" كلُ مِنّا لديهِ أسبابهُ ، وكُلٌ منا لديه قراراتهُ " رفعت اماندا كتفاها وطوَت شفتاها .
" عظيم ، ولكن هل يُمكنُني أن أسألكِ سؤالاً ؟ " قالَ زين فأومأت هي برحبٍ.
" كيف عرفتي أنني كنتُ بحفلِ الليلة الماضية ؟ " سألَ فضحكَت أماندا على سذاجته.
" لقد هاتفتُك أثناء الحفل ، ولكن يبدُو أنّك كنتَ في عالمٍ آخر. " قالت أماندا وعلي وجهها إبتسامتُها الساخِرة .
" في الواقع لا أذكُرُ شيئاً. " قالَ زين وضحكَ مُحرجاً.
" أما أنت فتحتفلُ وتثمل وتحظَى بالفتيات ، وأما أنا فأعُودُ لبريطانيا وأتعافي هُناك. " قالت أماندا ناظرةً لعينيه نظرةً ثابتة تُمثل ثقتها بقرارها الذي هزَّ شيئاً بداخل زين.
" ماذا ؟ " قالَ زين غير مُدركاً ما تقُول .
" لقد إتخذتُ قراري بالعودة . " قالت أماندا بعينان مُحمرتَان ، لتُحرك مُخيّلة زين إذ شعرَ وكأنَّ العالمَ قد بهُتت ألوانهُ فجأة ، نظراتهُ تمحوَرَت في مُقلتيها ولسانهُ إنعقدَ ، فهو لا يَستطيعُ أن يُخبرها ألا ترحل ، أو أن يُجبرها على البقاء كالسابق.
" هل أنتِ مُدركةٌ لِما تقُولين ؟ " نطقَ أخيراً بِحٌزنٍ بادٍ على مُحياه.
" إنها فُرصتي الوحيدة للبحث عن حياتي ، وعن عائلتي ، لقد فكرتُ كثيراً لذا لا تُحاول حتى أن تمنعني أو تُقيِّد حُريتي في البقاء. " قالَت أماندا كلماتها التي زادتها تمَسُكاً بموقفها .
" بالتأكيد لن أفعل ، أنتِ حُرةٌ ، ولكن لِماذا لا تؤجلين هذا الأمر لِحينِ شفاؤكِ." قالَ زين قاطباً حاجبيه.
" لقد فكرتُ بالفعل في الأمر ولكنني تحدثتُ مع الطبيب صباحاً ، لقد أخبرنِي أن السفرَ لن يكُون خَطراً على حالَتي ، وأوصاني بأفضلِ مراكز العلاج في بريطانيا ، لذا لمَ لا ؟ " قالت أماندا مُبتسمةً.
" أنا فقط أردتُ بقائك حتى أطمئنُ عليكِ ، أنتِ لا تمتلكين أدنَى فكرة عن عذاب الضمير الذِي أٌعاني منهُ ، لقد كنتُ السبب في كُل ما أصابكِ ، وأنا الآن من سيُصلحُ كُل ما سُبِبَ. " قالَ زين مُمسكاً بيدها بحنانٍ فإبتسمت أماندا ناطرةً في الفراغ وسحبت أصابعها .
" سوف أترُككِ لتستريحي ، سأكون هُنا لإصطحابك في الرّابعَة " قالَ زين ونهضَ من مكانهِ إبتسم لأماندا إبتسامةً مُصطنعة ثُم سارَ خارجاً مُشوشاً ، أما هي فمدَت أصابع يدها لتمسح دمعةً سقطت فور خرُوجه ، ولكن لا دمُوع بعدَ الآن.
خرجَ مِن حُجرتها مُستاءاً ، يُحاول إقناع ذاتِه أنهُ قرارٌ لا دخل لهُ به ،عليه تقبُّل الأمر بصدرٍ رحِب.
YOU ARE READING
The Cloned | المُستنسِخ
Paranormalوضعتُ ثقتي بأشخاصٍ هم ليسوا سوى نُسخٍ مُتشابهة بنيتُ مُستقبلي بيدي ودمرتُه بخطيئتي لم يكُن علي أن اثق بها يوماً تنبيه : الرواية لا تٌقيَم من الغلاف أو الوصف وأنما تٌقيَم من محتواها . اتمني لكم قراءةً ممتعه تم النشر في ١٢/١/٢٠١٦ { C.B :...
Twenty Eight
Start from the beginning