البارت 5:~ماتت الأجوما اللطيفة ~

5K 247 5
                                    

بينما كانتا تتناولان الطعام حكت جينا قصتها كاملة للسيدة العجوز فتأثرت هذه الأخيرة كثيرا...و عندما انتهين حملت جينا أغراضها وودعت السيدة العجوز و خرجت من المطعم سعيدة...تمشت قليلا فأحست فجأة بيد حطت على كتفها...تملكها خوف كبير جدا..استدارت بكل هدوك كون الخوف مسيطر عليها تماما...لكنها ارتاحت ما إن وجدت الأجوما وراءها..ابتسمت ابتسامة خفيفة و أردفت
جينا:أجوما لقد أخفتني
الأجوما:ههه آسفة..
جينا:هل تريدين شيئا؟
الأجوما:في الحقيقة...لقد فكرت في كلامك جيدا يا طفلتي...أنت لا زلتي قاصر كما أنه ليس لديك مأوى في سيئول...سيئول كبيرة و مليئة بالناس الأشرار...لذا فضميري لم يسمح لي بأن أتركك تذهبين...إذا تركتك تذهبين فكأنني أودعتك في قفص أسود
دمعت عين جينا و ضمت الأجوما حتى كادت تختنق:أنت..اهئ..أنت أفضل أجوما رأيتها في حياتي..أعدك..اهئ..أعدك أن أساعدك دائما !!
الأجوما:لا تناديني أجوما بعد اليوم...بل جدتي !!
كانت الساعة تمام التاسعة ليلا..ذهبت جينا مع الجدة لمنزلها..أحبته كثيرا...رغم أنه بسيط للغاية بالنسبة لمنازل سول الأخرى لكن مقارنة بالمكان الذي كانت تعيش به جينا فهو أشبه بالقصر..و مازاد إعجابها أكثر هو غرفتها..كل شيء بها وردي..السرير و الحائط..و كثير من الدمى و الدببة الصغيرة البيضاء..و هلو كيتي معلقة على الحائط...لكن مما زاد إعجابها و انصدامها للغاية و لدرجة المووت...هم صور ايكون التي على الحائط...و اسمهم الذي على الباب..كما أنه كان هناك ألبوم فوق الطاولة مليء فقط بصور ايكون..و أكثر صور هناك..صور هانبين !! أحست جينا بأنها في الفردوس..عيناها لم تشبع من تلك الصور و غيرها..و عندما فتحت خزانة الملابس وجدت المفاجأة..كل الملابس هناك جميلة للغاية..رائعة !! و في نفس مقاسها تماما !! دخلت الجدة الغرفة بابتسامة عريضة...
الجدة:كانت هذه غرفة حفيدتي المتوفاة...كانت تعشق فرقة ااسمها ايكون أو ما شابه..خصوصا شاب سدعى هانبين..كانت دائما ما تقول *تبكي* دائما ما كانت تقول أنها اهئ أنها ستتزوجه اهئ
جينا تتأثر و تمسح على ظهرها:لا بأس يا جدتي لا بأس
مرت ستة أشهر و جينا تعيش في النعيم..تأكل جيدا و كسبت بعض الوزن..زاد جمالها و طولها..تساعد الجدة دائما في المطعم و المنزل..كامتا تعيشان حيدا فكل واحدة كملت الأخرى..لكن لم يكن هناك شيء واحد جيد و هو الدراسة...عندما أخذت الجدة جينا لسجلها بالمدرسة لم يوافقوا فهي ليس لديها الملفات المهمة..و لم تستطع الجدة أن تجهزهم لها لأنه من الضروري حضور أولياء الأمور..و الجدة و جينا ليس بينهم رابط دم...حزنت الجدة كثيرا حتى أنها بكت..لكن جينا كانت دائما ما تواسيها و تقول أنه لا بأس...في الحقيقة..كانت هناك مشكلة أخرى...كانت الجدة تفقد وعيها فجأة بعض الأوقات مما أثار خوف جينا...في يوم من الأيام خرجت الجدة تاركة جينا وحدها في البيت..قالت أن لديها عمل و ستعود..ظلت حينا في البيت جيدا لم يحصل شيء سيء..لكن الجدة ذهبت للمستشفى !!!!
الجدة بحزن:هل اقترب أجلي أيها الطبيب؟؟
الطبيب حنى رأسه:للأسف أجوما فإن سرطانك ينتشر بسرعة...
الجدة بتأثر:كم...نسبة نجاتي..
الطبيب: 1%
الجدة تفكر بجينا:متى من المتوقع ان أموت؟
الطبيب:حسب انتشار سرطانك السريع فأظن...الشهر القادم !!
خرجت الجدة من المستشفى و حولها هالة من الإحباط...وصلت للبيت لتقابل وجه جينا السعيد
جينا:اه جدتي ها قد عدتي..أتعلمين انا سعيييدة للغاااية كومباك ايكوون في الشهر القادم و سيقيموون حفلا هناا هههههه ستسمحين لي بالذهاب يا جدتي أليس كذلك؟؟
