لكن فقط ان يهدأ , هل يحتاج عناق؟ ربما يحتاج الى قبلة عميقة تمزق شفاهه , او ربما يريد متعة تجعله ينسى ان يستيقظ

استطيع فعل ذلك , لكنه لم يطلب ! و لن يفعل !

لذا , تكوين علاقة مع الحاضر افضل من ممارسة الجنس مع الغد , لكنه أسوأ بكثير من الانفصال عن الماضي

لكن ....

تعلمت ان آخذ الامور بهدوء ، كما تفعل هذه النيران اسفلي ! و في الواقع ، كلما طال الامر بي اكثر كلما شعرت بأنني يجب ان اتخلى عن هذه العادة لكن اللهب سيحافظ على عمله بداخلي على اية حال! لذا .. ليس لدي خيار

ان تأقلمت ، قد يكون الامر اقرب الى التنازل لكن ايضاً هذا الواقع شيء خارج عن الطبيعة فكل ما اشهده الان ، لا اريد تذكره لاحقاً لانني لن اعرف يوماً كيف سأفسره

عندما بدأت حياتي في المافيا كنت قد تركت الدراسة و لكن عندما قابلت ذاك الاحمق ذو الشعر الفضي كنت قد تركت كل شيء!

لكنني تركته لي وحدي , اعتقدت انني عظيم لدرجة انه بمقدوري تدبر كل شيء لوحدي

لكنه غير لي هذا المفهوم . رغماً عني . احببت ان اعطيه نصف ما اشعر , نصف ما اريد , نصف الحلم و نصف الحقيقة

كان في المنتصف , في مركز الدائرة و لا طريق يؤدي الى المخرج

لقد تحرك من مكانه , أي ان شيئاً بداخلي الأن ينكسر ببطء و صعوبة ... ينكسر وهو لا يعرف كيف سيترمم

تنبهت فجأة عندما انتهت الاغنية ... حركت عيني بسرعة في الأرجاء , لأسمع الأغنية التالية / Hollywood Undead - We Are /

اللعنة ... انها الاغنية التي لا استطيع التفكير اثناء تشغيلها .... لأن كلماتها اقوى من افكاري !

لذا أغمضت عيني , و بدلاً من الغناء بصوتٍ عالٍ , رحت اهمس الكلمات

تذكرت ان هناك زجاجات شامبانيا على الرفوف التي تقع ورائي مباشرةً , فأدرت جسدي و التقط واحدة , كانت مفتوحة مسبقاً

بالاضافة الى وجود علبة سجائر بجانبها

هذه الاضافات البسيطة دائماً تكون موجودة , لكن بالعادة تكون ممتلئة , زجاجة جديدة و اكثر من خمس علب سجائر

لكن على ما يبدو انني نسيت تجديد الوضع هنا

وضعت الزجاجة بفمي على اية حال و ايضاً السيجارة و عاودت الاستماع الى الاغنية و همس الكلمات التي قد اختلطت مع الدخان

زعامات المافيا لا تخيفني , و رغبتهم بأذيتي كذلك , لكن ... لا اريدهم الاقتراب من كونور

و المشكلة , ان تركيزهم كله عليه!

لأنه ورقتي الرابحة و العميل الذي طغى على اسماء العصابات المشهورة في اميركا , كما سيصبح الحال في بريطانيا

في الواقع , هم خائفين مني اكثر من خوفي منهم . على الرغم من صغر سني لكن فيرغاس يعرف تماماً ان قدرتي لن تتوقف عنده

لقد كنت استمع الى تمتمات القتل و خطط السرقة في اذني كالاغنية قبل النوم , عشت في قاع الجريمة ل 11 سنة !

كانت الخطط تقال امامي كتراتيل الصلاة , في كنسية عبادة الرصاص و المسدسات

تربيت بين رجال الموت , ربتني الرغبة بالعيش , جسدي ممتليء بتجاويف منسقة و منظمة منذ اكتسابي للخبرة

كيف يتوقع مني ان اسقط امامه؟! و مراهقتي بدأت عندما اطلقت النار على رئيس الشرطة

انه يخاف مني , زعيم المافيات حول العالم يخاف مني ! و من الممتع ان يستضيف خوفه ليجلس امامه و يهدده!

حقاً شيء ممتع , و الأكثر متعة ان يخاف خوفه منه!

استيقظت من رحلة افكاري الثانية عندما سمعت الموسيقى الختامية للأغنية ... انها المرة الأولى التي اسمح لنفسي بتجاهل هذه الاغنية حصراً

نعيم مؤقت / The Cab - Temporary Bliss / ... حان دور نعيم مؤقت

و للمفاجأة ادركت انني انهيت 6 سجائر دفعة واحدة !

حسناً , لكي اتفادى الوقوع برحلة اخرى داخل افكاري قررت الغناء معه

" لا يمكنني الاستمرار بلمسك هكذا , ان الأمر و كأنه فقط نعيم مؤقت " صرخت معه ! صرخت بقوة معه !

الكلمات ... ستفقدني صوابي ! لماذا اتت هذه الاغنية؟ لماذا!!!؟؟

لم استطع الاحتمال , لأن الكلمات , .. انها فقط تقول الحقيقة , تحكي واقع ما يحصل بداخلي بشكل دقيق

و لا استطيع التعامل مع الواقع بشكل جيد , لا استطيع

لذا نهضت , لتنزلق الماء علي بسرعة و اخرج من الحوض متجهاً نحو هاتفي , أطفأت الأغاني و اخذت نفساً عميقاً

لمحت المرآة من زاوية عيني , و كان هناك شخص يقف في المنتصف

اعطيته نظرة طويلة , كان مبللاً . عيناه حمراوتان من شدة التعب . وجهه شاحب و شفتاه جافة

قطبت حاجباي لأعطيه اشارة انه ليس على ما يرام لكنه فعل نفس الشيء لي , قطب حاجبيه ... اعرف انه لا يفهمني

و بما انه لا يفعل , فإنه يقوم بنسخ حركاتي كي لا يلقي اللوم على نفسه اذا حصل خطأ ما !

اقتربت منه و القيت انفاسي حول وجهه ليصبح ضبابياً , لقد اختفى ... لكنني لازلت استطيع الشعور به

رفعت اصابعي و كتبت مكان الضباب * أنا آسف *

انا حقاً كذلك

لأننا ... لأنه ... لأنني لا اعرف ما هي احتمالية نجاحي بإنقاذ الاشخاص الذين احبهم

هذا ما يخيفني , نعم هذا هو !

خلعت ثيابي و عدت الى المرحاض لأنعم بحمام هاديء , على من اكذب؟ اريد الاستحمام لأستعد للغد

لن يكون اي شيء هاديء بعد الأن , و لا حتى أنا !

A Side Of HIMحيث تعيش القصص. اكتشف الآن