الفصل الثامن

551 29 8
                                    

"الحياة السجنية مقرفة بحق ومن فيها أقرف منها لا تكاد تجد مكاناً نظيفاً تستحم فيه أو تتناول طعامك بهنى وعلى ذكر الطعام إنه مفسد للجسد ولو لم أكن مضطراً ما تناولته أما عن أمثالي فأنا حقاً مجرم طيب كما وصفتني تاتيانا ما إن وطأت قدماي أرضهم العفنة حتى تلقوني بالسباب والشتائم البربر الهمجيين لاتزال يداي تؤلمانني لضربي أحدهم؛هشمت جسده بالكامل جزاء تعديه علي ليس لويس من يبتلع إلاهانات ويخيط فمه لا أنا أفرض سيادتي على كل شخص وكل مكان.

واجه القوة بالقوة هذا ماعلمني إياه سيدي.أمر بفترة سلام هذين اليومين بعد معرفتهم شخصيتي.عندما يقترب أجلك تتمنى لو تعود وتصحح أخطاءك ولو لثانية لتكفيك عذاب الضمير ..أنا معذب حالياً نفسياً جسدياً ذهنياً وكلما أعود لماضيّ أنقب فيه عن خير فعلته لا أجده كلما يتراءى لي هو الدم أما عن لحظات سعادتي فهي تلك التي تشاركتها مع تاتيانا وآه لو كانت معي الآن لأزاحت عني جبلاً مثقلاً بالهموم وألاهات..نظرة واحدة منها تقيني بؤس العالم وشروره..في أي زاوية من هذا العالم تقبع الآن..أتراها نسيتني؟ أتراها ما زالت حية؟.

أعددت العدة لأكبر حدث سيشهده هذا السجن ستتمنى الشرطة لو تنشق الأرض وتبلعهم في مكانهم لو أنهم لم يلعبوا مع الشيطان يظنون إنهم سيتمكنون مني خسئوا فأنا لا أسمح لأحد بالتجرأ علي وتحديد موتي..إنّ هذه لفرصة لا تعوض إن لم أغتنمها فإن نهايتي وبلا شك واقعة..أعمال شغب ستدك السجن دكاً ستخرج الوحوش من مخابئها لتروي ظمأها وتستعيد مناها..هذا ماأتفقنا عليه أنا وشريك زنزانتي ألاسود البشرة الذي لفقت له تهمة مزيفة بسرقته نقود رئيس عمله وعلى إثرها حكم عليه لمدة خمس أشهر وقابلة للزيادة إن لم يعوض رئيسه.لم تعجبه حياة السجن مثلي ولم يطقها فقررنا الشروع بتنفيذ خطتنا..نظراً لسياسة السجن القمعية قررنا إشعال حماس السجناء على سجانيهم بتوزيع منشورات سرية بينهم ندعوهم فيها بأعمال شغب وثورة ضد سياستهم نعم فحتى السجناء يحتاجون رحمة إن لم يُرحموا فكيف يَرحموا حددنا الوقت لتنفيذ الخطة وأعصابنا مشدودة ندعوا لنجاحنا.."

-أنت ياصاحب الشعر ألاملس لديك ضيوف..
-هل تناديني حضرة الشرطي؟
-وهل هناك أحد غيرك بشعر طويل أملس أيها الغبي

"يا له من وقح هذا الشرطي أود لو أضربه..ثم من يأتي لزيارتي أيمكن أن تكون تاتيانا؟سبقني قلبي المشتاق آملاً لقياها..قادوني لغرفة الضيوف وصوت إحتدام ألاصفاد في يديّ وقدميّ دوّخ رأسي..تمعنت النظر في وجه الغريبين من بعيد وخاب أملي برؤيتها لم يكن الغريبين سوا تيد ورالف..يالهما من لصين يسرقان أشياءي التنكرية..جلست أمام الزجاج الفاصل بيني وبينهم وخلفي يجلس شرطي .."

-كيف تأخذان أشياءي بدون علمي ؟وأنت متى عدت وكيف لك القدوم إلى هنا أنت سجين هارب ..ألا تملك عقلاً لتفكر..
-جئت لإنقاذ صديقي العزيز الصداقة مجازفة

المجرم العاشقWhere stories live. Discover now