اكتفت الجدة بتأمل جينا بأعين يكسوها الحزن..وبدون سابق إنذار ضمت الحدة جينا و استمرت بالبكاء
الجدة:لقد حان الوقت يت طفلتي....حاان الوقت !!
جينا بصدمة:ج-جدتي ممماذا يحصل معك؟؟
الجدة تمسح دموعها:يجب أن أخبرك بكل شيء!! انا..انا مصابة بسرطان القلب من زمن..و هو السبب في كثرة فقداني للوعي...لم أرد إخبارك من قبل خوفا من الصدمة...و الآن أنا...أنا سأموت قريبا..في الشههر القاااادم *تنفجر بكاءا*
اخذت جينا نفسا عميقا و لم ترمش أبدا لمدة عشر دقائق..بعدها صارت ترمش كثيرا..تضحك ثم تخفي ضحكتها ثم تضحك....استمر ذلك لخمس دقائق و كله بسبب الصدمة
جينا:جججححدتي هههل تمزحين معي؟ جحدتي قولي أنك تمزحين !! *تصرخ و تبكي* قووولي أن هاااذااا غيررر صحييييح !!!!!!
الجدة تبكي بشدة:اا.اااسفةيل صغيرتي ااااااسفة :'( :'(
جينا تضمها:أحبببك جدتي سأشتاااق لك
الجدة:حسنا اسمعيني جيدا الان حان وقت الجدية...انا لدي أقرباء دائما ما يسعون لأخذ ممتلكاتي حتى و أنا حية لذا فعندما يعلمون أنني متت فسيأتون و يأخذون كل شيء و لن يتركوا لك حتى قرشا واحدا لذا استمعي لي جيدا...أنا سأضع قدرا من المال في غرفتك تحت المنضدة...متأكدة انهم لن يروها...ما إن أموت و تنتهي المراسيم...عودي للبيت بسرعة و اجمعي أغراضك..خذي كل شيء..كلل ملابس حفيدتي المتوفاة..كل أغراضها و ألبوماتها كلل ممتلكاتها و المال و اذهبي !! انسي كل ما هو متعلق بهذا المكان
تنفجر جينا بكاء:لااا أرييد يا جدتي لااا أرييييد
الجدة:أرجوووكيا صغيرتي لو لم تفعلي ذلك ستتشردين في شوارع سيئووول
تستمر جينا بالبكاء و لا تجيب...
مرت الأيام كالبرق...و الشتاء لم تتوقف عن الهطول مما زاد حزن و إحباط و اكتئاب جينا خاصتنا...
في أحد الأيام الممطرة نهضت جينا مفزوعة بسبب صوت البرق القوي...ذهبت مسرعة توقظ جدتها لتواسيها...حركتها و حركتها...صرخت بأقصى جهدها..كانت خائفة كثيرا...خوفة الليل...و الرعد...و الروح التي خرجت أمامها..كانت تلك الليلة من أتعس أيام حياتها..استمرت بالبكاء طوال تلك الليلة حتى الصباح...صارت عينيها حمراء و منتفخة للغاية...عند السابعة صباحا...خرجت من البيت متجهة نحو الأجاشي اهن صاحب المتجر الذي قرب منزلهم
الأجاشي اهن:انيوووو جينا لماذا استيقظت باكرا اليوم؟
جينا تنفجر بكاء:اجااااشييي اهئ اهئ هييرموني ماتت اهئ اهئ
انصدم الاجاشي اهن لنصف ساعة..سقط جالسا على الأرض..وضع يديه على رأسه ثم عينيه و استمر بالبكاء و جينا واقفة قربه تبكي أيضا...بعد النصف ساعة تلك تكلف الأجاشي اهن بكل شيء من مصاريف مراسم الجنازة...حضر بعد ذلك بعض الناس كانوا عبارة عن رجل و امرأة و فتاة في نفس سنها و طفل صغير بريء...لكن كان ظاهرا على البالغين أنهم ينافقون في بكاءهم فقط...أحست جينا بغضب لا حدود له و تمنت قتلهم او على الأقل شتمهم...لكنها لم تشء ذلك فجدتها تراها...نهضت و سلمت على الأجاشي اهن...اخبرته أنها ستذهب بعيدا و لن تعود رغم تساؤلاته الكثيرة و إلحاحه الشديد على ءن تعيش معه هو أبناءه لم تشء فام ترد أن تصبح عالة كما لم ترد التعلق بأحد آخر...ذهبت للبيت جهزت أغراضها بسرعة قبل أن يأتي أحدا كانت كلما تحمل ذكرى لجدتها تزداد دموعها...أمسكت بألبوم صور ايكون بين يديها و صارت تتصفحه و تبكي حتى بللته و تردد:~لم لدي هذا الحظ؟ لم الحياة تعاملني بمنتهى القسوة؟~
أسرعت بالنهوض..أمسكت حقيبتها و خرجت..و عينيها لا زالتا منتفختين...و شقت طريقها في شوارع سيئول الكبيرة

زواج قاصرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن