19. التوأم الحنون

Start from the beginning
                                    

صرختُ لأنني..
صرختُ لأنهاَ  نهايتي.

كنتُ ألهث و هو كذلكَ. حاولتُ أن أبددَ غرابةَ الموضوعِ و أتغابى لعلي أنجو بحياتي، فقلتُ متصنعةً الاستفهامَ و كأنني لا أدري بالفعلِ السبب خلفَ ملاحقتهِ لي:

- لم تطاردني؟

أخذَ أطولَ زفيرٍ ممكنٍ، تقلصت زاوية عينهِ اليسرى ليتخصّرَ و يقولُ بنفسٍ وحيدٍ سريعٍ:

- لأنكِ تفرّين مني!!

ترددتُ بمواصلةِ تمثيليتي، لكنني ابتسمتُ بعدها، و قلتُ بارتجافٍ واضحٍ لأنفاسي و أنا أعودُ للوراء بعضَ الشيءِ، فهو للتو تركَ ذراعي التي أمسكها ببعض من التعنيفِ قبل قليل.

- لـَ .. لقد رأيتكَ تُحمْلِقُ بي وَ..وَ أخافني هذا فهربتُ. لكنك واصلت الركضَ خلفي و هذا ما أخافني أكثرَ فلم أتوقفْ، ما كانَ عليكَ فعلُ هذاَ من دونِ سَبَـــ..

كنتُ أحاول أن أجعله يتوه بكلامي لكنني أعلمُ أنني فاشلةٌ منذ اللحظةِ صفْرٍ. قطعَ حديثي و قال:

- ماذا حدث لجُو؟

تصنمتُ و رفضت شفتيَّ الحراكَ، لهذا نطقَ بنبرة صوتٍ أعلى:

- أعلمُ أنكِ تعرفين ما الذي جعلها تمرضُ، كنتِ معها.

لم أجبه و هذا قد زاد من غضبه. هو لم يتغير أبدا منذُ درستُ معهُ خلالَ الطور الإعدادي، سيصبح شرسا إن تعلق الأمرُ بشخص أو شيء يحبه. زمجرَ بصوتٍ مرتفع لأقفز ذعرا منه و أتراجع أكثَرَ للوراءِ:

- جيل هي مي، أقسمُ إن لم تقولي ما الذي حدث سأ..

أغمضتُ عينيَّ و رحتُ أتكلّمُ بسرعةٍ من دون توقف:

- لم أفعل شيئا.. أنا.. أنا فقط سألتها عن علاقتها مع أوه سيهون ثمّ.. أخبرتها بـِ.. بأ.. أنه يتسكع مع فتاة أخرى غيرها.

سادَ الصمتُ بعدَ ذلكَ، تكهّنتُ بأنّ عينيهِ تفيضانِ سوادً الآن بسبب ما أفصحتُ عنهُ للتوِّ. مسألةَ أن أتأكدَ فتحتُ عينيَّ و تكهّني كانَ بمحلهِ.

ما كانَ يجدرُ بي جعلُ بيون بيكهيون يغضبُ ابداً، فآخر ما أريدهُ هو أن يتنمر عليّ الشخص الذي أنا معجبة به منذُ سنواتٍ. تقدمَ أكثر، رفعَ يديهِ و أطبقَ إحكامهما على كتفيّ، كانت شدتهما تزيدُ بكلّ كلمةٍ تغادرُ فاه.

- و ما دخلك أنتِ بكلّ هذا؟ كنتِ صديقتها القديمة، تعلمين أنها حساسة بشأن هذا الموضوع، لم تستثيرين غيرتها و تعلمين أنها قد تقتلها؟ هل تركتكِ تزورينها لتدرسيها أم لتتسببي بموتها؟

بدا جدّ مخيفٍ و هو يفعلُ ذلك لأقسم بأنه كاد يغمى عليّ بسبب ركض قلبي بداخل قفصي الصدري.

دفعني بخفةٍ للخلف فارتطمتُ بالجدارِ بالفعلِ ثم تركني واقفةً هناكَ و غادرَ. سكنَ المكانُ و سكنَ نبضُ قلبي معه.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ Where stories live. Discover now