الفصل العاشر

Start from the beginning
                                    

"شئ يسعدني ..أنا معجب بكِ فدعينا نتواعد"

"آسفة..ثم ماذا تعرف عني لتعجب بي بهذه السرعة"

"إعرف بأنكِ خرجتي من تجربة مريرة جعلتك معقدة وغير راغبة بالرجال"

دق قلبها خوفاً..كيف عرف بماضي؟!من أنت ..أنا أخشاك وأخاف منك هل أنت توأمه..صرتُ أراه فيك كلما رأيتك؟!..و ودت لو تصرخ..وتهيم على وجهها في البقاع كيلا لا تراه..فقطع أفكارها "إن كنتِ لا تريدين الإرتباط بأحد فهذا يعني بأنكِ لا تزالين تحبينه فهو حبك الأول بعد كل شئ و الأول لا يُنسى هل أنا محق؟"

"كلا..كنتُ أحبه .."

تحشرجت الكلماتُ في بلعومها أيعقل أنها لاتزال تحبه كما يقول هذا؟!..كلامه منطقي بعض الشئ هي لا تزال تذكره و تتذكر أيامها السعيدة معه و تعجب كيف إنقلبَ عليها وحطم حياتهما معاً.."سيد" هذا يلعبُ بإعصابها إنه قادرٌ على إخراجها من حالة الوعي إلى اللاوعي وزيادة مخاوفها وقد بلغَ السيلُ الربى.لا بد من تصرف سريع.. إنتفضت قائمة وقالت بنبرة عالية حادة:

"لا أعرف كيف علمت عني كل شئ ولكني لن أرد عليك إنتهى النقاش وهذه إجابتي على سؤالك"

"أعطيني فرصة أخرى سأنسيكِ إياه سأنتظرك .. "

تجاهلته وسارعت إلى الرئيس تطلب منه إجازة لهذا اليوم ..لم تعد تُطيق العمل بجواره ورؤية وجهه ..ستستنشقُ بعض الهواء وتجدد أفكارها عساها تهدأ فوران صدرها..جلست على إحدى المصاطب المصطفة في منتزه قريب لمقر عملها ..أرجعت رأسها للخلف وكلماته ترن في أذناها

"تحبينه..تحبينه ..تحبينه"

"لا أدري كنتُ أحبه وكرهته والآن أحن لأيامي السعيدة معه ..كان سعادتي القصيرة ..كيف إنتهى بنا المطاف عدوين ..جوان لو أخذت بنصيحتك ونصيحة والداي..لو قبلت بديريك آنذاك لما حدث ماحدث..مشوشة الفكر ومحتارة أنا..آه..يا إلهي..في النهاية كان إختياري وعلي القبول"

هذا ما قالته لنفسها حتى وصلتها رسالة شعرت معها بتوجس من قراءتها..

"رأيتكِ مع رجلين..هل يتحديان بعضيهما للفوز بكِ؟قولي لهما أن يتركاكِ فأنا لازلت موجود ولازلت أحبكِ وأعلم أنكِ لاتزالين تحبينني ولو قليلاً وأعلمي أنه لا مفر مني ..سترينني قريباً..أحبك"

"كلا ..أنا أكرهكَ أيها الوغد ..أكرهك أتركني وشأني"

و ألقت بجوالها على الأرض وداست عليه حتى تحطم نهائياً ثم هامت على وجهها في الشوارع والدموع تتطاير خلفها..وصلت للمنزل بعد ساعات ليتلقاها والدها بنبأٍ سعيد غير مكترث بالفوضى التي هي فيها:

"أليس إتصل رئيسك بي و أبلغني بتجاهلك لاتصالاته فهل من خطب ما؟"

"ماذا أراد؟!تحطم هاتفي"أجابت بجفاء

"إنه أمرٌ لا يحتمل التأجيل غداً لديكِ رحلة إلى إيطاليا مع عدد من موظفي الشركة وأختارك من ضمنهم فسارعي لتجهيز جواز سفرك ..إنها لفرصة لا تعوض"

بدون تفكير أجابت:

"لن أذهب ..سأترك العمل ..ثم إني حصلت على إجازة منه لِمَ لم يخبرني أنذاك"

صرخت والدتها محتجة"ستذهبين أفهمتي..هذه الرحلة مهمة لحياتك العملية والنفسية إن إستمريتي على هذا الوضع لن تعيشي بيسر"

"لن أذهب ..دعوني وشأني"

"لكن..." ركضت لغرفتها ليقول الوالد يائساً

"هذه الفتاة لا أمل لها ..لقد يئستُ منها و من عنادها"

"سأتصل بالطبيب آدم وأحدد موعداً معه ..لا يعجبني وضعها إنها تعود لنقطة البداية".أعلنت الوالدة مصرة.

لا مفر منيWhere stories live. Discover now