الجزءُ الثانيُ | الفتيَ الصامِت

Start from the beginning
                                    

ما لا تعرفه آمبر انه لم يكن يتجاهلها و إنما هو يعرف انها دخلت و يعرف تماما من تكون و يتذكر تماما ما قالته البارِحة و رغم انها جرحت مشاعره إنما هو يعرِف أنها أرادت أن تعتذر.

و بما أنه تركها البارحة و لن يتحدث لها ابدا ف يشك أنها ستحاول مجددا.

لكنه لا يهتم، لقد فقد الإحساسَ بالاهتمامِ منذ ذلِك اليومُ من اثنتي عشر عاما.

توقف عن التحديقِ بها خوفا من أن تراه ثمَ قامَ بتقليدِ ما فعلته تماما علي الطاولةِ كطريقة للخروجِ من هذا العالمِ القبيحِ.

شعرت آمبر أن أحدا يراقِبها فرفعت رأسها بسرعة لكنها عندما نظرت ناحيته كان يضعُ رأسه بين ذراعيهِ.

عادت آمبر لوضعيتِها السابقةِ ليرِنَ الجرسُ أخيرا و يزدحِم الصف بكلِ الطلابِ.

تعابير الضيق ارتسمت علي وجهِ آمبر و هي ترفع رأسها لتري المدرِس قد دخل و سيبدأ الصف بالفعلِ.

***

"و هذا سيكون واجبِكم للاسبوعِ القادمِ."

قال المدرِس عندما رن الجرسُ معلِناً نهاية الحصة.

كانت آمبر علي وشكِ الرحيلِ لكن الأستاذ طلبها قبل أن ترحل ، توجهت آمبر ناحيته و هي تضعُ حقيبتها فوق كتِفها.

"ناديتني ، استاذ مارتنزبرج؟"

أومأ الأستاذ و هو يجلسُ علي الكرسي خلف مكتبه في مقدمةِ الصفِ.

"نعم ، آنسة سانتياغو."

جلست آمبر علي الكرسي المقابل له و هي تصلي أنها لن تعاقب اكثر يكفي الحجز بالفعلِ.

"امكِ اخبرتني بما فعلتيه البارحةِ و انتِ تعلمين ما يعنيه هذا."

هزت آمبر كتفيها بعدمِ اهتمام. "لا."

تنهدت الأستاذ مارتنزبرج و هو يلف عيناه. "تعلمينَ أن امكِ تهتمُ لأمركِ و هي تحاول أن تساعدكِ، اذا وضعَ هذا في ملفكِ سيدمر مستقبلك و هو متدمر بما فيه الكفاية."

لفت آمبر عيناها بالمقابلِ. "و المطلوب؟"

"اشتركي في نشاط ، ربما سيوضع في ملفكِ عوضا عن هذا و تنقذين مستقبلكِ."

"لكني اقومُ بالاذاعةِ المدرسيةِ كل صباح، الا يعتبر هذا نشاط؟"

"لا يكفي." رد الاستاذ مارتنزبرج. "قومي بشيء سيفيد المدرسة بدلا من السخرية من الطلابِ و المدرسينَ كل صباح."

الناطِقة .Where stories live. Discover now