الفصل الرابع عشر

12.9K 657 36
                                    


الفصل الرابع عشـــــر :

تسمـــرت رانيا أمـــام واجهة البنك الزجاجية منتظرة خروج آيـــاز من الداخل ..

لم تهتم لتذمرات نشوى الواقفة بجوارها ، فتفكيرها منصب حالياً على ذلك الوسيم الذي حــــاز على تفكيرها ..

فمنذ وطــأت قدماه مبنى رياض الأطفال ، وهي تسعى للفت إنتباهه ، ولكنه للأسف لم يعاملها إلا بفظاظة ..

ولكنها عقدت العزم على ألا تستسلم .. فمهما فعل معها أو مع غيرها ، فهي من سيظفر به في النهاية ..

شعرت نشوى بالضجر من وقوفها على قدميها لأكثر من نصف ساعة ، فتشدق قائلة :

-يا بنتي إرحميني بقى ، ويالا بينا نروح البيت ، أنا رجلي وجعتني من الوقفة

زمت رانيا شفتيها للجانب ، ورفعت حاجبها للأعلى ، وهتفت على مضض بـ :

-اصبري شوية

ردت عليها رفيقتها بتذمر قائلة وهي تنفخ في ضيق:

-أصبر إيه بس ، ده شكله هيبات جوا

رمقتها رانيا بنظرات حـــــادة ، ثم أردفت بإصرار واضح :

-إن شاء الله يقعد سنة ، أنا مش هامشي غير لما أشوفه وأتكلم معاه !

لوت نشوى شفتيها في إنزعاج ، ورمقتها بنظرات مغتاظة ، ثم قالت بسخط :

-ده إنتي رزلة

هزت رانيا كتفيها في عدم إكتراث ، ثم هتفت بنبرة غير مبالية بعد أن عقدت ساعديها أمام صدرها بـ :

-فيا كل العِبر ، بس مش ماشية برضوه !!!!

زفـــــرت نشوى في ضيق ، وتلفتت حولها وردت عليها بضجر قائلة :

-أوف ، أما أشوف أخرتها إيه

..............

مـــرت عدة دقائق ، والوضع كما هو عليه .. حركة خفيفة داخـــل البنك للعملاء الجالسين على مقربة من الحائط الزجاجي ..

تسليط آيــــاز لأنظاره على لافتة إلكترونية يظهر عليها أرقـــام ترتيب العملاء ..

تحديق رانيا بذلك الوسيم ، والإبتسامة البلهاء مرسومة على ثغرها ..

زمت نشوى شفتيها في تذمر بعد أن إزداد شعورها بالملل ، ثم رأت لافتة لأحد محال البقالة ، فهتفت بحماس وهي تلكز رانيا في ساعدها :

-روني ، أنا هاروح اجيب حاجة أشربها ، أجيبلك معايا ؟

هزت الأخيرة رأسها في إعتراض ، ثم هتفت بجدية :

راسين في الحلال ©️ كاملة ✅Where stories live. Discover now