع الصوت لأقصى حد رغم تحذير الجهاز له من ذلك، ثم قام بتشغيل واحدة من الأغاني القليلة التي كانت سببا في تحمله حياته البائسة،

وهو يلقي كلمات تعيد لمحسن طعم الحياة (eminem) علا صوت

I'm not afraid, to take a stand
(لست خائفا، من أن آخذ موقفا)

everybody, come take my hand
(هيا جميعا، امسكوا يدي)

we'll walk this road together, through the storm
(سنسير في هذا الطريق معا، خلال العاصفة)

whatever weather, cold or warm
(مهما كان الطقس، باردا أو دافئا)

 just lettin' you know that you're not alone
(انا فقط أعلمك أنك لست وحدك)

hola if you feel like you've been down the same road
(فتحية إن شعرت انك قد مشيت على نفس الطريق)

كرر الكلمات في ذهنه، قد تكون هذه المرة العاشرة بعد المليون التي يسمع فيها هذه الأغنية، لكن هناك شئ ما فيها لا يجعله يمل، شئ يجعله يظن انه مذكور وسط تلك الابيات، كأن الاغنية كتبت بناءا على حياته و هو من يتكلم لا المغني، 

Φ فاي - محاولة فاشلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن