في يوم يفتقر لبصيص الضوء وعلى اصوات حفيف الورق وثوران العاصفة . يترجل من سيارته الفارهة بصحبة رجاله المعممين بالرداء الاسود . يترجل نحو مقصده بخطوات منتفضة . يسير بغضب ويتخطى كل من حوله بكتفه من دون مبالاة . يتقدم بأنفاس متهدجة يمسك مقبض الباب بأصرار من ثم قام بفتح الباب بلهفة . تلك اللهفة التي لم تتغير منذ نعومة اظافره.
ينظر لها وشعور الخوف يحاوطه بألم . خوف المها . خوف المجهول الذي يعتري دربهما . خوف فقدانها
تسمر في وقفته وهو يتأملها .تنظر للنافذة بنظرات تزرع الهدوء والسلام بداخلها اللذان لم تشعر بهما منذ اعوام واعوام .
ترك باب المقبض والممرضة تصرخ خلفه .- سيدي ارجوك لايصح لك الان رؤيتها . سيدي استمع الي هي الان بحالة سيئة . سيدي ارجووك استمع الي .
التفت اليها بنظرات تجدح بنيران الغيض والغل . من ثم قال بجدية .
- اتغربين عن وجهي الان والا ستعلمين بالذي سيعتري دربك .
جفلت الممرضة بنظرتها وارتعبت من تهديده المعتاد من ثم عادت للخلف بخطوات مرتبكة .
بدأ يخطي بخطوات نحوها وهي تسكن فراشها كالصنم الملفوف بالشاش الابيض وكأنها تسكن هذا العالم بمفردها لاتسمع من حولها ولاتساكن ارواحهم . استمر بخطواته المتفحصة الى ان استقرت اقدامه بجانب سريرها . ينظر لها وهي مستمرة بنظراتها التائهة في اكتشاف من حولها . تنفس بعمق مسموع من ثم قال بصوت متسلط .
- حبيبتي نحمدالله على سلامتك .
التفتت ببطئ شديد مع بسمة تائهة . وهي تحاول ان تستشف من اين هو مصدر الصوت . رفعت رأسها بنظرتها المثقلة بالتساؤولات . تبسمت ابتسامة مبهمة تدل على عدم فهمها من ثم اشاحت بنظرها ببرود قاتل .
تنهد بعمق من ثم اردف على قوله السليط .
- مزقتي قلبي بفعلتك تلك لما فعلتي هذا . الاتعلمين كم احبك وحياتي من دونك شتات منثورا . انت لي ماضي طفولتي وحب شبابي وحلم شيبي . لما فعلتي بي هذا يا لنا .
تستمر بتأملها الذي يصطحب بسمتها المجهولة . من ثم اكمل حديثه .
- لنا انظري الي حبيبتي . اسمعيني صوتك انا هنا بجانبك انظري الي .لم تلتفت ولم تنساق لقوام ندائه الرشيق . ظلت على تلك النظرات البريئة التي تترقب صخب العالم خلف ذاك البلور .
تعالت صوت انفاسه الثائرة . تقرب منها برعشة جسد فاضحة له قناع الرجل الحنون . مسك كتفها بقوة يجبرها على النظر اليه بالغصب والقوة . وهو يتسلط بقوله .
- انظري الي . انظري وتكلمي معي . لما هذا الصمت القاتل الايكفي ما قتلتني به بصمتك هذا كل تلك الاعوام . هيا انطقي تحددددثي
يصرخ ويرغمها على النطق جبرا .ركضت نحوه الممرضة بذعر وهي تحاول منعه ومسك يده . وهي تقول بترجي .
- ارجوك سيدي . ارجوك فهي مازالت مريضة ولاتستطيع ان تدرك شيء حولها . ارجوك اتركها ..
YOU ARE READING
((خلف صمتها أمرأة مخملية ))
Romanceحرية المرأة ليست بالتحرر من ملابسها وزينتها التقليدية .بل التحرر بحرية الفكر والاختيار وحرية الحياة وحرية ان تكون من الطبقة المخملية ام من غيرها . فتاة من الطبقة المخملية .طبقة نجدها من حولنا ومنذ اقدم العصور هي طبقة الاصالة والعراقة .طبقة تترأس ا...