في المجلس العربي الكبير بأثاثه الاحمر والاسود المذهب ...ونوافذه العملاقه ...وأسلحه قديمه مثبته على الجدران تعطي المكان هيبه ...
كانوا أربعتهم جالسين في أماكن مقتربه والشماته باديه على اوجه بعضهم ...
بينما الغضب يسيطر على كبيرهم ....
ضرب بعصاه اللتي كان يسندها على كتفه ويمسك طرفه بقبضته ...
بملامح وجه لاتفسر ..."وش المقصود من كل ذا الحكي الفاضي يابو عماد.....؟؟
نظر لأبنيه من حوله ..."المقصود واضح وش نبي لولدنا بوحده لها يومين خارج بيتها بدون لاحس ولاخبر..."
نظر بحسره الى عيني محدثه ..."حسافه يابو عماد هاذي علوم رجال ولا متعزوي لي بهالرخوم عيالك ...."
دخل بهيبته العسكريه وهو مازال مرتدي بذلته البنيه ونجوم فوق كتفيه لامعه ويحمل قبعته بيده و شعيرات رماديه تكسي اطراف سوالفه ورأسه....
وبلامح جديه تشابه اللذي يجلس بهيبه وتسرق منه الكثير ..."أفا يابو عماد ذا حكي يقال البنت ماخذتوها الا وانتم عارفين هي بنت من و وين متربيه ....ولا وقت الشده كل الحكي يزول ..."
تشمت بنظرته وافصح عن جهله ..."اسمع ياعسكري انا مالي حاجه بوحده لو انها بنت ناس ...يعني معليش كانت بيد رجال غيري ..."
اقترب من ..."نعم ...وانت وش مضمنك انها اللحينن بيد رجال ...متورط حضرتك ولا لك يد بالموضوع ...ولو كانت بنت شارع ولها الشرف اللي انت تزعمه شاريها يعني وبايع بنتنا اللي الشرف يخرج منها ....لعلمك بكلمتك هاذي اللي قلتها بأوديك اسفل سافلين وبلبسك تهمة اختفائها ..."
وبحزم على من نبرته ..."شاهر ......خلك منهم ...."
وقف يصطنع القوه والأنفه ...فكان قزما في حضرة جبروت مواجهه...ولكن تحللى بالقليل ..."أسمع عاد بنتكم هاذي ماتشرفني وانا دكتور اصلا زيها زي أي بنت هوى اشتريها بكم قرش....
لم يستوعب الابجسده يضغط بقوه على الجدار وطرف شفته ينزف من لكمه توجهت له قبل قليل ...وعينا ذئب قريبه من وجهه ...وبأحتقار "أسمع ياهيه...هالكلام الواطي مثل قايله ...ماينقال في حضرتي ...تسمع ...وشهاداتك هاذي بلها واغرق بمويتها ....والله لولا وجود ابوي ...لا مداك مرحوم يالكلب وطلاق بتطلق غصبا عنك ولانبي قربك ....."
دخل في الموقف تحت ذهول الحاضرين وأبتسامه على طرف شفتي ابيه لايكاد يخفيها ....
وضع يده على صدرة وحاول ابعاده دون جدوى وبعقلانيه ..."بس يالذيب ....أذكر ربك يارجال..."
ألتفت الى ابي عماد وهو مشدوه وأبنه عماد بجانبه تكاد تكون رجفته باديه ..."ترى المرجله مو بأوراق وشهادات وكانك ما عرفت تعلمهم ايها انا اعلمهم ...."
ودفع سليمان بكل قوته وسقط ذلك على الارض وهو يتأكد من سلامة رقبته اللتي كانت للتو بين يدي ذاك اللذي يصنف ضمن الوحوش المفترسه ...
خرجوا خانعين عكس مادخلوا متكبرين ....وشتم سليمان نفسه للمره الالف ..بأنه لم ينبه لوقوف ذيب عند الباب ...الاهي ان القرب منه حقا مخيف ...
كان يتنفس بعنف ...وهو يهمس..."ودي اقتله الكلب وجع رخوم عيال الرخوم ..."
