جلست أمامه علي ركبتيها بينما سحبت حقيبتها تلك وتبدأ بإفراغ كُل ما بها ، تبحث بلهفه حتي وجدت مبتغاها أخيراً.

"وجدته!"

صرخت حماساً لينتفض جسده منها ، تأسفت له بينما سحبت قطع الخُبز التي أشترتها لليوم من مطعم المدرسه ، أزاحت الغُلاف عنها لتنظر له وترى تلك اللمعه بعينيه ، وكأنه رأى كِنزاً! ، مدت يدها له بالطعام لكنه تردد للحظات حتي قررت هي التصرف.

"حسنا ً لا بأس إبقي أنت كما أنت وتأكد من شعورك بالدفء حسناً!"

وها هي تبدأ بعدها بإطعامه ، يقضم وكأنها أول مره يتناول بها الطعام! ساعدته حتي أنهي قطعة الخُبز الأولي لتناوله الثانيه ، بحثت بأشياءها مجدداً لتأخذ عُلبة الحليب خاصتها و تساعده علي شربها ايضاً .

"هكذا أفضل صحيح!؟"

اومأ لها لتبتسم و تتأكد من دفئه مجدداً ،

"ماهو أسمك ايها الصغير؟"

بعثرت شعره قليلاً لتشعر بملامحه يعتليها الغضب ، يصدر تلك الزمجره من بين أسنانه المتلاحمه ، أبتعد عنها لتستوعب أنه لا يحب أن يعبث معه أحد ، تفهمت وأبتسمت مجدداً.

"ماذا آتي بك الي هنا؟"

لم تتلق رد ايضاً ، كانت علي وشك الحديث مجدداً ليأتيها أتصالاً هاتفياً.

-اوه ، اممم أنا حالياً في.. أبتعد عن منزلي بمسافة ثلاث شوارع ماذا عنك؟-

-هممم، حسناً سأمر عليك الأن أنتظرني-

انتهت مكالمتها القصيره لتلتفت لذلك الضئيل مجدداً.

"لا تتحرك من هنا ، سآتي مجدداً لأخذك معي الي المنزل ، لا تتحرك مهما حدث أتفقنا؟"

بدأت بالنهوض وجمع أغراضها لتري تلك النظره المؤلمه بعينه ، وكأنه يخبرها الا ترحل،لا تتركيني، إبقي معي.

"لا تخاف ، سأعود"

اردفت لتبتسم له برفق بينما أستطاعت سماع صوته أخيراً.

"س-سأنتظ-رك"

اومأت له بإبتسام وهي ترحل مبتعدة عنه ، أحتضن معطفها الأبيض ، ذلك المعطف الدافئ مثلها ،يشتم عَبيرها به ، شعر وكأنه أحدهم قد لاحظه أخيراً ، أحس بصدق كلامها له ، ستعود ..

قرر الا يتحرك خوفاً ان تعود منقذته تلك ولا تجده! قرر الصمود والأنتظار عن طريق تذكر ملامح وجهها ، عن طريق التفكير بها ، أغلق عينه ليبدأ خياله بالعمل ونسج تلك القصه الخياليه له لتساعدها علي إنتظارها حتي تعود مره آخرى..

ذاتويّWhere stories live. Discover now