عُقبة أخرى

Start from the beginning
                                    

استقام هينري بعد أن توقّفت يداه عن العبث بتلك
الأوساخ هناك
"أعتقدُ بأني أعرِف أين"
قال وهو يواصِلُ التّقدّم نحو رفٍّ من الرّفوف العالية
ورغم طوله البالِغ إلّا أنّه قد احتاجٓ لكرسيٍّ
ليرفعٓه أكثر

مدّ بيده عاليًا نحو الأعلى وهو لا يكادُ
يرى شيئًا

تحسّسٓ ما هو على الرّف ليصدِرٓ خرفشةً فجأة
ثمّ ابتسمٓ ليقول
"كما توقّعت"

ومن هنا بدأ بإسقاطِ أكياسٍ عدّةٍ من القهوة المرّة على التّوالي
"هينري توقّف! .. هذا كافٍ"
أمرته بعد أن إلتقطٓت آخر كيسٍ أُسقِطٓ
وما كان له سوى الإستجابة للأمر

قفز أسفٓل الكرسيّ ليسأل فورًا
"هل نُكمِلُ تصفية القاذورات عن طعامنا الآن؟"

"مالذّي سنفعلهُ في خمسة أكياسٍ من القهوة؟"
سألت مايا

"سنشربُها!"
أجاب جاك

ولكنّ مايا كانت تقصدُ شيئًا قد عُمّيٓ عليهم
"ومن أينٓ لك بمعدّاتِ صُنعها؟"

ضحك هينري لسوء حظّهم بينما
احتلّت كين الكآبة بأصلها دون تعليقٍ منه
فوجهه كافٍ لوصف حاله

"لِنترك القهوة هنا.. فلن تُشبعنا أساسًا"
قال هينري

وأيّدته مايا بقوله
"تأخّر الوقتُ على كلّ حال!"
أكملت محدّدة أكثر
"الشمسُ قد غربت بالفعل"

ألقوا بتلك القهوة أرضًا ليبدأوا بجمع ما تبقّى
من الطّعامِ في حقائبهم الصّغيرة الحجم

رفٓع كين أحد تلك الأكياس المخزّنة بالقهوة المُلقاة
على الأرضيّة المتّسخة
ثمّ تقدّمٓ نحو مايا الواقِفة وهي تُغلقٓ الحقيبة المُمتلئة
"هل لك بأن تضعيه في حقيبتك؟"
سألٓ متأمّلًا

إلّا أنّ تلك الفتاة قد رفضت بكلّ جراءة
"كلّا ! .. لو كانت هناك مساحة لكرستها بالمزيدِ من الطّعام"

ضحك بسخرية ليُجيبٓ دون سؤال
"لابأس .. سأواصلُ حمله"

"هل أنت أحمق؟"
سألته برفقٍ ثمّ تنهّدت لتنزعه منه،
وضعته داخلٓ الحقيبة بلا سبب يدفعها لذلك،
وقاطعها بِشُكره لها لِتُزمجر غضبًا ناعتةً إيّاه بالأحمقِ مجدّدًا

"حسنًا لِنُغادر الآن"
قال هينري وهو يُلقي نظرةً خاطفة على ساعةِ يده

تٓبٓعوه نحو المخرج ليصعدوا نحو السّطح مجدّدًا

"حقيبتُك لا تزال مفتوحةً أيها المغفّل!"
همست نحو جاك بصوت خافت

لوفينياWhere stories live. Discover now