26. ما بعدَ العاصفة

Start from the beginning
                                    

-أنا أكلمكَ، لمَ لم تذهب إلى الثانوية ؟ هل تمّ فصلكَ مجددا؟

-أبي .. فقط .. دعني، لا أريدُ الذهابَ  ..اليومَ.

قالهَا بأنفاسٍ متعبةٍ متقطّعةٍ.

أيرين التي كانت واقفة خلف جسد والدها اقتربتْ تعاينُ مقدارَ سوء حال توأمها،أشعرهَا هذا بالإرهاق كونها لا تستطيعُ مساعدتهُ بشأن مشاعرهِ المتوقدة. لو كان هو، لوجدَ الطريقةَ لمراضاتهَا، هيَ فقط ليست مثله.

-أعتقدكَ تريدُ الكثير من المتاعب مع النائب اللعين ذاكَ  ..

أمسكت أيرين كتفَ والدها برفق ثم قالت لتهدأ من روعهِ:

-أبي، دعهُ يرتح اليوم بما أنه لا يريد الذهاب فمتأكدة أنه لسبب ضروري كفاية ليفوت حصصه.

-و ماذا يفعلهُ ليرتاحَ زيادةً؟

لولا كونه يريدُ البقاءَ بقوقعته، لافتعلَ بيكهيون شجارا مع والده بشأن آخر ما قاله.

بعد كلّ ما يفعله، هو يرى أنه يقبعُ من دونِ فعل شيء مفيدٍ؟

- لقد مرضت باليومين السابقين لهذا بقي سَهِرًا معي يراقب صحتي، لم ينم أو  يرتح بسببي. أبي رجاءً..

ترجّتهُ بالمسحِ مجددا على كتفهِ، ليحدق والدهَا بكتلة اللحم و الشحم و العظم المرمية فوق السرير و التي لا دليل على أنها حيّةٌ سوى انخفاض و ارتفاع مستواها بسبب تنفسها. أطلق زفيراً طويلاً ثم أردف:

-ليرتح إذا اليوم و ليعوض ما فاته قبل حلولِ غد.

توجه لباب الغرفةِ يغادرها بعدَ أن ركلَ قميص ابنه المرمي فوق الأرض ليجعله يحلق بعيداً:

-سأحضر الفطور، جهزي نفسك لنزور طبيبك من أجل مراجعتك الشهرية.

أومأت أيرين بالإيجاب قبل أن تقترب من سرير أخيها. كانت بثوب نوم فضفاضٍ قطنيّ أبيضَ اللونِ يصلُ منتصفَ ساقيها، في حينِ شعرها الأشقرَ مبعثر بعشوائية فوقَ كتفيها و ظهرها. صعدت فوق السرير ثم جلست القرفصاء بجانب جسده، بأناملها لامست ظهره و هزته بخفة:

-بيكهيون؟ هل أنتَ بخير؟

و لكون مونغ ريونغ لا يضيع فرصةً لإزعاج مالكه بيكهيون صعد بدوره فوق السرير و راح يجر بفمه الوسادة بعيدا ليلقي بها أرضاً، ظهر رأسه المغطى بالقميص أخيرًا:

-أخرج راسكَ، تستطيعُ غسلَ القميصِ، لا حاجةُ لهُ.

-أيرين، أريدُ أن أنامَ.

تمتم هو بصوت منغلقٍ خالٍ من أي لمحة دفء.

-إنها تستخدمُ عطر ديور HYPNOTIC POISON. ربما هذا سبب وقوعكَ لها.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ Where stories live. Discover now