الفصل السادس

Start from the beginning
                                    

2011

مربوطة على كرسي بثوبها الأبيض الذي إهترئ في غرفة مظلمة ..جسدها مخدر..لا تبصرُ سوى عتمة و ظلمة و لا تسمع سوى أصوات صارخة تقطع نياط القلب تطلب النجدة و لا تعلم كم من مضى على وجودها.أخذت تصيح بصوت متهدج تستعلم عمن يتواجد معها ليأتيها الرد من صوت أنثوي باكي:

"أرجوكِ أنقذينا..لا تدعيه يؤذينا أكثر"

أجابتها"كيف أنقذك وأنا أمر بما تمرين به ..لقد سمعت صوت آخر معكِ..من أنتما "

تكلمت فتاة أخرى"نحن ضحيتاه..كنت أواعده وطلب مني الزواج ومن ثم أنقلب علي وحبسني هنا ليعذبني ..نحن هنا منذ مدة طويلة فقدنا فيها القدرة على الحساب "

قالت الأخرى"إنه مختل ..لا أريد أن أموت"واستمرت بالنحيب:

خطوات أقدام ثقيلة نبأتهم بقدومه فصرخن بقوة مع كلمات مبهمة لم تفهمها "أليس" ليختفي الصراخ بعدها أبدياً..

"تخلصت منهما أخيراً..إنهما مزعجتان..أزعجتاني طويلاً..كنت استمتع معهما كثيراً والأن أنتهى دورهما ولم يبقى سواكِ..لكني لن أقتلكِ لا تقلقي حبيبتي أليس ..فأتِ مميزة.. سأنقلكِ لعشنا الصغير ..لنقيم حفل زفافنا هناك"

وعلت ضحكاته الماكرة لتصيح به:"أنت مخبول ..أطلق سراحي في الحال .. أنا لن أتزوج بك أبداً"

سلط ضوء مصباح يدوي على وجهها واقترب منها لتتبين ملامحه قترب الخبيثة و لتشعر بأنفاسه الكريهة تعصف بها..رمى كلماته اليها وجعلها تذرف دموع الندم و الألم:

"لماذا إعترفتِ لي بحبك العظيم إذاً..ها..أغيرتي رأيكِ لأنني قتلت الشرطيين؟..آه كم أنتِ ساذجة و غبية كيف تقبلين الزواج من شخص تعرفتي إليه للتو ..عجيب..الحب يفعل المعجزات حقاً..حمقاوات"

"ندمت ..وأكاد أموت ندماً ..لماذا ..لماذا تفعل هذا لماذا؟؟"

"سآخذك لمنزلنا وسأجعل منكِ أنحوتة أمارس عليها فني..لأنني أهوى النحت ..لأنني أشعر بالقوة ..أنتن مصدر قوتي وتجبري..عندما أراكن ضعيفات مستسلمات..أشعر بمدى قوتي وتسلطي..أنتن تسهلن علي الصيد..بكلمة واحدة مني تسقطكن في شباكي..كم أنا رائع "

"أنت مريض مجنون "صرخت.فيما ضحك بصوت عالي وقال من بين قهقهاته: "نعم زيديني قوة ..أحب صراخكِ وإستنجادكِ..سأجعلكِ تُجنين مثلي..أصرخي كثيراً..كثيراً"

و شق نصف وجهها الأيسر بالسكين متلذذاً بصرخاتها و لعناتها ولما أنتهى فتح الأضواء ليزيد عذابها عذاباً آخر برؤية مشهد تقشعر له الأبدان لجثتي الأمرأتين الغارقتين في دماءهن الحارة.

صرخت وصرخت حتى أوشك بلعومها على الانفجار وبصرخاتها يزداد قوة وتجبراً و جنوناً.ظلت على حالها مدة آمنت فيها بالفرج على يدي صديقتها لكن أملها تلاشى مع توالي الأيام خافيا عليها ما تعرضت إليه صديقتها من معاناة.ففي اليوم المقرر لزفافها و حين لحقت بها "جوان", صدمتها سيارة أودت بها إلى غيبوبة مؤقتة و لم يعد منةكاخها مفر من "سيد" المجنون الذي جعل يتنقل بها من مكان إلى آخر و من غرفة مظلمة إلى أخرى أشد ظلمة واختناقا مكثت فيها على ما قارب الشهر تعاني و تعذب على يديه..يُطعمها ويعذبها..يقص عليها القصص و يرقص على أنغام يغنيها وإن إستهانت به فسكينه مستعدة للنحت حتى رضخت لجنونه وجنت معه في النهاية.

أتى يومُ الفرج..يومٌ ما ظنته سيأتي..بل عدمت كل فرصة لها في النجاة و آخر أمنيتها كانت أن تموت و تتخلص من كل أوجاعها، وحين داهمت الشرطة يتقدمهميتقدمهم الشرطي الأسمر البشرة منزله، ظنته حلماً سرعان ما ستستيقظ منه وتجد نفسها بين قبضته إلى أن تم القبض عليه..كان لا بد أن يحاكم على جرائمه الشنيعة المرتكبة وتأخذ العدالة مجراها بيد أن القضية أغلقت بإعلان موته المفاجئ الناتج عن سكتة دماغية حادة وفقاً للتقرير الطبي.أما بالنسبة ل"جوان" فقد أستعادت صحتها وأنتقلت للعيش مع والدها في بلدة أخرى لظروف صادفتهم حتى عودتها لبلدتها الأم حالياً.

2012

المطعم

الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر.

تناول الزملاء الطعام وشاركتهم الحديث رغماً عنها.فهي لا تشعر بخير برفقة الزميل الجديد مع إنها لم تنكر كيف سُحرت به هذا الصباح..شئ ما يخبرها أن تتوخى الحذر منه و أن لا تكرر أخطاءها السابقة فإن خرجت تلك المرة سليمة فربما لن تسلم هذه المرة.رنة من جوالها أفزعتها..إلى متى ستبالغ في رد فعلها؟ أخرجته لتقرأ المكتوب

"هل أكلتي جيداً ..أنا أراقبكِ ..بوووو"

تلفتت يمنة ويسرى بإظطرابٍ لاحظهُ الجميع و جعلها موضع تساءل،فاستأذنت تريد الذهاب للحمام..وكالعادة غسلت وجهها وطاف في ذهنها خاطر بزيارة صديق قديم يعطيها تفسيراً لما تمر به.عادت لمجلسها تفتش في هاتفها عن الرسالة و لم تجد لها أثراً!.مثير للإستغراب..أيمكن أنها تهلوس؟! حسناً عليها الإسراع لذاك الصديق وإلا تمكنت منها هلاوسها بالكامل.إنتهت الحفلة الصغيرة وكل منهم غادر لمنزله عداها هي حيث استوقفها"سيد" عارضاً إيصالها للمنزل فأبت شاكرة وأنطلقَ بها سائقُ الأجرة لمنزلٍ كان لصاحبه يد في علاجها.

"مرحبا أيها الطبيب"

لا مفر منيWhere stories live. Discover now