18. Qué Serà ;Serà

1.2K 82 218
                                    

#ماكان ليحدث؛ سيحدث.


__________

هبّتْ ريحٌ باردةٌ تراقصتْ على إثرها أوراق الأشجارِ المبللة بضوءِ القمرِ المكتملِ و المُطلّ على استحياءٍ خلفَ غيمةٍ عملاقةٍ مسالمةٍ تتحركُ ببطئ ناحية الشرق، تماماً كماَ تراقصَتْ أطرافُ فستان الآنسةِ كيم الأحمر و كذا خصلاتُ شعرهاَ الداكنة. شدت علبة الحذاء بشكل أكبر إلى جسدها و خبأت العقد المحمول بين أصابعها بجيبِ معطفهاَ ثمّ تنفستِ الصعداءَ عندما وضعتْ آخر خطوةٍ خارجَ المقبرةِ.

في هذه الأثناء بيكهيون كان يسيرُ متقدّماً إياها بخطوة و نصف، يحاولُ تغطية الجرو أسفلَ سترتهِ الدافئة، و يتساءل لم ريونغ المشاغب يمكث هادئاً؟ هو سكونٌ رآه استفزازاً بالفعلِ، ثقيلٌ و محرجٌ بعض الشيءِ، خاصةً بعد ما حدث قُبَيلَ دقيقتينِ.

أناَ رجلٌ ..  لستُ فتى صغيرا.

استنشق عميقًا يملءُ رئتيهِ بهواء باردَ، يحاول طرد الجملة من ذهنهِ.

هي تعلمُ بالفعلِ أنه رجل، ما كان الداعي وراء تلفظهِ لذلك؟ لا وَ بانزعاجٍ كذلكَ! محطَّ السخافةِ كان ما وضع نفسهُ فيه، و الآنسة كيم لا تساعدهُ بخلقِ حديث جانبيّ جديد. ربمَا تشعرُ بتأنيب ضمير حيال جرح كبريائه و رجولته بنعته بالصغير بعد الفتى؟ أو ربما قلبها لا يزال مشغولا بشيء كان السبب في انتفاخ عينيها و حِدّةِ حمرة بياضهما.

بلغَا أخيراً  مِرآب السيارات التابعِ للمقبرةِ، حينها داسَ على مقدمة حذائه، كحركة بديلة لصفع وجنتيهِ إذ كفّاه مشغولتانِ،  و عليه استجماع قواه لتوديعها. بيد أنهُ بعد التحديق بالساحة الفارغة سوى من سيارةٍ وحيدةٍ سوداء، و ليست بالأودي الحمراء الخاصة بالآنسةِ، استدار ناحيتها:

- سيارتكِ.. ؟

نظرتْ كيم للفضاءِ الواسعِ قبالتهاَ لتستوعبَ حديث طالبها. سيارتها؟

- استخدمتُ قدميَّ للوصولِ هنا.

شفتاها باشرتا تبسمًا بترته تقاسيم وجهه التي همّت بالتجهّمِ، حين استفسر:

- و مكان إقامتكِ؟

- حي سانغْ ؟

بخريطة ذهنه حدد وجهتهاَ، و اكتملَ تجهمُ ملامحهِ خلال طرفتي عينٍ. صوتهُ ارتفعَ باستنكارٍ:

- و ستأخذينَ شارعَ الكاهنةِ سُول لبلوغه ؟!

كلاهما يعلمُ أنه ليس بالسؤالِ، لذلك أردف:

- تعلمينَ كم الساعة الآن على ما أعتقد، آنسة كيمْ !

حرّكتْ حاجبيها و جبينها محاولة استيعاب ما يرمي إليه.

لآبرازو ؛ الحُضنُ المفتوحُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن