اسمكَ الأمل |8

ابدأ من البداية
                                    

أخذتُ المنديلَ الذي أعطاني إياهُ هوسوك، جفَّفتُ وجهي وعنقي، كانت شفاهي ترتجف، فلم أستطع إكمال كلامي

" وماذا أيضاً؟ "

سأل قيو حاثًّا إياي على اكمال حديثي، ازدردتُ ريقي بصعوبة، ومن ثم عاودتُ الحديث

" قالت إنها ستموت، لذا تُريدُ عفوي، لكنني لم أُجبها آنذاك، من الصعب نسيانُ كل شيءٍ فجأة هكذا، وأيضاً المُسامحة صعبة، فما فَعلتهُ لي كان كثيراً جداً، قد أحتاج لأكثر من المُسامحة لأنسى الماضي "

تنهَّد الاثنان في آنٍ واحد، وبتُّ أنا مُحاصر، بين الشتاتِ والثبات!

*

جلسنا في غرفة العجوز قيو؛ فالشمسُ كانت تجرُّ آخر أشعَّتها خلفها ليُقابلَ رحيلها شروق القمر، وقد كان بدراً حينها

شرودُ الذِّهن كان يُعانقُ عقل كلٍّ منهما، فالأول مُتأكدٌ بأنه يبحثُ عن كلماتٍ لي، أما الآخر بالتأكيد هو يتساءل حول الموضوع كونه يجهله

وبعد لحظات، نطقَ قيو بكلِّ ما فكَّر به في الدقائق الماضية:

" المسامحة صعبة كما النسيان، وتكون أصعب عندما تكون حول ذنبٍ قد نقشَ على ماضيك وحاضرك ومستقبلك بأنك أسيرُ خوفٍ لن تتخلَّص منه بسهولة، ولكي تُسامح يجب بأن تتحلى بالشجاعة، وبالنسبة للنسيان، يجب توافر القوة في قلبك لحدوثه، وأن تجمع بين الاثنين يعني أنك قد تحلَّيتَ بالذكاء

بُنيّ، أنتَ ذكيّ جداً، ولستُ وحدي من يُدركُ ذلك، فأنت بنفسك تعلم ما مقدارُ ذكائك، أصابتكَ الحيرة لأنك تستطيع الجمع بين الخيارين لكنكَ لم تتوصل للخيار الثالث ربما لغَلوبِ حزنك على عقلك

اغفر لوالدتكَ خطأها وانسَ ما فعلته لك سابقاً، ومن ثُمَّ ارتمِ في حضنها كطفلٍ في الخامسةِ من عمره، ابكي كلِّ دمعة كانت من المفترض بأن ترسي على صدرها، انطق بكلِّ حرفٍ كان يجب أن تكونَ أُذنيها محطَّته الوحيدة والدائمة، الحياة بخيلة بشأن الفُرص بُني، وفرصة وجود أُم بديلة عن أُمكَ الحقيقية نادرة إذا ما كانت موجودة أصلاً"

تلألأت الدموع في فضاءِ عينيّ، شقَّت فرحتي طريقها على شفتيّ كالشهاب في السماء، أشرقت وجنتاي سعادة، بينما اكتسى جبيني ضوءَ القمر

استطردَ قيو كلامه لإنهائه في لوحةٍ مُتقنة الصنع:

" الوحدة بُني ما إن تُقرِّر زيارةَ قلبك، ستصحب معها الكوابيس المُحمَّلة بكلمات وأطياف الأشخاص الراحلين، لذا افعل ما أخبرتُكَ به، حتى إن أتت الوحدة لن تجد ما تصحبه معها لتجعلكَ تُقاسي الأيام "

دخلت ممرضة فورَ انتهاء كلام قيو، وكانت تبحث عن هوسوك نظراً لتأخره عن العودة لغرفته، أخبرتُ هوسوك بأني سألحقُ به، فخرجَ معها

نهضتُ باتجاه العجوز واحتضنته، بقيتُ هكذا لخمسِ ثوان، ومن ثُم ابتعدتُ لأرى عينيه تلمعان! لم أشأ الكلام؛ فأنا أخشى رؤية دموعه، ساعدته ليستلقي على فراشه، قبَّلتُ رأسه وغادرتُ إلى هوسوك لأشرحَ لهُ كُلَّ شيء

وجدته يقف أمام النافذة يتأمَّلُ الخارج، أغلقتُ الباب بقليلٍ من القوة لألفتَ انتباهه، استدارَ وابتسم، توجَّه لسريره بينما أنا سحبتُ الكرسيّ لأُجاوره الجلوس

بدون مُقدِّمات، أخبرته بـ لُبِّ الموضوع، تأثَّرَ كثيرا، خشيتُ على قلبه حقًّا، كما تخشى الزهرة على رحيقها من الريح

نظرَ لي بعد مُدَّة، كنتُ سارحَ البال استرجعُ كلام قيو في ذهني، انتبهتُ له وابتسمتُ كذلك، بسطَ كفَّه لأضعَ راحةَ يدي فيه، ما إن فعلت حتى قال:

" الآن، انتقلت أحزانُكَ إليّ، وسأخرجها من قلبي بطريقةٍ ما، لذا فلتبقى سعيداً كي أبقى أنا مثلك "

ابتسمتُ لتصرُّفه البريء، غادرتُ الكرسيّ لأجلس بجانبه على السرير، وضعتُ يدي على يسارِ صدره، نطقتُ بذاتِ الكلام لكن بصيغةٍ أُخرى:

"الآن، خرجت أحزاني من قلبك.. " قبضتُ اللاشيء من صدره ومن ثمّ استطردتُ تزامنًا مع إبعادي ليَدي عنه: " وهذه هي الطريقة التي تخلَّصتُ بها منها " وبعدها ابتسمتُ له

ضَحِكَ لتصرُّفي، أطرقَ رأسه مُبتسماً، نظرتُ إلى الحائط الذي تُعانقه الساعة، قلتُ بما خطرَ على بالي: " أتعلم، فيكَ الأملُ الذي أبحثُ عنه، وفيكَ الأصفر الذي يرمزُ له "

استطردتُ وأنا استديرُ برأسي ليُقابل رأسه: " لذا سيُكون اسمكَ الأمل "

" أيُمكنني جعله بالإنجليزية؛ لأنه غريبٌ قليلا هكذا "

" Hope, j-hope"

" لما أضفتَ حرفاً؟ "

" لأجعله مُميَّزاً "

ــــــــــــــــــــ

حسناً، لا أعلم ماذا أقول 👀
البارتات كل مالها تزيد مشاعر وأحاسيس 🚶

ظهر أول جدار وكان هوسوك 😎
مين تتوقعوا الباقي 🤔

كلام قيو ليونغي دائماً يفوز 😩✋
+ تتوقعوا يونغي فعلاً بيسامح أمه؟

تبقى بارتين فقط 🌚
جالسة أقول لكم عشان تتجهزون نفسيا، مو نذالة والله 🙄

+ نزلت مقدمة الرواية الجديدة 😗 روحوا اقرأوها وعلقوا هناك بليز 🙃
اسمها آليَّةُ المشاعر

أسعدوني بالتعليقات والفوت لو سمحتوا 😘
سي يو بيبيز 👋

Four wallsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن