الجزءُ الثانِي عشرَ | أنا آسِفة

Start from the beginning
                                    

"ما هي مخططاتكِ لليومِ؟" سأل الأب في حنان و شوقة ليعرِف ما ستفعله ابنته اليومَ.

لطالما حَلمَ لها بمستقبلِ مضئ و كان يراه في عيناها ، رغم ما كانت تعيشه و هي مدركة ما تفعله امها لكِنها ليست مِثلها ابدا - فهي بعقل اكبر من سنِها و اصدقاء جيدين و يعرِف أنه حتي إن ابتعد عنها ستكبر لتصبح افضل و يتمني لو يستطيع البقاءَ معها ليري ذلك يوم ما.

كأنه يري المستقبل أو يتوقعه او ربما هو فقط رأي المستقبل في عيناها الجميلتانِ بلونِ الشوكولاتة التي اخذتها منه و ابتسامتِها التي اخذتها من امِها.

لكِن امها ليست بنصفِ جمالِها حتي.

"انا سأذهب إلي منزلِ عمي حتي تعود من العملِ." ردت آمبر علي سؤالهِ بفِم ملئ بالطعامِ.

أومأ الاب بنفس مُرتاحة أنها ستكون بأمانِ في منزلِ اخاهِ المجاور لمنزلهم ، يعلم أنها ستجلِس مع ابنهِ و هو لا يخاف عليها معهم - بعيدا ، بعيدا عن امِها.

***

ذهبَ أباها إلي العملِ بعدما ودعها و هو مطمئن عليها في منزلِ أخاه.

رحب بها عمها و تركها تجري إلي غرفةِ ابنهِ الذي في نفسِ عمرهِا بسرعةِ الضوءِ و اقتحمتها ثم قفزت عليه و هو نائم بقوة كادت تعطيه سكتة قلبية.

صرخ جيسي في الم و هو يتأوه و يتدحرج من علي السريرِ إلي الارضِ في الم اكثر و آمبر فقد تقهقه ، مستمتعة بالامرِ.

"اهلا بكِ ايضا ، عزيزتي." حاول جيسي أن يتحدث و وجهه في الارضِ و الغِطاءُ فوقَ جسدِه المتألمِ.

لقد تعودَ علي الامرِ في الحقيقة ، ليست أول مرة تفعل بِه هذا بل هذهِ المرة المليون - منذ اصبحت امها هكذا و هي دائما ما تأتي إلي منزلهم.

يعتبرها جيسي كأخته الوحيدة و تعتبره آمبر كصديقها الثاني - بعدِ كاميلا - و اخوها الوحيد ايضا ، هي لا تستطيع العيش بدونهِ.

كانا الطفلانِ يجلسانِ في منزلِ الشجرة خاصته الذي في حديقتهم الخلفيةِ و جيسي كان يكتبُ شيء ما في كراستهِ بينما آمبر تجلِس بعيدا قليلا و تنظر من الشباكِ الصغيرِ.

شعرت آمبر بملل قاتِل و تسللت فكرة في عقلِها أن تقفز من هذا الشباك لكِنها ابعتدها عن عقلِها - ليست أول فكرة تروادها عن الانتحارِ علي ايِ حال.

لكِن من ناحية اخري فهي فعلا تشعر بالضيقِ و الخنقِ من حياتِها ، كأن عقلها مَلِل من المللِ فقرر أن يذكِرها بكم هي تكره حياتِها.

الناطِقة .Where stories live. Discover now