48

34.4K 396 34
                                    





البارت الثامن والأربعون...

وعند الظهيرة ..

سمعنا خطى مقبلاتٍ كثيرة
وجمعآ غفيرآ من الضائعين
يسبون ليل المدينة ..

وسارت مع الدرب قافلة الضائعين .

المرحوم باذن الله تعالى..غازي القصيبي...

هديل ناظرت بنفسها تتأكد من ملابسها كاملة عليها..
هي فقدت وعيها وماتذكر وش صار معها..
وليش هذي مصرة تعرف اسمها وتأكلها..
هديل\قلتلك ما ابي اكل..لو سمحتي خليني بحالي...
مرام\أعتبريني أختك..
وعادي مو مضطرة تقولي اسمك..عمي قال اسميك قمر باسم المرحومة..
والحين لازم تاكلين حرام الجنين بيتعب ويمكن يموت وإحنا نبيـــــه ...

بهتت بمكانها مفجوعة من كلام مرام..
جنيــــــــــــــــن....
ركزت عيونها بمرام بصدمة..
أنتظرتها تعيد كلمتها أو تنفيها..
بس ماتغيرت ابتسامتها الناعمة ونظراتها المتأملة..
أي جنيـــن...؟؟عن من تتكلم...؟؟
غمضت عيونها بسرعة راااافضة لثورة الأفكار المهاجمة لعقلها الباطن..
رافضة النظر لأبوااااب متعددة فُتحت أمامها..
بتصرف عفوي جداً..
رفعت كفها وحطتها على بطنها..
شهقت بغصة ألم..
لما حست بمدى سذاجتها ورفضها للواقع..
خانتها أرجولها..
جلست على ركبها مرعوبـــــــة من إحساسها بمن يشاركها جسدها..
أنفــــاسها..أكلها..شربها..
والأكيد ألمها وغربتها..
أرتجف جسمها وشفايفها..
لما أدركت إن هذا الجنين ماهو إلا وسم الجارية الأبدية..
حبل يلتف عليها ويربطها بـــ الجلمود المجرم..
يقيدها بحيات الذل والعبودية..
يسحبها لدهاليز الظلام...
ويـــأسرها بقيـــود الحرمان..
مرام بخوف\وش فيك تتألمين..؟؟
موجوعة؟؟لا تتحركين ألحين أنادي تركي..
خرجت من الغرفة وتركت هديل على حالها..
لمت يدينها بقوووة على بطنها وكانها تحتضنه..
وتمر في بالها لحظات ألمها..
دوختها..إستفراغها..
أحـــــــــــــــــلامها..خوفـــــــــــها..
والصوت القريب البعيد المألوف الغريب اللي يناجيها..
همست بألم\وش تحتري والله الدنيــــــا ماتسوى..
والله مافيها شيء يغري وينحب..
لاتجي تكفى خلك جواتي..
خلك بداخل روحي..
أنسدحت ع الأرض وهي ترجف وتبكي..
وين أوديك..وين أروح فيك..؟؟
أنا مو لاقية مكان يضمني..
وألحين من يضمك...
لاتطلع خلك جواتي..
لاتكبر خلك صغير..
بكرهـ يبيعونك..
يدفنونك يوهمونك بالسراب..
لاتجي..لاتجي..
صرخت وضمت نفسها لما حست بيدين تتلمسها..
تركي\بسم الله عليك..
لاتخافين بس ابي افحصك..
جلست بسرعة وتمسكت بمرام..
هديل بخوف\ما أبييييييك...لاتلمسني..
لاتقرب مني...
مرام تطمنها\قمر لاتخافين مابيأذيك..
هديل بقوة\ما أبيييه يلمسني ولا يقرب مني..
اطلع برا اطلع..
خرج تركي منحرج من هديل ومن حالها..
وأشر لمرام تطلع معه..
رفعت هديل من على الأرض وسدحتها على فراشها..
مرام بحنية\ياقلبي هدي نفسك..مو زين الزعل والصراخ حالتك ماتساعد..
بأطلع ألحين وأرجعلك بعد ساعة..
طلعت غير مدركة لغياب هديل عن العالم..
ورحيلها بعالم لم يكن ولربما لن يكون..
عالم ما لأهلها فيه مكان..
ولا وجود لمن يغزو حياتها..
يمهتن إنسانيتها..
يهين أخلاقها ويخالف دينها..

رواية أما غرام يشرح الصدر طاريه و إلا صدود وعمرنا ما عشقنا / الكاتبة صدود/مكتملةWhere stories live. Discover now