ألتفت عليه ..."أسمع البنت ولقيناها وبتاخذها وانت ماتشوف لدربك نور...."
..
..
وقف أبوه مبتسم ...وفخور...ووجه كلامه لشاهر ..."هذا الذيب وقلت لك هروج القوانين هاذي ماهي نافعتنا ..."
حاول الا يرفع صوته ..."أي قوانين يابوي اقولك الناس درت ...الموضع خرج ....لين دسيتوا على مشكلة اواز وحليتوها مانتم داسين مشكلة مدين ...."
ضرب ذيب بقبضبته على الجدار بكل قوته ....وركله بقوى اكبر ....وبهمس حاقد ..."امووووت واعرف من نشرها ...اكيد مو بذا الخبل سليمان لانه توه درى ودرى من رساله جاته ....اموت واعرف ولا لا دق رقبته اللي نشرها ....."تنهد وهو يلهث ..."القضيه طاحت بيد ....راجح بن عبد العزيز انا أشهد والله انها كملت..."
أعاد ابيه قوله متفاجئا ..."راجح ....."
كره تفكيرهم السطحي الم فقط بأبناء القبيله وقولهم وافعالهم ..."ياجماعه خلكم من هالكلام البنت .....طيبه..."
تذكر ذيب ماتندي له الاجبان وتعجز عن تقبله الاذهان ....وجلس بطريقه اقرب للأنهيار ..."لقيوها فاقده للوعي ..."وتردد قليلا ينفي لعقله ماحصل وكان ..."ومقيده وعلى يدها أثار أبر ..."
أطرق برأسه على الجدار وهو يسمع ماألم بأبنة عمه ...في طبيعة عمله يتعامل مع الكثير من هذه القضايا الا ان التعرض لها يفقدك الشعور بقلبك ويشل من الوصل الى طريقة حل او تفادي...
نطق بأستياء....يستحث ذيب"....و ....."
فهم مايعنيه شاهر ...والتفت يراقب ملامح ذيب....." يالذيب تكفى هات اللي يسر ..."
تأمل وجه ابيه الخالي من أي تعابير بحزن ...."كان سلمت اواز ...هي ماسلمت....طلبت منهم انهم مايكشفون ...."...
سكت لبرهه ثم أكمل..."طلبت من راجح يسكر على القضيه ...بيسوي اللي يقدر عليه ...و...العيال ...من زمان مطلوبين وطاحوا في قضية ترويج ...واكيد بيقصونهم ويموت سرنا معاهم ....لكن اللي يوهق اللي يقتل ان الخبر انتشر لو اعرف ميين ميين ماحد يدري الا اهل البيت ...حتى مرتي ماتدري..."
أطرق برأسة أرضا ...وهو يهمس..."الله يرحمك ياولد اخوي ....والله لو انه عايش كان راسه يشيب..."
نظر الى ولده الأصغر..."شاهر ياولدي ...قم الله يخليك وفز لسليمان خله يطلق...ومن ثم بنزوجك اياها ..."
همس مدافع عن أكره الامور الى قلبه ..."يبه الله يهديك لاتسوي كذا ....لين تزوجتها الكل بيقول اجل اكيد البنت سار لها وسار ...
نظر اليه ذيب بغضب..."شاهر لاتستغفلنا خلاص ايام رفضك انتهت ...وبعدين ياخي عرض ولد عمك أستر عليه ..."
نظر الى ابيه وكان ينظر له أن لامفر ....
تنهد واسفر عن ماذهلهم ..."الا بتضغطون علي ....ياخي زواجي بمدين لايمكن يتم راح اذنب لو اخذتها ....خلاص أرتحتم....."
وقف ذيب مقتربا منه ...وبحزم جازم ...."البنت بتاخذها وعن هالخرابيط الزايده مو انت اللي يحلل وييحرم ........."
سرح الى ملكوت أخر وافصح عن مايكن ....

هن لباس لكم /  للكاتبة / مشاعل الحربي / مكتلمة ❤️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن