في المدينة الجديدة ...
لقد احتاجت للعمل ، لتجني مالا للمبيت لبضع ليالٍ بعدُ ،وبما أنها قد أتقنت الحياكة منذ صغرها ؛ فقد عملت في مخبز .....
يا لسخرية القدر ، لكن الأمر متشابه في أوجهٍ عدة ،التعب نفسه ، آلام الظهر أثناء العجن وأيضاً بسبب ساعات الجلوس الطويلة ممسكة بالإبرة ....... إذن آلامه مشتركة ، فهناك كانت تفكر في عائلتها التي لم تجتمع يوما - حسب ما تذكر- وهنا ينشغل فكرها بعائلة تخشى أن ْ لا تجتمع معهم مرة أخرى .
لقد عملت في الخبز والكعك ، وبذلك ضمنت طعاما يبقيها متماسكة لعجن بقية الأصناف المتجددة .
لم تجد راحة ، وضاعت أيامها في شقاء لا فائدة له .
لم تصل لخيط غير الأول ،انها تشفق على نفسها ؛ إنّ آمالها تضيع وهي تخاف أن تنسى ...
-آه ، لقد تذكرت ، قال لي أخي أن الرجل يعمل ليطعم المرأة .
ُثم أكملت بخبث أنثوي :
-لِمَ قد أتزوج إن كنت انا الرجل والمرأة في آنٍ واحد ، لعل ذلك الشاب -لم تسأل خطيبها عن اسمه- يملك بعضاً من المال قد يبعثه إليّ .
* * * * *
كانت هذه أول العلامات لظهور الذكاء عندها ...
* * * * *
هل كبرت أخيراً ...
لا تعلم من أين يأتيك الفرج ، فشركة والد الشاب في هذه المدينة ، وسيول الأموال الآن أصبحت قريبة ؛ مما أتاح لها الوقت لتغتنم نجاح والدها وتسأل المستثمرين عنه .وبالفعل فقد كانت خطوة بارزة قد مهدت للخيط الثاني للظهور .
* * * * *
- أنا آسف ، لا أزود المارة بتفاصيل عملائي أو من أتعامل معهم في مسائل الأموال . هذه معلومات شخصية.
وأنهى كلامه بكل صرامة .
ثم انقلب حاله:
- لكنك ابنته كما تقولين ، سأصدقك .
إنه يقطن عند المدخل المؤدي الى الغابة ، لا تخافي ، ان بيته طبيعي وهو ليس قريبا منها .
إنّ الذئاب في هذه المنطقة يعملون نهاراً في مثل هذه البناية ، ولكن في الجهة المقابلة من الشارع .
لقد قال آخر جملة وهو يدعي البراءة أثناء محاولة تحريض غريبة ضد منافسيه .
لكنه رجل طيب -كما تفضل هو بالذكر- فنصحها بأن تستعين بخبراتهم المذهلة .
-وأهم شيء : لا تذكري أمره لأحد ، ولا تزوريه ، ولا تتحدثي معه إن رأيتيه من قبيل المصادفة الشريرة .
أنه انطوائي لسبب وجيه ؛ فالحذر الحذر .
وأخرجها بسرعة . وبخفة كانت قد وصلت الشركة الأخرى ، ولكن ، لِمَ قد يخفق قلبها كأنما هو يهرب من صدرها وكأن الأشرار يطاردونه ؟
أهي لحظة من التواصل الأبوي ، أين هو والدها ؟ هل يطارده أحد ما ؟ لماذا سيؤذونه ؟
-انه انسان لطيف ، بغض النظر عن كل شيء آخر.
هذه كانت أفضل طريقة لتتذكره دون أن تتراجع . و إلا لماذا قد تتكلف العناء بالبحث عن شخص قد اختفى أثره ساحباً معه أي اعتبار لقيمة الرابطة التي تجمعهما .
انها تحبه.... وهذا آخر قرار اتخذته ، أمره محسوم .
و إن قال انه يكرهها ، ستقول بانه كاذب وهو لا يهنأ بعيشةٍ لا يتشاركها معها -ابنته الوحيدة-؟
* * * * *
((هذه الشركة خطر ، احذري بطش الذئاب .....))
*** *** ***
***شكرا لمتابعتكم هذه الرواية ...
يتبع..
YOU ARE READING
بلا اسم، أهيم على وجهي
Mystery / Thrillerهل تخيلت كيف ستخطو الى المستقبل ، بلا اسم ، بلا ماضي ، كل ما تملكه هو رسم الوان الحياة على حاضرك. ما ذنب الطفل ان يعلق في شباك الناضجين من حقد وخوف والم هي طفلة تعيش في عالم فارغ بلا أهل ، وحتى الميتم لا يقبلها، لماذا؟ لان اباها لن يرسلها ابداً .لا...