فرصةٌ ضائعة

Start bij het begin
                                    

حاولت تحرير يدها المُقبوضة من قِبٓلِه وهي تنفي مساعدته
"لم نُجبرك على التّفكير"

تجاهلٓها مُكمِلًا بِصُراخه
"من هوٓ الّذي ساعٓدٓ في العُثورِ على الطّعامِ
عندما كنتم في حاجةٍ له؟"

"تذكّر بأنّك لم تكُن وحيدًا كين ،
كنتُ هناك ملتصِقةً بك"
وٓ علّقٓ على كلمةٓ مُلتصقةٍ دون التّعمّق في التّفكيرِ بِها
"كيف أكونُ أنانيًّا دونكِ إن كنتُ مُلتٓصِقًا بك؟"

كانٓ هذا هو الحل لإراحة ضميره .. كلانا أنانيّان

تركٓ يدهٓا وأخيرًا لِيُكمِلٓ بِهدوء
"أتعلمين ما كسبتُه عندٓ التّضحية؟
لم يكُن سوى الجحد !
فأوّلُ ما تلقيّته هو طعنٓةٌ في الظّهرِ من قِبٓلِهم عندما
بدؤوا جميعًا بالشّك بي بِسبٓبِ شريكك"
كانٓ حاقِدًا عليها هيٓ بالأخصّ وكأنّها المسؤولة عن أفعالٓ ديفد

أمسكٓ بِنظّارتِه ليُشيرٓ على كسرِها الواضِح
"هذا هوٓ جزائي الوحيد"
لم تٓكُن تعلم أهميّة تلك النّظارة بالنّسبةِ له ولكنّها شعرت بأنّه
يُبالِغ مُجدّدًا وكأنّها سبٓبُ بقائه حيًّا حتّى هذا الحين

"سينسى الجميعُ مُساعداتِك فورٓ خطأٍ بسيطٍ منك"
إلتفتٓ كلٌّ منهما ليروا الدّخيل في حديثِهم

"كنتِ مِنهم جولي"
قال ساخّرًا من نقدِها وبسرعةِ بديهةٍ دون استغرابٍ لِتدخّلها

ضحِكت فور قولِه لِتُغيّر الموضوع بِبراعة
"لم أقصد التّجسّس عليكما ولكنّني كُنت مارّةً
فحسب"

"لم يٓكُن حديثًا مهمًّا فلا تقلقلي"
قالت مايا وعيناها تجولانِ في أرجاءِ المكان
مُتحاشيةً عيناه المحدّقتانِ بها

غضِبٓ بِشدّةٍ لِتجاهُلِها أيّاه وكأنّه يلومها
على عدٓمِ تحقيق مُرادِه بِسهولة

كوني مطيعةً .. كفريسةٍ سهلة!
هذا ما كان عقله يصرخ به هاتِفًا نحو مايا

وٓ ازدادت رغبتُه بِمعرِفة ما تعلم مع يقينه
بِأنّ ذلك قد يُساعِدُ في التّوصّل للحقيقة

تأفّفٓ بخفّةٍ ليُغادِرهما مُتجاهِلًا مُنادات جولي له
أثناء سيره بِبٓساطة

كان صوتُ خُطاه واضِحًا تمامًا مع تناغم صوتها حتّى تغيّر
بعدٓ خُطوتِه العاشِرة

توقّفٓ فجأة متسمّرًا بغرابٓةٍ ليفكّرٓ عقله الرّجيح
مُعاوِدًا مقارنةٓ الصّوتين بقدميه
"مالّذي يجري جاسون؟"
سألت جولي وهي تتقدّمُ نحوه برفقةِ مايا بِبُطئ

كانت تودّ التّعديلٓ لها عند دعوتِها له بجاسون
ولكنّها تجاهلت رغبتها ، فهي لا تزالُ على
شُكُوكِها في صحّة قوله

كانٓ موقِفه مُريبًا ممّا جعل أوجُههُم تزدادُ استِغرابًا

"ساعِديني في رٓفعِها"
طلٓبٓ من جولي لِتسأله بِبٓلاهة
"رفعٓ ماذا؟"

"الخشٓبة هُنا ! أعتقِدُ بأنّ هناك شيئًا مُخبّؤٌ أسفلها حتمًا"
خفٓضٓ جسده ليُسنِدٓ رُكبتاه على الأرضيّة
وهوٓ يعبٓثُ بيداه لِلعثورِ على طرٓفِ فتحةٍ لها

"هُنا!"
قالٓ فورٓ شعوره بِخشبةٍ مُختلفة الملمس من سطحِ الأرضيّة المستوي،
و أمسٓكٓ بِها محاوِلًا رفعها مع مُساعدةِ كلتيهما تلقائيًّا باستجابة

كانٓ مُحقّا في اعتقادِه !
فهُناكٓ شيءٌ مخبؤٌ بالفعل ..
ولكن ما لم يكُن في الحُسبانِ هو المُحتوى

ألقى كين بالخشٓبٓةِ فجأة لِتقع على طرفِ قدمِ
مايا مِمّا جعلها تتأوّه أثرٓ ذلك
"هل أنتٓ أعمى؟"
سألته بِسؤالِها المعتاد بِاندفاعٍ
عندما أزاحت جولي تلك الخشبة عنها

"جثّةٌ أخرى !"
قالٓ لِيبدأٓ بالارتجٓافِ وبصرُه على وشكِ التّلاشي
ولم يكن ذلكٓ خوفًا من موتِ أحدهم أو قلقه فهوٓ بارد المشاعِر
ولكنّ ذلك كانٓ كردّة فعلٍ اعتادٓ عليها حالٓ رؤيته للأحمر

تمتم بِكلِماتٍ غيرِ مفهومة لينطِقٓ بِوضوحٍ بعدها
"هناك دماء"

لحظتها سارعت كلًّا منهما في رفع الخشبٓة ليظهرٓ
وجهٌ قد عرِفوا صاحبه
"إنّه جاك"
همست جولي براحةٍ على أنّه جاك وليس أحدًا ممّن في بالِها..

لم تعلم حينها مايا عن كيفيّة وصفِ شعورِها
فقد كانت حزينةً لموتِه.. بقدرِ سعادٓتِها في كونِه جاك
وليسٓ شخصًا آخرًا حتّى أدركت بعدها بأنّها ليست الوحيدة
الّتي تشعرُ بذلك ، فهناك من هو أقبح منها تفكيرًا
كٓكِين مثلًا كانٓ مُتحسّرًا على فقدانِه
لِدليلٍ في تحقيقه ، فهو يعلٓمُ بأنّ استجوابه لجاك قد يدفعه لمعرفةِ
الكثير..

لذا فهوٓ يرى بأنّ موته خسارةٌ كبيرةٌ لدليل .. وليس روح!

استسلموا وصدّقوا موته منذ وقتٍ طويل
لذا فالأمرُ ليسٓ مُفاجئًا قط بالنّسبةِ لهم

حتّى بأنّ مكان وجوده مفاجِئٌ أكثر من ذلك ...

-----------------------

مايا
"لا تمنح ثقتك أكثر من مرّة بغباءٍ لنفسِ الشّخص"

لوفينياWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu