الفصل الثالث عشر

1.5K 84 3
                                    


 2011

الجامعة

الرابعة و الدقيقة الثلاثون عصراً

حملته قدماه إلى الحديقة ليستنشق هواءً صافياً يغسل عن ذهنه رهبة كلمات "سيد" التي أرعبته.مكانٌ يتردد إليه ذوي القلوب المحطمة للتأمل وإتخاذ القرارات المصيرية و بينما كان غارق في خواطره،قاطعه صوت أنثوي

"مرحباً ديريك كيف حالك؟"

رفع رأسه و حدق مستغرباً الفتاة أمامه ثم رحب بها قائلاً"أهلاً كيف أساعدك ؟"

"هل تسمح لي بالجلوس؟"سألت بلطف و أومأ لها موافقاً.

جلست جواره وعرفت عن نفسها

"أدعى جوان وأنا صديقة أليس..في الواقع أعرف بمشاعرك تجاهها و هذا سيكون محور حديثنا الآتي ..لاتزال تحبها صحيح؟"

"لماذا تسألينني وما همك أنتِ؟!"

"لأنني أسعى لمساعدتها..إنها فتاةٌ ساذجة ومغفلة"

"أليست صديقتك لِمَ تتكلمي عنها بهذا الشكل"

"لأنني سئمت من تصرفاتها اللامبالية..إنها ترمي بنفسها إلى التهلكة و واجبي تجاهها كصديقتها منعها وحمايتها"

سأل غير مستوعب"وضحي ..ماذا تعنين بالتهلكة؟!"

"سيد حبيبها ليس كما تراه صدقني إنه سئ كم حاولت إخبارها لكنها تأبى تصديقي ..إكتشفت أشياء خطيرة عنه..متأكدة من حقيقتها و لستُ بواهمة.. "

قاطعها غير مكترث"لم يعد يهمني إنها تستحق ما سيحدث لها"

"هذا ليس نابع من قلبك أعلم جيداً بأنك تحبها و المحب لا يتجاهل حبيبه عندما يكون في ورطة فلِمَ لاتحاول معها ..ربما ستحبك إن إستعملت سحرك الخاص وتبتعد عن سيد"

تمنع قائلاً بجبن"تريدين مني إنقاذها منه على حساب حياتي؟

إنسي..إن كان خطراً فلن أجازف"

"أنت لست برجل إذاً ..المحبون لا يتصرفون يجبن..الحب هو التضحية..عندما تهتم بشخص فأنت تفعل كل شئ من أجله وهذا ما سأفعله..حلمت بتغيير إنسان للأفضل وأليس هي حلمي سأغيرها مهما عانيت لأن الصداقة ليست إسماً وحسب و ينطبق كذلك على الحب..إن صممت على فعل الخير فلن تُرد مخذولاً وسأفعل الخير و لك حرية الإختيار"

صمت هنيهة مفكراً بكلماتها محرجاً قبل إستعراض رأيه"ماذا لو تعرضنا للخيانة وندمنا بعدها؟ ماذا لو كان هذا الشخص لايستحق عناءنا"

"لقد خُلق البشر لبعضهم ديريك هذه أسس الحياة و هذا ما خلقنا لأجله..لا تجعل الآخرون يخدعوك بما يسمى الوحدة..من عاشوا الوحدة هلكوا ..لذة الحياة تكمن بمن معك..بتقديم الخير ليس فقط لمن تحبهم بل لكل الغرباء عنك..منهم من يستحق ومنهم من لايستحق وكلاهما يعودان عليك بالنفع ..أنا أؤمن بأن ما تقدمه من خير يعود عليك بالخير فمساعدتنا لأليس ستعود علينا بالخير والعبرة..أثق بهذا"

إقتنعَ بما سمعه وقرر إختبار نفسه..تعاونا سوية على إيجاد دلائل تُبرهن خطورة "سيد" ليس على "أليس"فقط بل على غيرها وأصر"ديريك"بإبقاء هويته مجهولة عنها حتى يحين الوقت المناسب و أكتفى بالعمل خلف الكواليس.في الوقت الذي إتفقا فيه على إبلاغ الشرطة حدث ما لم يكن في الحسبان.خُطف"ديريك" وعذب على يد المجرم و اتصاله المترقب من طرف "جوان" لم يعد صالحاً فتصرفت لوحدها بأن أفصحت للشرطة عما تعرفه و حدث ما حدث.أما عن حادث السيارة الذي تعرضت إليه فكان متعمداً و مدروساً من قبل زميل"سيد" في الشقة وشريكه في جرائمه وهو من أكتشف بأن هذين الإثنين يراقبانهما و أبلغا الشرطة عنهما فعاقبهما "سيد"على تحديه.

عادت عليهما أعمالهما بالشر لكنها جعلتهم أكثر صلابة و قوة وثقة وكل منهما خرج من تجربة بعقل واع أثبتت لهما إن المرء لا يبصرُ حقيقة الأشياء التي تضره إلا بتجربتها،وكلاهما تخطيا ماضيهما وتقدما معتبرين من "أليس".

لا مفر منيWhere stories live. Discover now