الفصل السادس

1.6K 27 2
                                    


اخذت روكسي تجاهد للحفاظ على حركة السيارة, و تحذر السائق في نفس الوقت باضواء سيارتها. و وضح في ضوء ومضات السيارة المتلاحقة أن السائق كان ملثناً بطريقة غير عادية بالنسبة لذلك الوقت من السنة و ان الأمر لا يمكن إلا ان يكون مقصوداً, و تقلصت امعاؤها....
و اخذت تدعو ان تصل إلى الساحة الموجود بها محل اللبن قبل ان يصدمها.
و لكن الجرار كان قد صدم واقى التصادم لسيارتها قبل ان يبدأ في التحرك للوراء.
جلست روكسي تنتفض.
ـ عفوا آنستى!
التفت روكسي فوجدت ريفياً مرحا ينظر إليها من خلال السيارة 
ـ اتسمحين ان تتنحى جانباً حتى امر ببقراتى.
و تابعت حركة رأسه بعينيها, فوجدت قطيعاً من البقر متجها نحوها, و كان هذا يفوق اتمالها, فهزت رأسها كالخرساء اتجهت إلى جانب الطريق لا تكاد يداها تمسكان بعجلة القيادة.
كزت على اسنانها, إن قائد الجرار لم يتراجع عن سحقها إلا لرؤيته قطيع البقر! و خطر لها و هى ترد على صيحات زهرة منسية شكر الريفى بتلويحة ضعيفة, إن سائق الجرار إما ان يكون رجلاً من المنطقة , يحمل ضغينة خاصة للغرباء, او .... و تملكها الغثيان. اودعت السيارة الجراج بعناية, ثم اتجهت إلى الداخل وصبت لنفسها شراباً.
لقد طلب منها ايثان ان تذب لشراء اللبنو بين لها الطريق, و اعطاها المفاتيح, فهو الوحيد الذى يعلم اين ستكون! 
اخذت تذرع المكان. لا يمكن ان يكون هذا صحيح. لا يستطيع ايثان ان يلعب هذه اللعبة الخطيرة معها. ورنت في رأسها عبارته: (اى شئ) واخذت تحملق في الفضاء.
لم يعد إيثان إلا متأخراً, إذ انتظرته روكسي حتى ملت و ذهبت إلى الفراش في الوقت الذى وصل هو فيه. فاندفعت كالعاصفة الهوجاء غضبا إلى الطابق السفلى, غير منتبهة, او عابئة لملابس نومها التى ترتديها, و هى لا تغطى إلا النذر اليسير من جسدها. فهو على اية حال لن يتجرأ على فعل اى ئ و اخته بجواره.
لكنها توقفت بارتباك حين راته وحيداً.
اما هو فقد اخذ يلتهمها بعينيه, ثم قال بنغمة ممطوطة:
ـ مرحى مرحى, يا له من استقبال حافل لرجل يعود غلى منزله.
اندفعت قائلة:
ـ ماذا تعرف عن الجرارات التى في ذلك الطريق؟
و اشارت بإصبعها مؤماة ان يكون الاتجاه صحيح. ابتسم و قد بدت اسنانه ناصعة, همهم قائلاً:
ـ اعلم عنها أنها ضخمة. مطاية باللون الأحمر, كثيرة الضوضاء....
صرخت فيه:
ـ انت تعلم ما اقصد, ذلك الذى صدمنى اثناء القيادة.....
و ثار:ـ ماذا؟ سيارتى.....
ـ سيارتك؟ و ماذا عنى انا....؟
ـ انك في احسن حال, اليست كذلك؟
ـ بدنياً , نعم, و لكن الأمر تطلب كأسين من الشراب حتى تمالكت نفسي.
غمغم:
ـ هل انت ثملة مرة أخرى؟
ـ لا, لست ثملة. و الآن, ماذا عن الجرار, هل كنت تحاول أن ترعبنى؟
انفجر ضاحكاً: بجرار؟ انا لدى وسائل افضل.
تقدم منها عدة خطوات و هو لا يزال مبتسماً فتباعدت عنه و هى تغلى من الغضب.
ـ ابتعد عنى, لقد كنت تحاول قتلى...
ـ لا تكونى سخيفة. من الأفضل ان تحكى لىّ عن ذلك الجرار.
استمع إلى القصة بابتسامة باهتة, ثم ذهب ليفحص سيارته و حين عاد سألها باقتضاب:
ـ هل صدمك الجرار من جانبي السيارة؟

الحب العاصفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن