هروب |٦|

3K 177 266
                                    

السعادة، ذلك العصفور المعلق دوماً علي شجرة الترقب، او علي شجرة الذكري. ها هو علي وشك ان يفلت مني الآن أيضا، لأنني ادركت ذلك بدأت أعيش ذلك الحب، بشراسة الفقدان، كاللذين يعيشون عمرا مهدداً، علمني الموت من حولي أن اعيش خوف اللحظة الهاربة، ان احب هذا الشخص كل لحظة، وكأنني سأفقده في اي لحظة..

_________________

"نعم لورين، كنت احبها.. احبها كثيرا" قالها زين وهو معلقا نظره الي ابعد موجة تستطيع عسليتاه التقاطها لتنظر له لورين وقد لاحظت شروده لتعاود سؤاله بعد ان حاولت التغلب علي ترددها وكسر الصمت

"و.. كيف ماتت؟"

لم يرد زين عليها وانما يبدو كالحجر الاصم الذي يسكن بداخله كل ما هو ثقيل الحِمل ولكن لا يستطيع السرد او الشكوى

"انا آسفة،، لقد تدخلت في شئون حياتك بشكل اكثر من اللازم بداية من المشفي وحتي الان، المعذرة علي الذهاب.. "
قالتها بصوت خافت واخطت خطواتها الاولى لتستوقفها كلماته

"لا تذهبي،، انا احتاجك بجانبي" قالها وامسك بيدها لتنظر لورين في عينيه مباشرة محاولة كشف لغز واحد من تلك الألغاز المخبأة في عسليتيه.. انه شخص غريب ولا تستطيع قول اكثر من هذا!

قوة ضغط اصابعه حول كفها اكدت لها انه حقا شخص يتألم من داخله ويحتاج الي من هو بجانبه

خرجت كلماتها بدون وعي منها وهي تضغط علي اصابعه بيدها الاخري مرسلة له بعضا من الطمأنينة "زين انا بجانبك ودائما سأكون،اعدك"

  -
  -

"من هذا؟" قالها بنبرة متعبة لينظر له لوي متعجبا من ما يراه الان، انه حقا لا يتذكر شئ مطلقا!

"دان انا لوي؟ لوي صديقك الا تتذركني! حمدا لله علي سلامتك"

بمجرد ان قالها لينظر الي الطبيب متسائلا
"هل انا، ادعي دان؟"

شعر الطبيب بالشفقة علي حالته ليربت بخفة علي كفه مردفا
"نعم بني تدعي دان، وهذا صديقك لوي وهو من قام بإنقاذك وآتي بك الي هنا وانت فاقد للوعي بشكل كامل"

لم يشعر بالصدمة من كلامه لأنه يعرف بأنه فاقد للذاكرة وفقط عليه الاستماع لما يخبره الطبيب به

" انا لا أتذكر حقا، انا اسف صديقي ولكني حقا لا اتذكرك" قالها رافعا عينيه له بنظرة يستولي عليها الخجب وقد لاحظ الطبيب هذا ليحاول ان يتدارك الموقف

" دان اعتقد بأنك بحاجة الي الراحة الان، فلتسترخي" قالها مشيراً للوي ليخرج من الغرفة ثم فعل المثل بعد ان اطمئن علي حالته

-
-

"كيف كان يومك ابنتي؟" قالها سميث وهو يقطع شرائح اللحم بالسكين والشوكة لتنتبه له لورين الشاردة امامه علي طاولة الطعام

"كان جيدا ابي، ولكني حقا متعبة"

"الن تُكملي طعامك؟"

"لقد شبِعت ابي،، احتاج الي النوم"
قالتها وهي صاعدة لغرفتها لتستوقفها كلمات ابيها

"لوي قادم لقضاء الليلة معنا ولا اعتقد ان هناك وقتا كافي للنوم، لتتحملي حتي ذهابه"

تسارعت انفاس لورين لسماعها كلماته التي خرجت من فاهه بسهولة شديدة وكأنها لم تخبره مرارا وتكرارا انها لم تعد تحبه ولا تريد رؤيته.. يتصرف ويفعل ما يشاء به فقط!
لم ترد عليه ولكنها اكملت صعود لغرفتها وقد علمت ما سوف تفعله

-
-

"دادي هل بإمكاني اخذ دميتي معي للرحلة؟"
قالتها انجلك وهي تقفز علي السرير بينما والدها يرتب حقائب مخصصة للسفر

"نعم حبيبة دادي بإمكانك، لان هذه الرحلة مكافأة لك علي تناول الوجبات الصحية والابتعاد عن الحلوى"
قالها وهو يلتقط الدمي المخصصة بها ويضعها في الحقيبة
"انتظريني"
قالها وهو يمسك بالحقائب ليضعها في السيارة ثم عاد إليها مجددا ليعطيها دوائها المخصص لدوار السيارة ثم خرجوا
"في الوراء انجلك، لانك سوف تنامي في الطريق"
قالها وهي تشير له بأن يفتح لها الباب لتستمع له وتجلس في الوراء

"دادي؟" قالتها بتردد كونها خائفة من ان تسأله
"همم؟" قالها وهو ينظر للطريق لأنه متوقعا طلبها

"هل بإمكانك ان تجلب لي بعض الحلوى ارجوك؟ لقد افتقدتها بشدة فقط قطعة واحدة دادي"

"نعم انجلك، سوف نذهب للمضجر وبإمكانك شراء ما تريدين" قالها ضاحكا لتقف لتقرب منه ممسكة بوجنته اليمني بكفيها الصغير ثم طبعت قبلة عليها وهي تشعر بالسعادة 

-
-

انتظرت دخول والدها غرفته لتخرج من غرفتها سريعاً بخطوات خفيفة، خرجت من بيتها الفاره الاتساع بنجاح لتتنهد وتغلق الباب خلفها بخفة

تمشي بخطوات غير متزنة لأنها غير واثقة من ما تفعله الآن وتجهل عواقبه ولكنها بأشد يقين ان استسلامها لوالدها كان سيصبح اكبر خطء اقترفته في حياتها

بغير ثبات امضت بخطواتها الي منزل كاتي ليستوقفها رؤية اكثر شخص تشعر بأنها بحاجة له الآن

دخلت خلفه للمضجر وبدأت بالتمثيل وكأنها تبحث عن شئ ولم تلحظه بعد ولكنها تعمدت ان يجعله يلاحظها ظناً منها انه سيبادر بالحديث، وبالفعل لم يخِب ظنها..

-
-

"لورين، كل هذا في عرفتك!" قالها صارخا وهو خارجا من غرفته لستوقف خطواته ورقة معلقة علي باب غرفتها دُوِن عليها
"فلتنسي ابنتك، ولتنسي في المقام الأول فكرة زواجها من زير النساء لوي، لا تبحث عني ولا تحاول إكمال رحلتك في ارجاع علاقة حب منتهية صلاحيتها ومتبددة مشاعرها من قِبل طرف من أجل فقط ارضاء رغباتك، وداعا ابي.."

______________________

MILOVAT || Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن