نظرت الى نفسي للمرة الأخيرة آخذاً معي نفساً عميقاً , و توقعات أقل

خرجت من الغرفة و انا انفخ بقلق , اتجهت الى مكتبي حيث كان مارسيل و آنا و كونور واقفين حول طاولتي

نظر الثلاثة الي بنفس الوقت و ارتسم على كل منهم ملامح مختلفة

مارسيل , قلق

آنا , اعجاب مع حزن

كونور .... فتح فمه ثم بلع ريقه , احمر وجهه ثم اشاح نظره و بدأ يرف عينيه بسرعة

المنحرف !

الأمر الذي جعلني ابتسم اثناء سيري اليهم , اتخذت مكاني خلف الطاولة و جلست

" اذاً , كيف هي معنوياتك زعيم؟ " سألني مارسيل

اخرجت سيكارة من الدرج و حشرتها بين شفتي .. " ليس لدي معنويات , اشعر بالملل " جاوبت اثناء بحثي عن قداحة

سمعت آنا تضحك , " كعادتك , تشعر بالملل في أكثر الاحداث صخباً " قالت مكتفةً يداها

ابتسمت لها ثم نظرت الى كونور الذي كان ينظر الي بشكل متقطع

" كونور اعطني قداحة " قلت له ببرود ماداً يدي

اخرج القداحة من جيبه بسرعة و توتر لدرجة انها سقطت على الأرض .. " معذرةً " قال ناظراً الينا بإحراج

و انحنى ليحضرها , لم امنع نفسي من اخراج قهقهة خفيفة على تصرفاته , التي جعلتني اشعر بالقليل من الراحة بداخلي

اعطاني اياها بدون النظر الي , التقطتها منه و شرعت بالتدخين

عمت لحظة صمت بيننا ... الدخان يحوم حول وجوهنا , و اعينهم كلها علي , لكن كونور كان يراقبني كيف ادخن

نظرت اليهم ووضعت السيكارة جانباً

" اسمعوا , لا داعي للخوف يا رفاق , ليست سوى مقابلة مليئة بالحقد و الحقد لا يؤذي دائماً "

همهمت آنا ثم سألتني بقلق : متى ستعود غداً ؟

نفخت الدخان من فمي ثم جاوبتها و انا انفض السيكارة : لا ادري , حالما استيقظ سآتي فوراً

" سيقومون بإصالك الى هنا ايضاً ؟ " سألني كونور بعد صمته الطويل

نظرت اليه و مددت شفتي كدلالة على عدم معرفتي , فأومأ بعد بلع ريقه و اشاح نظره مرة أخرى

" زعيم ... , لماذا تضع عدسات رمادية؟ " سألني مارسيل بغرابة

فابتسمت حين رأيت كلا آنا و كونور متحمسين لسماع الاجابة , ما زاد اتساع ابتسامتي أكثر

" أبدو كمصاصي الدماء اليس كذلك؟ " قلت ليضحك الثلاثة ثم اتسنأنفت " عندما كنت في المانيا , اعني ... في بداية دخولي لعالم المافيا , اعتدت على زيارة رجل أعمى , كلا عينيه رماديتين .. كنت اتحدث معه عن مشاكلي النفسية و كان ينصت فقط ! كما لو انه يخبرني بالاعتماد على حل مشاكلي بنفسي , و فعلاً تعلمت ان اواجه كل شيء بطريقتي الخاصة بدون مساعدة و كانت هذه اولى الخطوات التي بنت شخصيتي هذه , لذا تكريماً له اضع عدسات رمادية "

A Side Of HIMDonde viven las historias. Descúbrelo ahora