الفصل الثامن عشر

1.4K 84 7
                                    

الفصل الثامن عشر

العتمة شئٌ مخيف أليس كذلك؟.. إنها مخيفة لذوي القلوب الضعيفة من يسمحون لها بالسيطرة عليهم ..جرب أن تجلس في الظلام وحدك لخمس دقائق بماذا ستشعر؟بالخوف..أليس هذا صحيحاً؟..أليك ما تفعله..إبعد عنك مايعكر تفكيرك وأَثبت ..جرب وكأنه إختبار إن تمكنت من إجتيازه فهذا يدل على شجاعتك وأنك قادرٌ على تخطي المصاعب..فقط إسمح لنفسك من دخول إختبار كهذا."أليس" لها مع العتمة القاتمة قصة تسري في خلاياها وترفض التحرر منها ومواجهتها وها هي الآن تخوضها مرة أخرى بنفس الأحاسيس والمشاعر الماضية.تخدرت كل خلية في جسدها..وآثرت الجمود..بدأ الخدر ينسحب ويسحب معه آخر قطرة دم حين سمعت صوته آتياً من مكان ما:

"أنتِ تحبين الظلمة مثلي..لكن هناك فرق كبير بيننا أنا أعشقها لأنها قوتي وأنتِ تكرهينها لأنها خوفك..أنا أتغذى على خوفك..هل أنتِ خائفة أليس؟"

هذا الصوت ليس بغريب!!إنه صوتٌ رجولي خشن يرغمك على إستماعه ..يهز فيك مشاعر الخوف والقلق ويُجبرك على الانصياع ..يملكك في ثانية فكيف إذا رأيت عيناه !!صوته..عيناه..رباه..من ذابت فيهما يوماً عشقاً إستترا بساتر من البراءة والحنان..صفات يأسر بهما ضحاياه ..يحيك بهما شباكه العنكبوتية ويعلن لهم أنه.. لا مفر مني..إنه حاضر يترصدها في الظلام..يتسلى بها ..يتغذى عليها ولا مفر من آلاعيبه وصوته:

"قولي شيئاً..ألستِ سعيدة بوجودي..أنا سعيدٌ لرؤيتك حبيبتي"

"م..ماذا تريد مني؟"

بصوتها المرتجف المتقطع سألت و بكل أنانية أجاب:

"أريدكِ لي ..يا مصدر قوتي:

أُنير المكان فجأة وقبالتها كان يقفُ ببذلته السوداء و قميصه الأبيض بأزراره الفوقية المفتوحية وبصق كلماته الصادمات عليها:

"كنت معكِ طوال الوقت..أعمل معكِ..أستمع لكلامك..سمحتي لي بلمسك..إعتذرتي إلي..شكرتني أبضعة تغييرات بسيطة في الشكل أنستكِ حبيبك؟..حتى صوتي تلاعبتُ به لأجلك كم أنتِ ساذجة ..لاتزالين كما كنتِ..حمقاء غبية"

لآخر لحظة وهو يسحق عليها ويبعثرها ..لآخر لحظة أدركت مقدار الصحة التي تحملها كلماته ..وسقطت بين ذراعيه مغشياً عليها .

في هذه الأثناء, كان "مالفن" يقضي ليله ساهراً في المركز يخوض صراعاً عقلي لم يخرج منه إلا بالقليل ..

"هناك شئ خاطئ..لم أقتنع بما قالاه كلا الحارس والطبيب ..هناك من تلاعب بنا أنا واثق ..تباً توقف عقلي عن التفكير..كف عن الشخير"

سدد جملته بعنف لزميله النائم بعمق ويشخر بصوت شوش أفكاره ليستفيق مغتاظاً

"آه..لما أيقضتني كنت أحلم حلماً جميلاً كأنني أتناول طبقاً كبيراً من السباغيتي ..أشعر بالجوع بمجرد ذكر هذا"

لا مفر منيDonde viven las historias. Descúbrelo ahora