26. ما بعدَ العاصفة

Start from the beginning
                                    

قالت  بينما تحاول العثور على رأس أخيها بعدَ إبعادِ القميصِ. كانَ وجهه بحالة سيئة كسوء مزاجه:

-أحضر لي أبي قارورةً بنفس العطر ليلةَ أمس، يمكنك استعارتها لتعطير كل ثيابك و حتى غرفتك و فراشك إن شئت بها.

أخيراً فتحَ عينيه المنتفختينِ ببطء و حدق بالفراغ المقابلِ له، استغرق وقتا و كأنه يفكر بشيءٍ، نطقَ بهمس شبه مسموع:

-هل بهذا السوءْ كنت تحسين بعد ابتعادكِ عن سيهون؟

فاضت عيناهُ مجددا.

هو أخيراً يحسّ بهَا، ليسَ و كأنها سعيدةٌ بالأمر.

-لا تحسَّ بهَذا، إنهُ شعورٌ مرهقٌ.

مسحت على شعره الأسود بأصابعها:

-بيكهيون، ماذا حصلَ أمس بالضبط؟ ما الذي جعلكَ تنهارُ هكذا؟

زفر مبتلعا كرة الريقِ المتحجرة بفمه، قالَ بهمس:

-أحسّ بأن قلبي لا ينبض باعتدال، هل يا ترى أصبت بمتلازمة النبض غير المنتظم خاصتك؟

أخذت أخته وقتاً لترتيب الكلمات قبل أن تنطق بها:

-ليست تلكَ المتلازمة بالشيء السهل الإحساسُ بهِ، رجاءً أخي، لا تتعبْ قلبكَ. همم؟

-أيريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن !! الفطور جاهز، هيا سنتأخر عن موعدكِ مع الطبيبِ !!

صرخ دونغ هيون من أسفل كي تعجل ابنته بتجهيز نفسها.
أدار بيكهيون رأسه للجهة الثانية و أغمض عينيه كانَ متعباً لكي يستقيمَ من سريره:

-خذا الكلبَ معكما، أو اربطاه بمنزله الخشبيّ خارجًا، لا أخطط للاستيقاظ الآن.

سكنتْ الفتاةُ تنظر لتوأمها من مكانها فقط، تنهدت بقلة حيلةٍ ثم نبستْ قائلةً:

-حسناً، أنتَ فقط ارتح لكن حاول أن لا تفكر كثيراً، نم و دع ما يثقل ذهنك جانبا.

لم تلقى ردّا لأن بيكهيون بالفعل عاد لسباته، أو بالحريّ قوله جرعة المهدئ التي يتعاطاها لكي يسكت أنين قلبه.

#

كانَ اليوم بمثابة موعد الاستيقاظ المتأخّرِ حتمًا، إذ، هي الثانيةُ فتحتْ عينيهَا فورَ الشعورِ بصداعٍ قاتلٍ يكتسحُ نسيجَ ذهنهاَ، و كأنّ تضخما حصلَ بداخلِ خلاياهُ. أجل، هذه ضريبةُ السّكر المثخنِ.

لمَ أكثرتُ بالشّربِ؟

عاتبتْ نفسهَا داخليّا عندما غدت الرؤيةُ ضبابيّةً بالنسبة لها. مرّ وقتٌ منذُ آخر مرة ثملتْ بهذا القدرِ، إمّا أن معدل تحملها للكحول انخفضَ، أو أنها بالفعلِ غرقتْ بحوض الخمرِ ليلة أمس.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ Where stories live. Discover now