2

2.2K 197 113
                                    


20/10/2015 سيؤل ، كوريا الجنوبيه.
الساعه 09:00 pm

في منتصف الشتاء ، الجو ليس بتلك البروده القارصه كالعاده لذلك الشوارع مليئه بالحياه ، الكثير من الازواج يسيرون متشابكون الايدي ، اطفال يمروحون بكل مكان ، تسير هي وحدها ، لا رفيق لها سوي ظِلُها ، تقف في مقهي القهوه المفضل لها تطلب طلبها المعتاد ، تنتظر وهي تتمتع وتتلذذ برائحة القهوه النضره ، تجلعها تشعر بالارتخاء و الراحه بداخلها ، اخرجت هاتفها لتعبث به قليلاً وتتصفح بريدها الالكتروني قليلاً ، قطع شرودها عامل الاستقبال عندما اخبرها أن طلبها اصبح جاهزاً.

اخذت كوب قهوتها بينما أكملت رِحلة سيرها الي ذلك النهر ، جلست علي احد تلك المقاعد الخشبيه وضعت حقيبتها بجوارها وتآملت السماء قليلاً ، ارتشفت القليل من قهوتها لتصبح قادره علي التفكير بشكل أوضح.

أعلم بأن هناك من يتبعني ، ليس اليوم فقط وانما علي مدار سنين مَرت ، في بادئ الأمر شعرت بذلك الرعب بأنه قد يكون متربصاً ما ! مختل عقلياً ممكن لكن مع الوقت شعرت وكأنه ملاكي الحارس! لا أشعر بالأمان الا وعندما أتأكد أنه خلفي ، يتبعني ، يهتم لأمري ، منذ انتقلت للعيش وحدي وهو وحده من يجعلني أشعر بالأمان ، اردت دائماً رؤية وجهه ، أردت مخاطبته ، أردت الالتفات واواجهه لكن، لا أريده أن يرحل ! أخاف أن يتركني عندما أواجهه لذلك قررت ترك الأمور تسير وحدها..

-
في مكانِاً آخر ..

يجلس ذو الشعر البني ارضاً ودموعه لا تتوقف عن الانهمار ،كيف فعل ذلك؟كيف خرجت الأمور عن السيطره بهذا الشكل! ماذا يجب أن يفعل؟

ينظر للجثتين أمامه ولا يدري كيف بدء الأمر حتي لا يعلم كيف وصل الي هذا الحدّ ، ظل يصرخ و يكسر كل ما يقابله حوله ليتحول الأمر من ندم الي غضب عامر ، يتحول من شخص نادم ، الي شيطان وصل لذروته في الشر الأن! هدأ قليلاً ليبدأ بعدها بالتصرف .

-

نظرت بساعة يدها لتجدها أصبحت العاشره والنصف مساءاً الأن ، حملت حقيبتها ونهضت لتلقِ بذلك الكوب الفارغ بسلة المهملات بينما تابعت سيرها حتي وصلت الي ذلك الماركت الكبير لتشتري بضع أغراض لمنزلها ، مرت علي كاميرة المراقبه تلك لتعبرها وهي تتجه للداخل ليتبعها ذلك من تنعته بظلها ، قامت بشراء اغراضها بالفعل ووقفت لتدفع الحساب ، تأملت الساعه بيدها مجدداً بينما يقوم الفتي بتغليف الاشياء الخاصه بها لتجدها اصبحت 10:50 ، اخذت اغراضها وأكملت سيرها الي منزلها .

ادخلت تلك المفاتيح بالباب ليُفتح وتعود لمنزلها ، ملجأها ، تعشق الشتاء وتعشق تواجدها بالخارج لكن منزلها هو أفضل خيراتها ، هو ملاذها من العالم الخارجي عندما يُصبح صاخباً ، القت مفاتيحها علي تلك الطاوله الصغيره بجوار الباب وتخلع حذائها ،توجهت للمطبخ أمامها لتضع الاغراض به وتتجه نحو غُرفتها بالدور الثاني ، وقفت أمام النافذه لتُزيح الستار قليلاً وتنظر للخارج ، رأته يقف بينما ينظر لنافذتها ، ملامحه لا تبدو واضحه مطلقاً! دائما ما يرتدي الملابس السوداء والقبعه السوداء وكأنه يتعمد ألا يبدو ظاهراً ، رأته يخرج هاتفه بينما نظر به قليلاً ورحل .

ذاتويّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن